الإيرانية مريم حيدري قرأت بالعربية في المغرب
كثيرون هم الشعراء الذين استضافهم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، قدموا من أنحاء قريبة وبعيدة من المعمورة للمشاركة في فعاليات البرنامج الثقافي بإلقاء أشعارهم، ومن ضمن الشعراء الذين شاركوا وتابعتهم “العرب” لاسيما الذين يكتبون بالعربية: الشاعر الجزائري حرز الله بوزيد والشاعرة الإيرانية مريم حيدري (قرأت بالعربية) والشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس، والشاعر العماني حسن المطروشي، وقد أنشدوا شعرهم ضمن برنامج ليال الشعر التي نظمتها وزارة الثقافة بالتنسيق مع دار الشعر بمدينة تطوان.
العرب/ يوسف حماديالدار البيضاء (المغرب) – لقد كان لتجربة دور الشعر في المغرب، التي أسست بمبادرة ثقافية من الشارقة تشجيعا لرواده حتى أضحت اليوم في المغرب دور الشعر رغم تاريخ تأسيسها القريب جدا، مؤسسات شعرية مهمة. ونظمت الدار بتنسيق وتعاون مع وزارة الثقافة المغربية عددا من الأمسيات الشعرية ضمن فعاليات معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب، منها تلك التي نظمت مساء الاثنين الماضي بقاعة القدس، وسط المعرض، اللقاء الشعري الذي قدمت خلاله دار الشعر بتطوان صوت الشاعر العماني حسن محمد المطروشي والشاعر الإيطالي جويسبي كونطي والمغربي إدريس بلعطار.
قبل أن يصدح الشعراء بشعرهم من على منبر اللقاء، رحّب مدير دار الشعر بتطوان، الشاعر مخلص الصغير، بجمهور الحاضرين لليلة الشعرية، ثم أعطى نبذة موجزة عن الدار أكد فيها أنها مؤسسة ثقافية دولية تعنى بالشعر والشعراء، أحدثت بموجب مذكرة تفاهم ما بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأنها دار ثقافية حديثة العهد تم افتتاحها منتصف مايو من سنة 2016.
وبمصاحبة موسيقية بالعزف على العود والكمان للفنانتين يسرى شهواد وأمينة إسماعيلي، الشابتان المتطلعتان لأفق فني أكثر رحابة وإبداعا، توفقت الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس في مهمة ربطها الإعلامي بين فقرات الليلة الشعرية معلنة أن كل لغات العالم إذا ما راودها الشعر تصير
أجنحة ضوئية تُمَوْسقُ الحواس على وتر الحلم، وأن بالشعر يولد الكون متجددا بالاستعارات.
منذ ليلة ليلة الشعر الأولى في المعرض الدولي للكتاب، جذب الشعراء انتباه جمهور الحاضرين، الذين كانوا شغوفين بسماع الشعراء ومن بين الذين اثروا في الجمهور إلى جانب مريم حيدري وحرز الله بوزيد كان الشاعر العماني حسن المطروشي.
وفي تصريح لـ”العرب” أكد الكاتب الناقد المغربي عبدالله الموساوي، أن من الشعر ما لا يتسع الجلوس مع صاحبه لليلة شعرية واحدة، فالليلة قد لا تكون سوى بداية للجلوس إلى الشعر والشاعر لليال طوال، خصوصا إذا كان الشاعر ابن بيئته، كما يقول النقاد، لأنه هو الوحيد الذي يحمل مفاتيح أسرار قصائده، وهو الذي يعرف مداخل الولوج إلى عمقها.
وأضاف “أما نحن جمهور المتلقين، فلسنا سوى محاولين لفهم بعض من تلك الأسرار، أسرار الشاعر الذي أسس عليها بناء شعره”.
إن اللغة الشعرية عند الشاعر المطروشي لها حمولتها المعرفية والإنسانية التي تجعل المتلقي ينشد إليها صاغيا لنبض العقل في عمق نفسه الذي يستهدفه الشاعر بشعريته المختلفة محاولا التأثير فيه، خاصة في عمقه النفسي. ويعلق الموساوي مشيدا بتجربة دار الشعر في المغرب التي كان وسيكون لها الفضل الكبير في التعريف بالشاعرات والشعراء المغاربة، الذين بدا لهم حضور أكبر وأكثر في الساحة الشعرية المغربية، العربية والدولية.
وشارك في الليلة الثانية من “ليالي الشعر”، الثلاثاء 13 فبراير، بوزيد حرزالله من الجزائر ومريم حيدري من إيران وغاي بنيت من الولايات المتحدة الأميركية وأحمد عصيد من المغرب، وسيّرها أحمد الحريشي من المغرب أيضا، بمرافقة سهام المكاوي على البيانو.
وسيّرت الجلسة الثالثة إكرام عبدي من المغرب، حيث قدّم فيها الفنانان جبريل بناني وطارق بنعلي عزفا على الكمان، بمشاركة الشعراء غياث المدهون من فلسطين، ومحمد بودويك وصفاء السجلماسي الإدريسي وسامح درويش من المغرب.
756 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع