ذاكرة المدينة - علامتان فارقتان !
محمد سهيل احمد
1ــ تؤدي المفارقة في شعره دورًا فارقًا، وتؤسس لمرارة الصور التي يرسمها، ومشاهد الوجع الإنساني التي يؤسس لها في قصائده، كما تحتل مفردة النخيل مساحة من شعره .
2ــ المبتدأ نهر العشار قرب جسر المتصرفية القديم الذي يبرز جزء منه في الصورة ، ومنتهاه نهر الخورة جنوبا أي انه على عادة شوارع البصرة ،يتجاوز الكيلومترا بقليل .
1ـ المعلم الثاني
كان اللقاء الأول في متوسطة التحرير بمقرها القديم في الجهة المقابلة من حي ( الكزارة ) اذ كان مدرسنا لمادة اللغة العربية . كنت حينها تلميذا عاديا وكنت اكره مادة الرياضيات فرسبت فيها مما جعلني أعاود الكرّة ولكن في مبنى المدرسة الجديد بمنطقة ( بريهة ) . هناك ، وعن طريق دفتر الانشاء ،اكتشف الراحل مقدرتي الادبية لاسيما في كتابة القصة القصيرة ، فعمد الى تشجيعي ما حفزني الى الاستمرار .
وكان لقاؤنا الثاني في الاعدادية المركزية وأنا طالب في الصف الخامس الأدبي ليسأنف مهمة نفخ الروح في قلم تمسكه أنامل غضة وسرعان ما قوي عودي مطلعا معلمي الثاني ، من بعد معلمي الأول عبد المربي الانسان المرحوم عبد العزيز المعيبد ،على ما كنت انشره هنا وهناك في جريدتي (الثغر ) و( البريد) وغيرهما من الصحف المحلية حينذاك . وتوطدت صلتنا ليقوم باختياري لمسك سجل مكتبة المدرسة و مهمة تدوين ما كانت تضمه من كتب ومجلات . كان هادئا دمث الأخلاق وكان يتمتع بكاريزما متفردة بحكم صوته رخامة صوته وطبيعة القائه للدرس .
وتفرقت بنا السبل ليصلني ذا يوم خبر رحيله الفاجع في احد فنادق بغداد .
فيما بعد وفي وقت متأخر أطلعت صدفة على سيرته الادبية الثرة والتي آثر اخفاها عني أيام التلمذة مبرزا صورة مدرس اللغة العربية المربي الذي تخرج على يديه المئات من ابناء الاجيال اللاحقة .
الاستاذ الشاعر كاظم نعمة التميمي
كان رحمه الله معلما وذا حس أدبي من طراز خاص وها هي سطور من سيرته العطرة :
*ولد في محافظة ميسان (جنوبي العراق)
* نال شهادته الجامعية من دار المعلمين العالية (كلية التربية حاليًا) ببغداد (1953) قسم اللغة العربية.
* عمل معلمًا في المدارس الثانوية بمدينة البصرة مدة طويلة، ثم عين مفتشًا تربويًا.
* انتخب رئيسًا لاتحاد الأدباء فرع البصرة في دورته الأولى عند تأسيسه.
* كان من رواد الشعراء الذين ساهموا وكتبوا الشعر الحر الذي تأسس على يد الشاعر الكبير بدر شاكر السياب.
* انتاجه الشعري :
- صدرت له الدواوين التالية:
«إسراء في سماوات أخرى» - مطبعة حداد - البصرة 1971
«مقاطع من قصيدة الحياة اليومية» - منشورات وزارة الإعلام - بغداد 1976
«القصيدة تكتب عنوانها» - دار الشؤون الثقافية العامة - وزارة الثقافة والإعلام - بغداد 1986
«مذكرات بصري في زمن الحرب» - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد 1988.
الأعمال الأخرى :
* له من الأعمال: «كيف تقرأ، كيف تكتب» - البصرة 1966، و«صفحات مشرقة من الحضارة العربية» - سلسلة الموسوعة الصغيرة - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد. شاعر مجدد، تنوع شعره بين التزام الوزن والقافية، واعتماد الشكل التفعيلي للكتابة، عاش تجربة الحرب العراقية الإيرانية، رصد عبرها أثر الحرب على مدينته البصرة، فصور كثيرًا من أحداثها وآثارها، ورسم بشعره صور القذائف وهي تسَّاقط على المدارس والمساجد والأحياء السكنية، وصور الأطفال القتلى، والأخضر عندما يحترق، والزهور عندما تغتال. تؤدي المفارقة في شعره دورًا فارقًا، وتؤسس لمرارة الصور التي يرسمها، ومشاهد الوجع الإنساني التي يؤسس لها في قصائده، كما تحتل مفردة النخيل مساحة من شعره بوصفها رمزًا متعدد الدلالات يبرع في توظيفه لصالح بناء القصيدة وإكسابها طابعًا خاصًا يضفي شعورًا بصدق التجربة.
رحمنا الله جميعا !
2ــ شارع الحكايات
الصورة لشارع الاستقلال ايام زمان . المبتدأ نهر العشار قرب جسر المتصرفية القديم الذي يبرز جزء منه في الصورة ، ومنتهاه نهر الخورة جنوبا أي انه على عادة شوارع البصرة ،يتجاوز الكيلومترا بقليل .
الاعدادية المركزية يسار الصورة ولكن بالكاد يظهر جزء منها . ربما يظهر جزء صغير من قاعة التربية او قاعة عتبة بن غزوان والتي بقيت القاعة الوحيدة ، تقريبا ، والمخصصة للاحتفالات . يتحدث مؤلف كتاب ( لوحات من البصرة ) احسان وفيق السامرائي عن شارع الاستقلال :" هو الطريق الممتد من الساحة المقابلة لمتصرفية البصرة (حاليا وضع فيها تمثال الفراهيدي ) ، حتى محطة بنزين الكزارة ويضم الطريق والذي يقع بين محلة بريهىة والكزارة مرقد عبد الله بن علي وقاعة التربية والنشاط الفني والثانوية المركزية ، يقابلها المكتب الهندسي للدكتور طارق الكاتب وكازينو الساحل ومطعم الافراح والمركز الثقافي البريطاني وفندق الاعتماد وفندق اور وشركة البردي المضغوط وحلاقة كنك وبيت عبد الكاظم الشمخاني وثانوية العشار للبنات وعمارة العقيل تقابلها دور الثقافة الجماهيرية وبنزين خانة الكزارة " .
الصورة ملتقطة ، في الغالب ، من جهة مقهى حبش المطلة على نهر العشار ، او من موقع تصوير خفيض . ومن جهة اليسار ثمة فسحة من شارع الساحل القادم من اسد بابل وربما من بداية شارع الكورنيش ، مرورا بجسر الهنود وعمارة النقيب ومكتب البريد القديم ليلتقي بشارع الاستقلال في الساحة التي تستدير حول مظلة شرطي المرور ، كما يتضح من الصورة . ومن المعلوم ان البصرة كمدينة ، ألفت ظاهرة ازالة الابنية دونما سابق انذار ، ذلك لأننا ننتمي كما ذكرت مرة في احد كتاباتي الى ما يمكن ان يسمي بـ ( حضارة الغبار ) !
733 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع