بدل الاحتفال بذكرى 25 عاما على تأسيسها سيتم غلقها
ايلاف/اصبحت قاعة (حوار) للفنون التشكيلية ببغداد في حكم (الميتة سريريا) وقد حنقتها الموانع والحواجز الكونكريتية وصارت الطربق اليها صعبة مما ادى الى انحسار المعارض التشكيلية التي تقام فيها فضلا عن غياب المثقفين عنها بعد ان كانت المكان المفضل للفنانين والمثقفين والاعلاميين الذين باتوا يشكون من واقعها الحالي الذي اقل ما يمكن وصفه بالمزري لان الوصول اليها يحتاج الى قطع مسافة طويلة والى الخضوع الى التفتيش عند نقطة السيطرة الامنية، وبدل ان يتم الاحتفال بمرور ربع قرن على تأسيها ستتعرض للغلق ومن ثم الاندثار !!.
حظان متنقضان
على الرغم من كونها القاعة الاشهر بين قاعات بغداد الخاصة بالفنون التشكيلية وربما الوحيدة التي بقيت على قيد العمل بعد ان اغلقت القاعات الاخرى ابوابها ونال منها غبار الهزائم بسبب التردي الامني في مدينة بغداد الذي ادى الى غياب الجمهور عنها والمقتنين للوحات الفنية ، الا ان هذه القاعة الكائنة في حي الوزيرية نالت حظين متناقضين ،احدهما الحظ الجميل المتمثل بقربها من كلية الفنون الجميلة ، والاخر السيء الذي جعل من السفارة التركية جارة لها ، وهو الامر الذي جعل احوال القاعة منذ عام 2003 تعاني من حصارات مختلفة الاشكال والالوان كابدت عناءاتها كثيرا ، فقد اغلقت الطريق المؤدية اليها من كلية الفنون الجميلة بالكونكريت المسلح مع فتح باب صغيرة لها مزلاج وقفل توصد فيه متى شاء لها القائمون على الباب هناك ، فيما الجهات الاخرى هي الاخرى مغلقة الا طريق واحدة طويلة تقف على رأسها نقطة سيطرة امنية ليس من السهل المرور منها لذلك كان الفنانون والمثقفون يتعبون من اجل الوصول اليها وهو ما ادى الى انحسار اعدادهم شيئا فشيئا الى ان اصبحت الان شبه غائبة عن المشهد الثقافي، بل ان همّ القاعة بدأ يؤثر سلبيا على صحة زنفسية صاحبها الفنان قاسم سبتي الذي اعترف انه سيضطر الى غلقها في اية لحظة يأس .
هذه القاعة التي ما هي الا منزلا لوزير الدفاع ابان الحكم الملكي في العراق طه الهاشمي ، تم استثمارها وتحويلها الى قاعة لعروض الفن التشكيلي عام 1992 بإدارة الفنان قاسم السبتي رئيس جمعية التشكيليين حاليا، وسرعان ما تحول المنزل الى منتدى ثقافي مهم ومقهى يلتقي فيه المثقفون والفنانون خاصة مع غياب المقاهي الثقافية ، واكثر ما يتميز به هو الهدوء وحيث الموسيقى الهادئة والاثاث التراثي فضلا عن المنحوتات المعبرة والحديقة الصغيرة ،وطيلة ربع قرن كانت القاعة هي محطة الاستراحة المفضلة لطلاب واساتذة كلية الفنون الجميلة وكل من تربطه بالفن علاقة حتى ان القاعة شهدت ولادة العديد من الافكار فضلا عن انها فتحت ابوابها للانشطة الثقافية الاخرى حين لم يجد المثقفون مكانا ملائما .
صاحبها : سأضطر الى اغلاقها !!
وقد اعرب صاحب القاعة الفنان قاسم سبتي في حديث لـ (ايلاف) عن اسفه ان يحدث للقاعة كل هذا الضرر ، وقال : الهم يتآكلني والاقدار..، القاعة اجهز عليها بغلق منفذ كلية الفنون الجميلة ،ومحاولاتي لاعادة فتحها تحتاج الى واسطات من النوع الثقيل واخرها اتصالي بالانسة ميسون الدملوجي ،رئيسة لجمة الثقافة البرلمانية، التي قابلت السيد وزير الدفاع لغرضين احدهما فتح معبر الكلية الذي نسميه (معبر رفحا) وحاليا هناك محاوله لحشر انف رئيس الوزراء.. في الموضوع،علما انني سبق لي ان التقيت ضابط استخبارات قطاع الرصافة الذي وعدنا خيرًا.. ولكن، وبصراحة اذا لم تفلح اي محاولة من محاولاتي سأضطر لغلق القاعة .
واضاف: ليس للسفارة التركية اي سبب انما حماية السفارة والتابعين لعمليات بغداد ومن استخبارات العراق العظيم بحجة خوفهم من خرق امني !! والحقيقة انه وحتى خلال كل الاوقات العصيبة سابقا لم يحدث اي خرق وان حصار القاعة هو رأي لضابط جديد لايعرف حتى ان هناك قاعه عرض..، لقد حول المنطقة المحيطة الى معسكر !!
موقع مهم ولكن
الى ذلك قال الفنان والاستاذ في كلية الفنون الجميلة محمود موسى : تعتبر قاعة حوار أهم قاعة عرض تشكيلية في بغداد بسبب مهنية صاحب القاعة الفنان التشكيلي قاسم سبتي كما ان المسؤولية الادارية للفنان سبتي في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين قد عززت أواصر العلاقة بين حركة الفن التشكيلي العراقي وقاعة حوار ومن أسباب نجاح هذه القاعة هو انفتاحها الشامل على كافة اجيال الحركة التشكيلية سواء من الرواد أو الشباب وما بينهما .
واضاف: موقعها الجغرافي المجاور لكلية الفنون الجميلة جعلها حلقة وصل مع أساتذة الكلية وطلبتها على حد سواء ولكن موقعها المجاور أيضا للسفارة التركية قد ساهم سلبياً بتطويقها وخنقها في احيان كثيرة ولكني في نفس الوقت أتوقع لهذه القاعة مستقبلا كبيرا ولا سيما بعد انتقال السفارة التركية الى المنطقة الخضراء وهذا ما سيحدث عاجلا أم آجلا .
مناشدات بلا جدوى
من جهته قال الصحافي في جريدة الزمان فائز جواد : اصبح من الصعوبة حضور للمثقفين والفنانين الى قاعة حوار لمتابعة ماتقدمه القاعة من معارض تشكيلية ومحاضرات ثقافية وعروض فنية اعتادت الاسرة الفنية والثقافية متابعتها منذ اعوام في هذه القاعة الشهيرة والرائدة ، وقد عمدت في الاونة الاخيرة السفارة التركية الملاصقة للقاعة في منطقة الوزيرية من غلق منافذ الدخول امام المركبات والمارة التي تقصد القاعة باستثناء ممر واحد ولكنه هو الاخر تم غلقه .
واضاف: واكثر من مرة ناشدت ادارة القاعة والفنانون والمثقفون السفارة التركية وقبلها تمت مناشدة المسؤولين في وزارة الداخلية الجهة المسؤولة لحماية السفارات علها تستجيب لمطالبة حشد من الفنانين والمثقفين ايجاد بدائل لفتح الممرات والشوارع المؤدية الى قاعة حوار ولكن من دون جدوى .
وتابع :وعلى الرعم من تلك الاجراءات ما زال حضور عشاق الفن التشكيلي من المثقفين والفنانين والشخصيات لابأس به لمتابعة وحضور المعارض الفنية حبا بالقاعة ، واعتقد ان من الضروري لاعادة الحياة الى هذه القاعة فتح الممرات المؤدية اليها والا فمن المؤسف ان تعيش القاعة واقعا سيئا قد يؤدي الى اغلاقها وخسارتها.
952 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع