الكتب الورقية تخوض حرباً خاسرة.. ضد من وما هو مستقبلها؟
دبي - «الحياة»:بيتر جيمس، أول من وضع بذور الكتب الالكترونية، إنه لو كان يعرف أن ما يقدم عليه قد يودي بصفحاتنا البيضاء أدراج الرياح، لكان على الأغلب فكر مرتين قبل القيام به.
جيمس الذي نشر روايته "المضيف" "Host" على قرصين مرنين عام 1993، تعرض لموجة من الانتقاد والإدانة و"التوبيخ" من كتاب عصره حينذاك، وصلت إلى حد قيام أحد المراسلين بـ "جرّ" حاسوب إلى البحر وإغراقه، للإشارة إلى مدى "تفاهة" هذا الشكل الجديد من القراءة.
والآن بعد أكثر من 20 عاماً، قلبت الموازين لترجح كفة "القارئات الالكترونية" وأجهزة الآيباد.
يقول المتهم جيمس "احتل اسمي الصفحات الأولى لكبرى الصحف حول العالم، مداناً بقتل الكتب. إلا أنني أوضحت أن الراوية كانت تحتضر ببطئ قبل قدومي بكثير".
وزعم جيمس أنذاك أن الكتب الالكترونية ستنال شهرة واسعة حال أن يصبح اقتناؤها وقراءتها سهلاً، بينما جاءت الأجيال القادمة بالأدلة. إذ باتت الكتب المذكورة في مزاعم الكاتب تهدد كتبنا التقليدية، وتدفعها يوماً بعد الآخر إلى هاوية الاندثار، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "BBC".
إلا أن التاريخ يتحدث بلا حرج عن المخاطر والتهديدات التي واجهتها الكتب والمكاتب الورقية عبر العصور، فما الذي يجعل الكتب الالكترونية أشد "رعباً" من جيش الامبراطورية الرومانية الذي أحرق مكتبة تدمر، ومن الامبراطور يوليوس قيصر الذي أضرم النار بمكتبة الاسكندرية العظمى؟
لطالما عاودت الكتب الورقية النهوض بشكل أقوى بعد السقوط، إلا أن الكتب الالكترونية، على ما يبدو، ستكون "القشة التي قسمت ظهر البعير". إذ تكاد تنعدم فرص الأوراق في الصمود أمام الشاشات المضيئة في عصر "جيل الآيباد".
وكان كشف احصاء جديد أعدته منظمة الأبحاث "Pew" في عام 2013 أن أكثر من نصف الأميريكيين البالغين يملكون قارئاً الكترونياً، وواحد من كل ثلاثة أشخاص يمارسون القراءة على جهاز الكترونية، ما ينذر ببداية قريبة للنهاية.
الجواب هو، غالباً "لا"
بحسب صحيفة "The Wall Street Journal"، سيأتي يوم على العلم يُبتكر فيه طريقة للتفاعل مع الدماغ البشري من دون الحاجة إلى الكلمات أو الحروف أو حتى الأرقام. إلا أن ذلك لن يبصر النور قبل 30 عاماً من الآن، كحد أدنى.
ولكن ما نعرفه، أن مستقبل الكتب الورقية سينحصر بين قرائها من الأجيال القديمة، إلى أن تندثر نهائياً وتمنح عرشها للكتب الالكترونية.
وعند النظر إلى الجانب المشرق من الموضوع، سننقذ ملايين الأشجار مستقبلاً، في حال بقاء أي منها على أي حال.
تحتفي أكثر من 100 دولة حول العالم بـ "اليوم العالمي للكتب"، في حدث سيطفئ شمعة ميلاده الـ 20 في اليوم الثاني من شهر آذار (مارس) القادم.
ويعتبر هذا اليوم احتفالاً بالكتب الورقية (في الأساس)، والالكترونية الدخيلة، والكتاب والمؤلفين والقراءة كمجمل على رأس القائمة. وتشارك فيه مئات المكتبات والمدارس والناشرين، للتشجيع على القراءة.
ويهدف الحدث المصمم والمنظم من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "UNESCO"، إلى ضمان وصول مئات الأطفال إلى مصادر الكتب، ليكتشفوا وينموا حب المطالعة في أنفسهم.
299 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع