غادرنا بصمت لم يذكر !
بغداد / الگاردينيا - عبدالرضا الخياط
شاكرالميّاح الذي غادرنا قبل " الغبش " وما بعد الرماد"،" وصبارو " ما زالت ترنو إليه بعين حالمة علها تجد من ينظر لمأساتها !
حيث أعلن يوم أمس الأربعاء 26 / 10 / 2010 عن وفاة الكاتب الصحفي والروائي شاكر الميّاح بعد معاناة مع المرض وسط إهمال كبير، رغم المناشدات العديدة، والميّاح، من مواليد واسط أكمل دراسته في بغداد وحصل على البكالوريوس في الهندسة الاليكترونية، عمل في صحيفة المدى لسنوات قبل انتقاله للعمل في وسائل إعلام عديدة، وأصدر ثلاث روايات " الغبش " عام 2011، و" ما بعد الرماد " عام 2013، و" صبارو " عام 2015. وكما يقول عن نفسه : " ولدت في قرية الراشدية، المرمية خارج التاريخ، وصحوت فيها على صورة مرعبة من البؤس والشقاء والحرمان، وكانت رمزاً حقيقياً لبؤس الانسان وعريه، وهذه كانت البيئة الأولى عملي الروائي، ثم انتقلنا إلى بغداد وسكنا في منطقة الشاكرية ولم يختلف الوضع إلا بغياب الإقطاع، ففي الشاكرية تجد الفقر ذاته وانسحاق الإنسان وهزيمته داخل نفسه حد الإذلال، وهذه بيئتي الثانية، وهناك تشكل حبي للقراءة، وقرأت كل ما وقع بين يدي.
الاحتفاء بالرموز الإحياء
علق الفنان والكاتب الإعلامي فهد الصكر:
عن رحيل الروائي شاكر الميّاح على نفقته الخاصة في موت معلن الأديب، الفنان، المفكر، تتقدم الأناقة في صالونات " النعي " وكلمات الإطراء ورفع الكؤوس في صحة الصورة المعلقة قرب مشهد الاحتفال، من دون الشعور بالذنب إزاء الإهمال وربما التهميش لهذا أو ذاك " المحتفى به " ليأتي دور النقاد والباحثين، ينقبون في الأثر المتروك، لحظة الموت " فهي وحدها طريق الشهرة والعناوين البارزة على صفحات وسفر ثقافتنا.
حيث يقول أزعم أن هناك تقصير في مدونات المؤسسات الثقافية إزاء المبدعين الإحياء، واشعر ومعي صحبة الوعي والفكر، كم نحن عاجزون ان نرد إليهم ذلك الجميل، أو أن نعطيهم شيئاً يعادل قاماتهم الباسقة، ومنجز يظل دهراً مرجعا للدرس والبحث والحاجة إلى إعادة النظر بمفهوم الاحتفاء بالرموز وهم على قيد الحياة، تأكيداً لانتمائنا للحياة والثقافة الفاعلة الحية بعيداً عن الاستذكار والبكاء على الأطلال.
وهذه الإحاطة يقينا تجني ثمارها لدى هولاء المبدعين، بل تجعل الأمل يتدفق إبداعاً في توحدهم مع الوعي وفضاءات الانفتاح نحو أفق الاستمرار في درب النضوج أكثر، الإبداع في صورة مؤطرة بالعزاء، للراحلين دون اعتراف منا بحقيقة وجودهم خلف واحات شاسعة من الألق و من المعارف والثقافات المتشعبة والمنبسطة على مساحات منجزاتهم المعرفية.
لإبداع في صورة مؤطرة بالبكاء للراحلين صوب الموت. لابد أذن من إعادة النظر في تراتب حياتنا الثقافية المغايرة، وتسجيل هذا الاحتفاء " الحياتي " في مدونات الثقافة وأرشفتها لئلا تضيع منا في غفلة من زمن منفلت، وقاسي في تعامله مع المثقف العضوي بشتى وجوده. وهو الذي منحنا فرصة صياغة حياتنا من خلال قراءة مفردات كتبها تحت ضوء الشمس وإيقاع المطر.
كم مبدع غادرنا في منافي الوجع والشتات دون ان ندري به؟؟.
وراحل بوجع مرض ما دون أن نلتفت حتى إلى درب يدلّنا إلى بيته وهو معلوم في خارطتنا الاجتماعية.
633 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع