منى طايع: لا أحد يفهم نصّي أكثر منّي
العربي الجديد/سميرة أوشانا:باتت نصوص، منى طايع، حلم غالبيَّة الممثِّلين والممثِّلات، وكأنَّ نصوصها تُشكِّلُ ضمانة لنجاحهم. كانت منى جالسة خلف "المونيتور"، لما وصلنا إلى موقع تصوير مسلسل "أمير الليل"، وهو مسلسل من بطولة كلِّ من رامي عياش وداليدا خليل.
وهي تقوم بتصوير مشاهد المسلسل، كان لها الحوار التالي مع "العربي الجديد".
أوّلاً، أشارت طايع إلى أنها أرادت أن تدخل حقبة جديدة بعد مسلسل "وأشرقت الشمس". وهي تقوم في "أمير الليل" بالبحث في تاريخ لبنان السياسي والاجتماعي في فترة الانتداب الفرنسي، وذلك من خلال سرد عدّة قصص رومانسيّة بعدّة خلطات. وعند سؤالها إذا ما كان "أمير الليل"، سيكونُ شبيهاً بـ "وأشرقت الشمس"، قالت طايع: "ليس لديَّ عملٌ يشبه الآخر، ودائماً لدي روايات متوازية. أشبه نفسي ولكن قصصي مختلفة. ويلعب، رامي عيّاش، من خلال شخصيَّة "أمير" في المسلسل، دور رجلٍ ثري من أثرياء بيروت. وسيظهر المسلسل كيف أنَّ التاريخ يعيد نفسه، حيث الفساد نفسه، والعمالة نفسها، ورجال السياسة يتعاملون بالطريقة نفسها. شخصيّة "أمير" في المسلسل هي شخصيّة الثائر الذي يدفع ثمن ثورته ضد الانتداب، ويعيش قصة حب مع شقيقة زوجته المتوفاة". وجديرٌ بالذكر، بأنّ هذه ليست المرَّة الأولى، التي تتعامل فيها طايع مع نجم غناء، فقد سبق وتعاملت مع نجم غناء آخر هو، غسان صليبا. علماً أنّ صليبا كان ممثلاً مسرحياً، تقول عن رامي: "هو رائع، وسيم جداً، حقيقي من ناحية الإحساس، رأيته في الفيديو كليب "مجنون"، تعابير وجهه معبرة، وقلت إنه مشروع ممثل كبير، وبقي في رأسي حتى كتبت مسلسل أمير الليل". سيعرض المسلسل على شاشات عديدة، ويتألف من 60 حلقة. كان مقرّراً أن يكون، فادي حداد، مخرج العمل في البداية، لكن تغير القرار، تقول طايع: "كانت تجربتي مع فادي جميلة جداً، وهو صديقي. إنسان مبدع وكتلة احساس وخلّاق ومبدع جداً، ولكنه مشغول جداً، وخصوصاً بتصوير الفيديو كليبات، أحياناً كنا نصور فقط 4 أو 5 ايام خلال الشهر لأن فادي يكون مشغولاً. ووصلنا إلى مرحلة لم نعد نستطيع الانتظار، لذلك، قرَّرْنا إنهاء العمل معه بالتراضي. لا يزال فادي يطلُّ على التصوير، حتى أن هناك بعض المشاهد التي يحبّها كثيراً في المسلسل، سيقوم هو بتنفيذها، كمشاهد العرس، فهو فهم اللعبة الدرامية كثيراً، وأحبَّ أن يصورها، والمخرج الحالي، إيلي برباري، لا مانع لديه، بالعكس هو سعيد لذلك هذا الأمر يحصل عالمياً في كل المسلسلات، كل حلقة، أحياناً، تكون مع مخرجٍ مُعيَّن، وفيها خطٌّ إخراجيٌّ مُعيّن، طبعاً مع الحفاظ على الروح نفسها، لأن هناك خطا كتابيا واحدا في المسلسل، والمخرجان إيلي وفادي مبدعان. ربما قد أحبّ مشهداً لفادي في مكان معين، ومشهدا آخر لبرباري في مكان آخر". أمّا عن رأيها بأدوار كل من رامي عياش وداليدا خليل، تؤكّد طايع: "سينجمّان وسيحلّقان، أؤكّد لك ذلك، وثقي بكلامي. وهنالك مشروع فيلم سينمائي أيضاً، نقوم بتحضيره معاً، بعد الانتهاء من تصوير هذا المسلسل". تسير السينما في لبنان والعالم والعربي بإيقاع سريع جداً، تقول طايع رأيها بما يعرض: "أحب التجارب السينمائيّة الحالية جداً. هنالك طبعاً تفاوت في المستويات، لكنني أحببت هجمة الناس في مشاهدة السينما، وتجربة فيلم "كتير كبير" رائعة ومشجّعة".
وقد خمَّن كثيرٌ من النقّاد والمخرجين، بأنَّ الخلطة الدراميّة العربيّة المشتركة في "أمير الليل" لن تنجح وستنحصر، ترد طايع: "لا تنجح الخلطة عندما تكون غير منطقيّة، لكن، في مسلسل "أمير الليل" هي مُبرَّرة، لأن مدينة بيروت يزورها العرب والأجانب، الفرنسيون والمصريون والسوريون، المطربون الكبار والفنانون المكرسون، كلهم يأتون إلى بيروت ويُغنّون ويعيشون هنا. وضعتُ في المسلسل شخصيّة مُطرِبة مصريَّة تغني في لبنان، معها جنرال من سورية، وتولد بينهما قصة حب. عندما يكون المنطق في السرد موجوداً، لم لا؟".
وحول الأعمال التي تابعتها طايع مؤخّراً، تشير: "في الحقيقة لم أتابع، بسبب ضيق الوقت. كما ترين، نبقى في التصوير إلى وقتٍ مُتأخّر من الليل. لكنّني أحببت مسلسل "قلبي دق" الذي عُرِض في رمضان السنة الماضية، لأنه بسيط ومهضوم وذكي، ونافس انتاجات كبيرة مع نجوم كبار، وتفوق عليهم. كذلك مسلسل "أحمد وكريستينا"، وأعتقد أنَّ وسام صليبا موهبة مهمة. وكان من المقرر أن يكون معي في هذا العمل، لكنْ، نحن تأخَّرنا حتى بدأنا، وعُرِض عليه الدور في "أحمد وكريستينا"، فذهب الى هناك والعمل متكامل". "لا أحد يفهم نصّي أكثر منّي"، تقول منى: "أحب أيضاً نصوص، كلوديا مارشليان، طارق سويد، كارين رزق الله، ونصوص الكبار طبعاً، كشكري أنيس فاخوري، وطوني شمعون". تجلس طايع دوماً خلف المونيتور في المسلسلات التي تقوم بكتابتها، بعض المخرجين لا يقبلون، لأنَّهم يعتبرون هذا الأمر تدخُّلاً في شؤونهم. وبأنَّ الكاتب لما يسلم النص تنتهي مهتمه، تضيف طايع حول ذلك: "هذا شرطي في العمل، بالنتيجة، أنا لا أتعدى على مجالهم، فأنا أحترم رؤيتهم الإخراجية، لكن لا أحد مسموح له بأن يمس نصي. وأنا أجلس خلف المونتيور لأنَّ المخرج أحياناً، بسبب ضغط العمل لا يستطيع أن يراقب كل شيء، ويضيع بسبب الانتقال من الصورة إلى الكادر إلى الإضاءة، لذلك، فأنا مصرّة على موقفي، والمخرج، فادي حبيب، لم يعترض على ذلك أبداً".
439 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع