دشّنتْ دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، مشروع (المكتبة الجوالة)، خلال مشاركتها في مهرجان المربد الشعري الثاني عشر. بدأت (المكتبة الجوالة) بعرض 140 عنوانا من مطبوعات وزارة الثقافة،
واستندت إلى هدفين الأول نشر الكتاب كرمز فكري وتوعوي وبحثي، والثاني تنمية فعل القراءة لدى المواطن العراقي بعدما شهد سوق الكتاب ركودا لأسباب تجارية واقتصادية ضيقت على ممتهني بيع الكتب وعلى المستفيد نفسه، مما دعا إلى اعتماد قراءة الكتب والصحف الالكترونية التي قد لا تتوفر لجميع المتلقين. وفي حديث مع صاحب مقهى الشابندر الحاج محمد الخشالي أوضح فيه إن شارع المتنبي لم يعد يبيع نفس الكميات السابقة من الكتب، بعدما تحول إلى شارع للحراك الجماهيري والإعلامي. إن تجربة (المكتبة الجوالة) كمشروع ثقافي أضفت فعل الحراك إلى ثقافة المطالعة بتنقلها بين شوارع البصرة الفيحاء خلال ثلاثة أيام المربد، إذ يقول المشرفون على المكتبة «إننا تفاجئنا بأعداد المشترين بعدما افتتح وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي (المكتبة الجوالة) واقتنائه عددا من كتبنا، فتوافد المثقفون لشراء الكتب، ثم تنوعت شريحة المشترين بين طلاب وأدباء وهواة. حيث بيع أكثر من نصف الكمية البالغة 1400 كتاب». وأشاد المشاركون في مهرجان المربد الشعري بالتجربة وأهدافها وأسلوب تطبيقها، وكان للمثقفين العرب آراء اتسمت بالدعم والتشجيع والإبداع كونها تلبي ذائقة المثقف العراقي، لما تحمله كتبها من عناوين فكرية وأدبية وتاريخية كبيرة ستعود بتأثيرها على المجتمع لا سيما إن العراق هو مهد للحضارة والفكر والإبداع الإنساني. مما تجدر الإشارة إليه إن الهدف الرئيس الذي وضعه مدير عام دائرة العلاقات الثقافية فلاح العاني كان يتسم بتبني سياسة تسعى لاعتماد أساليب جديدة في إشراك المتلقي للنهوض بترويج الكتاب وإعادة ثقافة المطالعة والبحث الميداني والتجول بين المكتبات، لما للكتاب من تأثير في التنوير الفكري. وبعد تحقيق هذا الهدف سيصار إلى إثراء سوق الكتب بما يتناسب ورغبة ومتطلبات المتلقي. وبعد النجاح الذي لاقته المكتبة الجوالة في البصرة انتقلت بعملها إلى محافظة ميسان بعدما تم تعزيزها بأعداد أخرى من المطبوعات، وباشرت تجوالها في جامعة ميسان فرصد القائمون إقبالا منقطع النظير من قبل الطلاب والمثقفين والأدباء. وستنتقل المكتبة خلال الأيام القادمة إلى محافظة ذي قار ثم بابل، كل ذلك العمل يأتي بالتنسيق مع البيوت الثقافية التي تمثل تشكيلات دائرة العلاقات الثقافية في المحافظات، وكذلك مع الحكومة المحلية في كل محافظة. وتسعى دائرة العلاقات الثقافية والمشرفون على المكتبة الجوالة إلى تطوير عملهم بعد ترسيخ التجربة الفعالة تلك، والإفادة مما يطلبه جمهرة القراء الوافدين على المكتبة.
859 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع