بغداد/ قيس عيدان:وصف الطبيب الدواء لوالدة مها كاظم المصابة بمرض عضال وعندما توجهت من أجل شراء الدواء أرشدها الطبيب إليه وأخبرها أن الدواء يجب أن يُشترى فقط من هذه الصيدلية لضمان جودته لأن تلك الصيدلية بحسب قول الطبيب تبيع الأدوية الأصلية المستوردة من أفضل المناشىء العالمية،
والدة مها مصابة بمرض السرطان وكانت لا تمتلك غير مبلغ من المال قدره مائة ألف دينار وهو بحسب اعتقادها سيغطي تكاليف العلاج ويفي بالغرض لكنها تفاجأت ان سعر الوصفة يبلغ 280 الف دينار ،مها صعقت من المبلغ الذي طلبه الصيدلاني متسائلة: نحن في أي بلـد نعيش ، وفي أي مجتمع ضاعت فيه جميع القيم الإنسانية حتى وصل الابتزاز والاحتيال لهذه المهنة التي تعنى بحياة البشر؟!
هدايا ومغريات لتصريف مادة دوائية
الدكتور الاختصاص محمد حازم في مستشفى النعمان يوضح لـ( المدى ) أن ظاهرة تنوع و ارتفاع أسعار الأدوية هو بسبب تنافس المكاتب والمذاخر الدوائية التي ازدادات فى البلاد، مما سبب إرباكاً واضحاً بنوعية وجودة الادوية ، حازم اشار الى أن تلك الشركات تعمل بغض النظر عن دخل المواطن العراقي والرقابة الدوائية حيث هناك أسعار خيالية لبعض الأدوية التي تباع خصوصاً أدوية الأمراض المزمنة وغيرها من أدوية أمراض الدماغ والقلب لتصل أحيانا إلى أكثر من 500 ألف دينار لبعض الحالات ، وأن عملية تحديد الأسعار أصبحت أمراً ضرورياً في الوضع المادي الصعب للعديد من المواطنين بالرغم من توفر بعض هذه الأدوية في المؤسسات الصحية الحكومية، لكن يرى المواطن أحيانا أن زيارة الطبيب إلى عيادته الخاصة وأخذ العلاج من الصيدليات في الأسواق أفضل من الزخم الحاصل في المستشفيات والإجراءات الإدارية القاتلة في صرف أية مادة دوائية،حازم أشار الى أن الكثير من مندوبي الشركات الدوائية يقدم اغراءات كثيرة مقابل تسويق انوع معينة من الادوية لكنني لا أتعامل في هذا المجال إطلاقاً بحسب وصفه .
تداعيات غيـاب المنتج السوري
علي فاضل معاون صيدلي يرى أن موضوع أسعار الدواء واختلافها بين صيدلية وأخرى أصبح موضوعاً شائكاً وليس له ثوابت، مبينا أن سعر الدواء داخل الصيدلية يتعلق بسعره في المذاخر، فهناك مذاخر معروفة تستورد الأدوية الرصينة المنشأ وهناك مذاخر أخرى تستورد الأدوية من مناشىء غير رصينة ( شركات صناعية مختلفة ) . فاضل أشار الى أن هناك فرقاً بين الأسعار التي تعرض في تلك المذاخر. أما عن غياب المنتج السوري فقد أثر على سوق الدواء فى البلاد كونه فعال وسعره طبيعي وسهولة استيراده للبلاد من دون نفقات كثيرة وهذه أحد الأسباب التي أتاحت للعديد من الشركات الدخول في السوق العراقية بقوة ، ويمكن أن نؤكد والحديث لفاضل ان غياب المنتج السوري عن السوق أتاح الفرصة لارتفاع أسعار مواد أخرى مع تداعيات الأزمة السورية والمتغيرات في المنطقة، وذلك في ظل اعتماد السوق العراقية على المنتجات المستوردة من الدول المختلفة وسط غياب شبه تام لدور القطاعين الحكومي والخاص في عملية توفير منتجات محلية تلبي حاجة المواطن ، فاضل اضاف: ان غياب المنتج المحلي واضح وعدم قدرته على ســد الاحتياج المحلي بسبب وجود عدم ثقة ما بين المواطن والمنتج المحلي ، والملاحظ في هذه الفترة ان العديد من المنتجات السورية قد شهدت ارتفاعاً غير معقول !
اتفاق الطبيب والصيدلي (أمر مخزٍي)
المواطن سعد شهاب 53 عاماً وهو مصاب بعدد من الامراض المزمنة اوضح لـ( المدى ) يجب على الدولة ان تهتم بصحة مواطنيها وتدافع عنهم من جشع المتاجرين بصحة المواطن وبالتحديد ممن يدعون بأنهم يحملون شهادة صيدلة وهدفه الكسب المادي بوسائل متعددة ، واقترح شهاب تشكيل خلية اقتصادية تتابع اسعار الادوية باشراف اختصاصيين ويتأكد من هوية الصيادلة إن كانوا خريجين بالفعل ، شهاب أكد على ضرورة ان يتم وضع تسعيرة لكل الادوية معروفة من قبل الجميع، مطالباً يجب تقديم شكوى على الصيدليات المخالفة، كما يجب وضع حدٍ للأدوية البائسة التي غزت الاسواق واتفاق بعض الاطباء مع الصيادلة لشراء العلاج من صيدلية معينة ،واذا جلبت الدواء نفسه من صيدلية أخرى يقول لك إرجع الدواء واجلبه من الصيدلية التي قلت لك عنها، مما يعني هناك اتفاق واضح ولكنه مخزٍ بين الطبيب وصاحب الصيدلية، والضحية هو المريض ، وللأسف الشديد والكلام للمواطن كلما كانت الدولة ضعيفة زاد جشع بعض الاطباء من ضعاف النفوس والصيادلة الممتهنين لمهنة الصيدلة ،مؤكداً في ذات الوقت ان هناك أطباءً بعيدين كل البعد عن الجشع والاتفاقات التي ذكرناها ،بل ان بعضهم يدفع من أمواله للفقراء وهناك اصحاب صيدليات لا يهمه المال بقدر توفير الدواء المناسب للمواطن.
أدوية مضرة وغير مقـرّة
أبو زينب صيدلاني رفض الكشف عن اسمه أوضح لـ( المدى ) اننا نطمح ان ترقى هذه المهنة الى الافضل والأحسن وأن تعود الى تاريخها الانساني الذى كان ينعم المواطن العراقي بدواء وارشادات من قبل الصيدلى تشفي المريض اولاً قبل تناول الدواء بسبب اخلاقية ومهنية هذه المهنة التي ترك الاساتذة الكبار الشرف لها ، ابو زينب بين ان دخلاء المهنة اصبحوا قوة لا يمكن القضاء عليها بسبب ملكيتهم للمال والمذاخر الدوائية الكبيرة المنتشرة فى أماكن معروفة وأمام أنظار المعنيين . أبو زينب اشار الى ان الكثير من الادوية تدخل ونباع بشكل معلن، بل يصل الأمر الى الكتابة من قبل طبيب متخصص وبعد فترة نرى ان هذا غير صالح ، بل هي غير مقرَّة من قبل هيئة الادوية والانتقاء في وزارة الصحة وهذا نموذج (اشارة الى كتاب وزارة الصحة المرفق ادناه يرجى الامتناع عن تداول هذه المادة كونها غير مقرّة ولا توجد معلومات عن مكوناتها التي قد تكون مضرة بالصحة..آملين منكم الالتزام التام).
إغلاق الصيدليات غير المرخصة
المفتش العام فى وزارة الصحة الدكتور ضامر عبد المحسن مهدى قال لـ(المدى) إن وزارة الصحة قررت اغلاق أية صيدلية يشتغل فيها اشخاص غير مخولين من نقابة الصيادلة وان هناك تنسيقا مشتركا ما بين المكتب والنقابة لغرض تنظيم عمل الصيدليات غير المرخصة بالاضافة الى ادارتها من قبل اشخاص غير متخصصين، وهذا ينطبق على المذاخر والمكاتب العلمية والدوائية ، مهدي اكد أن قرار الوزارة إغلاق الصيدليات التي يشتغل فيها اشخاص لا يمتلكون تخويلاً من نقابة الصيدلة بالاضافة الى هناك تعاون مشترك ما بين وزارتي الداخلية والدفاع بهذا الخصوص، مبينا ان المنتوج المحلي وتحديداً الصناعة الوطنية العراقية هي احدى المحاور لحماية الصناعة الوطنية، والعراق من اوائل الدول في المنطقة والرائدة في الصناعات الدوائية، حيث تم افتتاح اول مصنع للدواء في خمسينات القرن الماضي وهو بهذا يسبق كل دول الجوار في هذا المجال، ولكن بعد ذلك تطورت الصناعة الدوائية في دول الجوار، ضامر أوضح أن أى اتفاق ما بين مذخر وطبيب وصيدلي يعد بالامر غير المهني ، فى حين اطلعت ( المدى ) على التوجهيات الخاصة بنقابة الصيادلة الى المذاخر والصيدليات عبر الموقع الالكتروني للنقابة والمتضمنة التنبية والآثار الجانبية ومنع تناول ادوية وهذا يعنى أن جميع تلك الادوية التى تنبة عنها النقابة قد دخلت البلاد.
1011 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع