د.أسامة مهدي:في حادث هو الثاني من نوعه خلال يومين فقد أثار مهندس بريطاني يعمل في شركة نفطية اميركية في مدينة البصرة العراقية الجنوبية حفيظة السكان هناك بتمزيقه شعارات شيعية رفعت لمناسبة عاشوراء الامر الذي قادهم الى الاعتداء عليه بالضرب المبرح في محاولة لقتله ونقل إلى المستشفى وسط انباء غير مؤكدة عن وفاته.
ويعمل البريطاني لصالح شركة النفط الاميركية "شلامبيرجيه" وقد حاول إنزال راية الامام الحسين ولافتات عن ذكرى استشهاده قبل ايام من احياء الواقعة الذي سيجري الخميس المقبل. ووقعت الحادثة في حقل الرميلة النفطي في جنوب العراق حيث تعمل شركتا "بريتش بتروليوم" (بي بي) البريطانية والشركة الوطنية الصينية للنفط على رفع انتاج الحقل العملاق.
ووزع ناشطون عراقيون شريط فيديو وصلت "أيلاف" نسخة منه اليوم وهو يظهر اشخاصا غاضبين يعتدون على البريطاني الذي ظهرت الدماء تغطي وجهه وسط انباء غير مؤكدة عن مصرعه. ومدة الفيديو 8 دقائق وهو يظهر شبانا غاضبين يحملون رشاشات واسلحة جارحة يهتفون "لبيك يا حسين" يلاحقون سيارة بيضاء يستقلها المهندس البريطاني .. ثم ينجحون في ايقافها بعد ان حاولت الهرب منهم وعندما يحاول احد الغاضبين تحطيم زجاج نافذة السيارة ينزل منها البريطاني لينهال عليه المسلحون بالضرب المبرح وحيث بدأت الدماء تسيل من وجهه وتغطي ملامحه التي بدا عليها الرعب والفزع. وفي اخر الفيديو يظهر رجال امن يحاولون انقاذ البريطاني من قبضة الغاضبين حيث يبدو انهم قد اقتادوه الى مكان عرف فيما بعد انه المستشفى لعلاجه .
وقالت معلومات غير مؤكدة ان الغاضبين قتلوا البريطاني اثر اعتدائه على الشعارات التي رفعت لمناسبة عاشوراء وذلك في اعقاب حادثة مماثلة خلال اليومين الماضيين قام خلالها مهندس مصري بالعمل نفسه وتم طرده من العراق بأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي.
ومن جهته، قال مسؤول محلي في البصرة اليوم الثلاثاء ان عاملا اجنبيا يعمل في حقل الرميلة الجنوبي اكبر الحقول النفطية في العراق نقل الى المستشفى بعد تعرضه الى هجوم من سكان محليين اتهموه باهانة معتقداتهم الدينية . واوضح علي سالم شداد عضو مجلس محافظة البصرة لفرانس برس ان "الموظف البريطاني انزل راية الامام الحسين وصورة الامام علي بن ابي طالب من سيارات حمايات الشركة الامنية وقام بتمزيقها بالسكين".
واضاف شداد ان "هذا التصرف اثار حفيظة العاملين العراقيين وأبرحوه ضربا".. واشار الى انه"على اثر الحادث نقل الى مستشفى الفيحاء في البصرة وهو حاليا موقوف لدى القوات الامنية". واكد ان المتظاهرين طالبوا باغلاق مكاتب شركة شلامبيرجيه في البصرة وطرد عامليهم.
وجاءت الحادثة بعد ايام من وقوع حادثة مماثلة حيث قام مهندس مصري يدعى سرور حسن يعمل لصالح شركة بيكر هيوز الاميركية ايضا بإزالة رايات تحيي شعائر الامام الحسين من سيارة كان يريد استخدامها. واثارت الحادثة كذلك احتجاجات اجبرت السلطات على القيام باعتقاله بتهمة اهانة الدين حيث تم ترحيله من العراق بأمر من المالكي.
ويحيي الشيعة واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين بن علي بن ابي طالب مع عدد من افراد عائلته من آل بين النبي محمد عام 61 للهجرة (680 ميلادية) باعتباره اكثر الاحداث مأسوية في تاريخهم.
دعوات لمعاقبة مهيني الرموز الدينية والمالكي يؤكد دعمه للشركات النفطية
واليوم دعت كتلة المواطن برئاسة عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي مجلس النواب والحكومة الى تشريع قانون يعاقب المتجاوزين من الشركات والعمالات الاجنبية على الاديان .
وقال النائب عن كتلة المواطن كريم عليوي في بيان اليوم ان "الشركات والعمالة الاجنبية التي تعمل في العراق عليها ان تحترم جميع المذاهب".. وطالب مجلس النواب والحكومة بتشريع قانون يلزم تلك الشركات بغرامات مالية وطرد الشركة في حال تجاوز اي فرد منها على الاديان في البلاد .
وأضاف ان تجاوز المهندس الأجنبي الذي يعمل في حقل الرميلة في البصرة والذي قام بتمزيق راية حسينية "لن يمر علينا مرور الكرام، وانما سيكون لنا موقف حازم منه"، مشيرا الى ان "هذه التجاوزات لو كانت في دول اخرى لرأيناهم معلقين على الجدران" على حد قوله.
ومن جهته اكد رئيس الوزراء نوري المالكي خلال اجتماع في بغداد اليوم مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة شل النفطية بيتر فوسر استعداد الحكومة العراقية لدعم الشركات العاملة في العراق ومنها شركة شل بما يمكنها من إنجاز مشاريعها بأسرع وقت ممكن مشيرا الى عقود الشركة في مجال إنتاج الغاز ومضاعفة الإنتاج من حقل مجنون الذي يبلغ حاليا أكثر من 200 ألف برميل يوميا ومن المتوقع ان يصل الى مليون برميل في اليوم. واشار الى ضرورة التزام الشركة بالتعامل مع وزارة النفط الاتحادية، وقال ان ذلك يشجع الحكومة على توسيع أعمال الشركة ودعمها في العراق.
من جانبه اكد الرئيس التنفيذي لشركة شل تنفيذ شركته جميع التزاماتها التعاقدية مع العراق، وقال ان إنتاج الغاز من البصرة سيتصاعد باستمرار الى أكثر من 500 مليون قدم مكعب يوميا ويمكن ان يسهم ذلك في تزويد محطات الطاقة الكهربائية بما تحتاجه من وقود. وكشف عن ان شركته على وشك توقيع عقد استثماري مع وزارة النفط العراقية لإنشاء مصنع عملاق للبتروكيمياويات تصل كلفته الإجمالية الى 11 مليار دولار معربا عن اعتقاده بإمكانية ان يكون جاهزا للتوقيع خلال أسابيع.
يذكر ان العديد من الشركات الاجنبية بينها اميركية وبريطانية وصينية تعمل في الحقول النفطية جنوب البلاد لتعزيز الانتاج بعد سنين من العقوبات والحروب.
1347 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع