حيان الهاجري:حين أعلن المؤرخ أرنو بيترز في العام 1974 أن الخريطة المتداولة للعالم حبلى بالأخطاء الجغرافية، وقدم بدلًا منها خريطة أخرى صحيحة، أثار سجالًا دوليًا، ما زال مستمرًا إلى اليوم.
حين أتى ذكر هذا الموضوع في إحدى حلقات المسلسل السياسي الأميركي "الجناح الغربي" أو "ذا ويست وينغ"، مرّ مرور الكرام على المشاهدين. إلا أنه بقي عالقًا في أذهان البعض، ممن يهتم بالمنطق والجغرافيا، أو بأحدهما.
خريطة بيترز
إنه إسقاط بيترز لخريطة العالم، الذي يكشف بالمقياس أن العالم استخدم خريطة كونية خاطئة منذ أكثر من 500 عام. وهذا الاسقاط أثار الجدال بين العلماء والخبراء منذ أن أعلن عنه المؤرخ أرنو بيترز في مؤتمر صحفي عقده في ألمانيا في العام 1974، وما زال. واحتدم الجدال عندما ظهرت أول نسخة إنجليزية للاسقاط، في العام 1983.
لا يختلف اثنان حول أن الأرض كروية، والتحدي الأكبر كان تشريح الأرض الكروية على خريطة مسطحة. فظهرت آلاف الخرائط، فيها الصحيح وفيها الخاطئ، بينما أراد بيترز أن يرسم الخريطة الحقيقية للأرض.
بالارقام!
في الخرائط المتداولة اليوم، تتشابه مساحة غرينلاند ومساحة الصين، بينما الصين في الحقيقة أكبر من غرينلاند بأربع مرات تقريبًا. وتبدو غرينلاند وأفريقيا بمساحتين شبه متساويتين، بينما في الحقيقة تبلغ مساحة القارة الأفريقية 14 ضعف مساحة غرينلاند. أما السبب في أن يظهر هذا الخطأ في الخرائط العادية فيعود إلى الاضطرار للم الخريطة في القطب الشمالي.
وهذا يرفع خط الاستواء عن مكانه، ليقسم الكرة الأرضية 60 و40 بالمئة. ففي الحسابات، مساحة النصف الشمالي 18.9 مليون ميل مربع، بينما مساحة النصف الجنوبي من الكرة الأرضية 38.6 مليون ميل مربع. وإن كانت تبدو أوروبا بنفس مساحة أميركا الشمالية، ففي الحقيقة، مساحة أوروبا 3.8 ملايين ميل مربع، بينما مساحة أميركا الجنوبية 6.9 ملايين ميل مربع.
458 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع