وكالات:"تبرعت كارينا زاخارييفا بمبلغ 750 دولار للاجئين السوريين في بلغاريا من خلال تقديمها لعرض رقص شرقي في إحدى القاعات العامة.
هي من مواليد صوفيا 5 أيار 1979 . تعمل منذ عدة سنوات في صالون للتجميل وهي سعيدة للغاية في عملها. أما بالنسبة للرقص الشرقي فهي ليست راقصة محترفة ولم تتعلم الرقص على أيدي المتخصصين. لكنها تعتبره جزء من ثقافة شرقية تعشقها".
هكذا يعرّف الصحفي والمخرج السوري المقيم في بلغاريا نضال خليف، في حديثه مع هنا أمستردام الشابة البلغارية زاخارييفا التي تبرعت للسوريين.
الرقص والتبرع من ثقافة الشرق أيضاً
يضيف الصحفي السوري أن زاخارييفا عرضت أن تساعد اللاجئين السوريين بطريقتها الخاصة.
جمعت صديقاتها اللواتي يتشاركن معها في حب ثقافة الشرق، وفي حب الرقص الشرقي. وقررن أن يرقصن في حفلة يخصص ريعها من أجل دعم اللاجئين السوريين في بلغاريا.
جمعن في اليوم الأول حوالي 750 دولار تبرعن به مباشرة لدعم الجهود الإنسانية في مساعدة اللاجئين.
في تلك الليلة حضر إلى الحفلة الكثير من البلغار وأقلية عربية وغاب بالمطلق حضور أي سوري. وعلقت زاخارييفا على غياب السوريين في تلك الحفلة بالقول:" إن الكثير من السوريين يعيشون في بلغاريا، ومنهم من هو غني جداً، فكيف لا يأتي من هو ملزم بمساعدة إخوته!!".
ويوضح الصحفي السوري غياب السوريين بأنه أحد احتمالين:
إما أن يكون رفض لماهية الرقص الشرقي لأنه يعتبر بمثابة تهمة في الشرق. أو أن المسألة نابعة من انفصام إنساني يعاني منه السوريون في بلغاريا، جوهره دعم اللاجئين في صفحات الفيس بوك وتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وغياب هذا الدعم في الساحات العامة.
قررت زاخارييفا مع صديقاتها الاستمرار في إحياء حفلات يعاد ريعها لللاجئين السوريين رغم أن البداية لم تكن مشجعة.
الأطفال والكبار يتبرعون
وقفت طفلة بلغارية اسمها بيللا إيفانوفا لم يتجاوز عمرها العشر سنوات في مدينة روسا الحدودية مع رومانيا، في حملة "أصدقاء اللاجئين"، وقالت: "سأتبرع بمصروفي لمدة أسبوع كامل من أجل اللاجئين السوريين". ووضعت في صندوق مخصص لجمع التبرعات مبلغ يعادل 6 دولارات. وفي نفس الحملة عرضت مجموعة من الأهالي بيوتها من أجل إسكان اللاجئين. ورغم وجود تيارات سياسية واجتماعية متطرفة في بلغاريا لا ترغب باللاجئين وتأخذ موقفاً سلبياً منهم، إلا أن الصحفي السوري يشير أن هؤلاء المتطرفون أقلية، وأن البلغاريين بطبيعتهم طيبون ومسالمون.
بلغاريا معبر إلى أوروبا
تعتبر بلغاريا من أفقر دول الاتحاد الأوروبي، وهي لا تقدم لللاجئين فيها ما تقدمه الدول الغنية من مخيمات وطعام ونقود وحوافز أخرى. ولكنها بوابة أوروبا من مدخلها الشرقي. ويلجأ الكثير من اللاجئين الراغبين بالوصول إلى أوروبا الغربية إليها لتكون مفتاح العبور. لكن قسماً من اللاجئين يعلق فيها، ولا تساعدهم الظروف لمتابعة طريقهم إلى جنتهم في البلاد الأوروبية الغنية.
ينشط الصحفي والمخرج السوري نضال خليف مع زوجته البلغارية كاميليا شوبوفا قدر المستطاع في أن يكونا قناة وصل بين اللاجئين السوريين وبين الحكومة البلغارية أو مع البلغاريين.
" لقد وصل حوالي أربعة آلاف سوري إلى بلغاريا منذ بدء الأزمة السورية وحتى الآن، وهم يعانون من نقص في الطعام والشراب واللباس ولا يوجد منظمات إنسانية أو مدنية أو حكومية تهتم بهم. ويغدو العمل الإنساني هو الطريق الوحيد لتأمين متطلباتهم". يقول الصحفي والمخرج السوري.
593 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع