العربي الجديد:كشفت مصادر مطلعة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، أجرى زيارة سريعة إلى العاصمة العراقية، يوم أمس الثلاثاء، بحث خلالها مع قيادات سياسية وزعماء فصائل مسلحة، عدة ملفات. وقالت المصادر، إن زيارة قاآني استمرت عدة ساعات، في إطار سعي إيراني لمنع تفتت الائتلاف الحاكم "الإطار التنسيقي"، ومنع تفاقم الخلافات الداخلية بين مكوناته، في ظل أجواء توتر متصاعدة داخل الإطار مع قرب انتخابات مجلس النواب العراقي.
وأضافت المصادر أن قاآني عقد سلسلة لقاءات مغلقة مع عدد قادة الإطار التنسيقي، وكذلك قادة بعض الفصائل المسلحة، ركزت على ضرورة تخفيض التصعيد في الخطاب الإعلامي والسياسي، وتوحيد المواقف تجاه القضايا الخلافية، إلى جانب تأكيد أهمية تجنب أي خطوات قد تفسر على أنها تصعيد أو تهديد للاستقرار الداخلي. وأكدت المصادر أن الجانب الإيراني يسعى من خلال هذه الزيارة إلى احتواء التوترات داخل الإطار التنسيقي، والحفاظ على تماسك الإطار الذي يمثل ثقلاً سياسياً رئيسياً في الحكومة الحالية، والحكومة المقبلة، في وقت يواجه فيه العراق تحديات سياسية واقتصادية معقدة، فضلاً عن تداعيات الأوضاع الإقليمية الساخنة.
الخبير في الشؤون العراقية علي ناصر، قال لـ"العربي الجديد"، إن زيارة قائد "فيلق القدس" الجديدة للعراق، تأتي متزامنة مع عودة تصاعد ضغوط واشنطن تجاه الفصائل وسلاحها. وبين ناصر أن "زيارة قاآني مهمة جداً لتوضيح التوجه القادم ومدى إمكانية الموازنة في معادلة السياسة الخارجية والاعتدال ما بين الدول الإقليمية والموقف العالمي، خصوصاً بعد تكليف المبعوث الأميركي من أصل عراقي مارك سافايا من قبل الرئيس دونالد ترامب قبل يومين، لهذا العراق يحتاج إلى المفاوض الجيد الذي يستطيع من خلاله أن يفرض إرادته ومدى إمكانية استقرار الوضع الأمني والاقتصادي خلال المرحلة المقبلة". وأضاف ناصر أن "أي قرارات تتخذ الآن ستؤثر بشكل حقيقي على الحكومة المقبلة ومدى إمكانية إنجاح الانتخابات وتشكيل الحكومة بعيداً عن الضغوط المتراكمة". وتشير المعلومات والمصادر إلى أن مهام المبعوث الخاص للعراق، سوف تركز على الفصائل المسلحة ونزع سلاحها وإنهاء النفوذ الإيراني في البلاد.
891 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع