شغف العوائل البغدادية يحوّل مساحات مهجورة إلى مشاريع استثمارية نابضة بالحياة

شفق نيوز- بغداد:في صباح هادئ على أطراف بغداد، يفرش علاء خالد مفرشه قرب بركة سباحة زرقاء صغيرة، بينما يركض أطفاله بين أشجار الرمان والبرتقال، وتتسلل أصوات ضحكاتهم إلى قلبه المرهق من ضوضاء المدينة. بالنسبة لعلاء، هذه المزرعة المستأجرة لم تعد مجرد نزهة عابرة، بل أصبحت طقسًا عائليًا متكرّرًا.

وتحوّلت المزارع الترفيهية إلى وجهة مفضلة لدى الكثير من البغداديين في السنوات القليلة الماضية، لصغر الوحدات السكنية من جهة، ولغياب المساحات الخضراء والأماكن العامة التي يمكن للعائلة البغدادية قصدها في أوقات الفراغ وأيام العطل والمناسبات والأعياد وغيرها.

يقول خالد لوكالة شفق نيوز إن "الذهاب إلى المزرعة صار بديلنا عن السفر أو المولات والمطاعم. عروض الإيجار معقولة، والمكان قريب من المدينة، فلا قلق من الطوارئ".

فأسعار الإيجار تبدأ من نحو 150 ألف دينار لـ"شِفت" مدته 12 ساعة، وقد تصل إلى 600 ألف لليوم الكامل، تبعًا للموقع والخدمات.

لا يقتصر هذا الشغف على الزبائن، فكثير من أصحاب المزارع، ممن أرهقهم شح المياه وفشل مشاريع الزراعة أو تربية الأسماك، اكتشفوا فجأة سوقًا جديدة مزدهرة.

علي الحاج، صاحب عدة مزارع شرق بغداد، يقول لوكالة شفق نيوز: "خسرت كثيرًا بسبب فشل الزراعة وفتح الاستيراد، لكن عندما طلب أصدقائي استئجار إحدى المزارع لحفلاتهم، بدأت أفكر بتحويلها إلى مزارع ترفيهية، والآن لا تخلو رزنامة الحجز من أسماء زبائن طوال العام".

ومع الطلب المتزايد، بدأ بعض المستثمرين بإنشاء مزارع جديدة بمساحات تبدأ من ربع دونم وصولًا إلى عدة دوانم، تضم بيوتًا صغيرة للمبيت، مسابح للكبار والصغار، ملاعب كرة قدم، أماكن شواء، بل وحتى ساونا وجاكوزي وتدفئة لأحواض السباحة في الشتاء.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

569 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع