نتنياهو يكشف عن تفاصيل سرية لعملية تفجير أجهزة البيجر: "أنا أمرت بالتنفيذ الفوري"

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 30 نيسان/أبريل 2025 21:56

مونت كارلو:في سابقة أثارت موجة من الجدل السياسي والأمني داخل إسرائيل، كشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنًا عن تفاصيل عملية استخباراتية معقدة استهدفت تفجير أجهزة نداء "بيجر" كانت في طريقها إلى "حزب الله" اللبناني، وذلك خلال مؤتمر نظّمته منظمة JNS (Jewish News Syndicate) في القدس الغربية.

بحسب تصريحات نتنياهو، فإن العملية تعود إلى سبتمبر/أيلول 2024، حين علمت الاستخبارات الإسرائيلية أن "حزب الله" أرسل ثلاثة أجهزة نداء لاختبارها في إيران باستخدام جهاز خاص لفحص المتفجرات. وأضاف نتنياهو قائلاً: "قصفنا الجهاز الذي كان من المفترض نقله من إيران إلى لبنان لاختبار أجهزة البيجر". وشرح أنه بمجرد أن تأكدت الجهات الأمنية من أن عملية التحقق من تفخيخ الأجهزة لا تستغرق أكثر من يوم، أمر فورًا بالتصرف: "عندها أمرت بالتصرف الفوري"، حسب قوله.

لم يكتف نتنياهو بذلك، بل استغل الفرصة للسخرية من وزير الدفاع السابق يوآف غالانت ورئيس الأركان السابق هرتسي هليفي، مشيرًا إلى ارتياحهما الواضح عندما لمح إلى احتمال إبلاغ الولايات المتحدة قبل تنفيذ العملية، رغم أنه لم يكن ينوي ذلك أصلا.
لكن هذا الكشف العلني أثار انتقادات واسعة، لا سيما من زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي اعتبر ما حدث "كشفا غير مسؤول عن الأساليب العملياتية التي يتبعها الموساد"، متهمًا نتنياهو بأنه خاطر بأسرار أمنية مقابل "ربع عنوان رئيسي". وأضاف: "الكشف عن مثل هذه التفاصيل قد يهدد مستقبل العمليات الاستخباراتية".

تداعيات هذه التصريحات لم تتوقف عند الساحة السياسية، بل امتدت إلى الأجهزة الأمنية نفسها. فقد ذكرت "القناة 12" العبرية أن الأجهزة الأمنية فوجئت بكلمات نتنياهو، ونقلت عن مصادر رفيعة المستوى أن ما كشف عنه كان يعتبر في السابق "سريًا للغاية" ولم يكن متاحًا سوى لعدد محدود من المسؤولين. وأكدت أن قرار الكشف لم يتم بالتشاور مع الأجهزة الأمنية، بل اتخذه نتنياهو منفردًا، ما أثار قلقًا حقيقيًا بشأن سلامة المصادر والأساليب الاستخباراتية.

وتسببت عملية تفجير "البيجر" و"آيكوم" في لبنان بمقتل 37 شخصا وإصابة نحو 2931 آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وقد حمّل "حزب الله" إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التفجيرات، متوعدًا بـ"قصاص عادل".

ورغم أن إسرائيل لم تتبن العملية رسميا في ذلك الوقت، إلا أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعتبر بمثابة إقرار مباشر بالتخطيط والتنفيذ، ما يعكس تحولًا في سياسة التعامل مع العمليات السرية، من الغموض البنّاء إلى العلنية المثيرة للجدل.