الحرة - واشنطن:يعيش العراق في ظل تصاعد مستمر لتهديدات عسكرية وسياسية من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة، وتزيد من تعقيد الوضع الأمني والاقتصادي، وتعزز أيضا من المخاوف حول استقرار البلد في المستقبل القريب.
وكشف وزير الخارجية فؤاد حسين، عن استمرار التهديدات بشأن ضربة إسرائيلية محتملة للعراق، مشددًا على ضرورة الابتعاد عن الحروب والصراعات المسلحة.
من جانب آخر، يتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحسب موقع فوكس نيوز، نحو فرض عقوبات اقتصادية قاسية على العراق بسبب علاقاته الاقتصادية مع إيران.
في هذا السياق، دعا النائب الجمهوري جو ويلسون إلى "تحرير العراق من الهيمنة الإيرانية" معتبراً أن العراق أصبح تحت إدارة إيران في مختلف مؤسساته.
يقول انتفاض قنبر، رئيس مؤسسة المستقبل في الولايات المتحدة، إن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كانت تعارض بشدة توجيه أي ضربة للعراق بهدف القضاء على تهديدات الميليشيات المسلحة الموالية لإيران.
وأضاف في حديث خص به "الحرة"، أن الإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب "أكثر شراسة" وأكثر تأييدًا لإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملياتها العسكرية في المنطقة، مشيرًا إلى أن دخول الدبابات الإسرائيلية لأول مرة إلى بلدة جنين في الضفة الغربية كان دليلًا على ذلك.
كما أشار قنبر إلى أنه في حال أصرت إسرائيل على توجيه ضربة إلى العراق، فإن الرئيس ترامب لن يكون عائقًا أمام هذا الأمر.
وأوضح أن السبب وراء استعداد إسرائيل لتوجيه ضربات إلى العراق يكمن في تحول العراق إلى "أكبر دولة تمول الإرهاب في العالم"، وذلك نتيجة لدفع بغداد نحو 3 مليارات دولار شهريًا كرواتب لفصائل الحشد الشعبي التي تخضع لعقوبات أميركية.
وأشار أيضًا إلى أن "العراق أصبح الدولة الوحيدة التي تقدم الدعم المالي لإيران بالدولار في الوقت الراهن، بعد سقوط نظام الأسد في سوريا والقضاء على حزب الله وحركة حماس على يد إسرائيل".
وأكد رئيس مؤسسة المستقبل في الولايات المتحدة، أن القيادات السياسية العراقية لا تدرك خطورة الوضع في البلاد، متوقعا أن تستخدم إدارة الرئيس ترامب جميع أدوات الضغط المتاحة لها.
وأضاف قنبر أن الفيدرالي الأميركي يراقب حركة الأموال العراقية، مما يمنحه القدرة على اتخاذ إجراءات مثل منع العراق من الحصول على أموال جديدة عبر فرض عقوبات مصرفية.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات أشد على النظام المصرفي وقطاع النفط في العراق، محذرًا من أن الأضرار التي قد يتكبدها العراق جراء هذه العقوبات ستكون أكبر بكثير من تداعيات أي ضربة إسرائيلية.
وزير الخارجية فؤاد حسين أوضح في لقاء ملتفز، أن هجمات الفصائل المسلحة على قوات التحالف توقفت بسبب التطورات في المنطقة، مؤكدًا أن نزع سلاح الفصائل يحتاج إلى نقاش داخلي، وأنها لا تشكل تهديدًا لبقاء قوات التحالف في العراق.
وأضاف أن توقيت انسحاب القوات الأميركية من العراق لم يتغير، مشددًا على أهمية استمرار الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن. وقال إن الولايات المتحدة طرحت على بغداد مسألة وقف استيراد الغاز من إيران، إلى جانب قضايا تتعلق بزيادة الضغط على طهران.
وشدد حسين على أن العراق يعمل على حماية التوازن في علاقاته مع كل من واشنطن وطهران، مشيرا إلى التزام بغداد بالاتفاقية الأمنية مع إيران، موضحا أن موقف بلاده تجاه سوريا غير مرتبط بإيران.
موقع "فوكس نيوز" أوضح من جهته أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يتجه نحو فرض عقوبات الضغط الأقصى على الدول التي تمتلك علاقات اقتصادية وتجارية مع إيران وبضمنها العراق، وأن العقوبات ستشمل مجموعة مصارف والتحكم باحتياطات بغداد لدى البنك الفيدرالي الاميركي.
وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة تتمتع بنفوذ كبير على العراق ويتم الاحتفاظ بمئة مليار دولار من احتياطيات البلد في الولايات المتحدة ويمكنها أن تمارس من خلال هذه الأموال ضغطا كبيراً على بغداد لإبعادها عن النفوذ الايراني.
وتابع التقرير أنه تم منع خمسة مصارف عراقية من إجراء معاملات بالدولار الأميركي كوسيلة للقضاء على إيران التي تحصل على الدولار، مبيناً أن العراق شريان الحياة لوصول إيران إلى العملة الصعبة وقد سعت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة إلى تقييد تجاوز طهران للعقوبات من خلال جارتها.
في غضون ذلك، قال النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي جو ويلسون في تدوينة على موقع "إكس" إن تحرير العراق من إيران يتم عبر إنهاء الإعفاء الذي يسمح بشراء الطاقة من إيران، وتصنيف جميع الميليشيات كمنظمات إرهابية، ومعاقبة جميع الممولين والشركاء والوسطاء مع الميليشيات.
ودعا النائب الجمهوري إلى قطع جميع المساعدات للعراق طالما أن إيران هي من تديره، وختم ويلسون منشوره بالتأكيد على دعم حركة احتجاج الشعب العراقي من أجل الديمقراطية.
1510 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع