شفق نيوز/ يواجه قطاع إنتاج الدهن الحر في العراق، أزمة غير مسبوقة وبالتحديد في محافظة بابل، حيث أدى الجفاف وشحّ المياه إلى تراجع أعداد المواشي، مما انعكس سلبًا على إنتاج هذا العنصر الغذائي، الذي يعد من المنتجات التقليدية وأحد المكونات الأساسية في المطبخ العراقي.
ويقول المزارع عباس مظلوم السلطاني، من منطقة الخميسية في بابل، لوكالة شفق نيوز، إن "انخفاض أعداد المراعي الطبيعية وارتفاع أسعار الأعلاف، جعلا تربية المواشي مكلفة وغير مربحة، مما اضطر العديد من المزارعين إلى تقليل أعداد ماشيتهم أو حتى ترك المهنة بالكامل".
ويضيف السلطاني، أنه "في السابق، كنتُ أنتج حوالي 300 كيلوغرام من الدهن الحر كل ثلاثة أشهر، أما اليوم فبالكاد أستطيع إنتاج لترين فقط"، مبينا "كنا نعتمد على العشب الطبيعي لتغذية المواشي، لكن الآن، مع قلة الأمطار، نضطر لشراء التبن والعلف، وهذا مكلف جدًا".
من جهته، يوضح فواز الشريفي، وهو أحد العاملين في إنتاج وبيع الدهن الحر منذ عام 1990، لوكالة شفق نيوز، أن "الأزمة الحالية أثرت على العرض والطلب".
ويؤكد أن "الإنتاج اليومي انخفض بشكل حاد مقارنة بالسنوات الماضية"، مبينا: "كنا نسوّق كميات تصل إلى ثلاثة أطنان شهريًا لمختلف محافظات العراق، أما اليوم، فالإنتاج بات قليلًا جدًا بسبب الجفاف وشح المياه".
ارتفاع الأسعار
ونتيجة لهذه الأزمة، ارتفع سعر الدهن الحر بشكل كبير، حيث وصل إلى 14 ألف دينار للكيلوغرام الواحد، وهو ما يشكل عبئًا على المستهلكين، خصوصا مع تزايد الطلب على هذا المنتج في الأسواق العراقية.
ويقول هاشم الشريفي، وهو أحد المنتجين في ناحية الحمزة الغربي في بابل، لوكالة شفق نيوز، إنه "لدينا مصدر وفير من الدهن الحر نبيعه خامًا أو مصفى، وكنا نرسله إلى بغداد وكربلاء والنجف، لكن اليوم، بسبب قلة المواشي، أصبح إنتاجنا لا يتجاوز الطن أو الطنين شهريًا، بعدما كنا ننتج أكثر من 3.5 أطنان أسبوعيا".
فوائده وأهميته الغذائية
ورغم ارتفاع سعره، ما يزال الدهن الحر عنصرا رئيسيا في المطبخ العراقي، حيث يُستخدم في تحضير أطباق مثل البرياني، الكبة، القوزي، والتمن بالدهن، بالإضافة إلى استخداماته في صناعة الحلويات.
ويؤكد المنتجون، أن الدهن الحر لا يحتوي على أي أضرار صحية عند استهلاكه باعتدال، بل على العكس، فهو، مصدر طبيعي للطاقة، ويمنح الجسم دفئًا في الشتاء، ويعزز المناعة لاحتوائه على فيتامينات A وD، ومفيد لأصحاب الحمية الكيتونية، حيث يعتمدونه كمصدر رئيسي للدهون، ويحسن عملية الهضم ويساعد في امتصاص بعض الفيتامينات.
ومع استمرار الأزمة، يطالب المزارعون والمنتجون بتوفير دعم حكومي للمساهمة في استقرار الإنتاج، سواء عبر تقديم دعم مباشر لمربي المواشي أم توفير حلول مستدامة لمشكلة شحّ المياه والجفاف، وذلك لضمان استمرار هذه المهنة التراثية وحماية الاقتصاد الزراعي المحلي.
1549 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع