بوتين يكشف ترتيبات انسحاب إيران من سوريا بعد إدراكها خسارة اللعبة

 ماذا بقي لطهران في سوريا؟

العرب/موسكو – تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تفاصيل جديدة بشأن الترتيبات التي أفضت إلى انسحاب إيران من سوريا بعد أن تأكد لها أن البقاء هناك بات لعبة خاسرة في ضوء سيطرة القوات المدعومة من تركيا على المدن السورية وسريان خطاب معاد لها.

وكشف الرئيس الروسي عن توفير قوات بلاده مخرجا آمنا للقوات الإيرانية، التي كان من الوارد أن تصبح معزولة جغرافيا، وذلك عبر جسر جوي قام بنقل 4 آلاف مقاتل موال تجمعوا في قاعدة حميميم ونقلوا بأمان، وأن ذلك قد تم بطلب من إيران.

ومن الواضح أن الروس نفذوا عملية إخلاء كبرى لمقاتلين عراقيين وموالين لإيران، وأن العدد بالآلاف. وإذا كانت قاعدة حميميم قد أمنت مغادرة أربعة آلاف مقاتل من محيط المدن والقرى القريبة، فكيف سيكون الحال في بقية المناطق، حيث يتوقع أن يكون آلاف آخرون قد تجمعوا في مدن أخرى وخاصة في العاصمة دمشق وأمّنوا خروجهم بتنسيق مع روسيا أو ضمن ترتيبات مع تركيا.

وإذا كانت أعداد من تم ترحيلهم بالآلاف، فإن حديث الإيرانيين وحزب الله عن أن النقص في الأفراد هو ما دفعهم إلى الانسحاب وتجنب مواجهة المسلحين الإسلاميين الموالين لتركيا، أمر لا يتطابق مع الواقع؛ ذلك أن بضعة آلاف من المقاتلين المدربين الإيرانيين والعراقيين ومسلحي حزب الله كانوا قادرين على صد الهجوم منذ البداية انطلاقا من حلب وعدم السماح بسقوط المدن الواحدة تلو الأخرى دون قتال.

ويظهر التخلي عن القتال، رغم وجود الآلاف من المقاتلين، أن ما حدث جاء تنفيذا لقرار سياسي إيراني بالانسحاب السريع من سوريا.

ويمكن أن يكون ذلك جزءا من توافقات وترتيبات مع الأتراك والروس، أو أن تكون إيران قد تجنبت خوض حرب جديدة في سوريا تكلفها خسائر إضافية بعد الضربات التي تلقتها في لبنان، وهو ما من شأنه أن يؤثر على صورتها في الإقليم ويهز من مصداقيتها أكثر لدى “محور المقاومة” في حال عجزت عن حسم معركة ضد مجموعات سنية مسلحة.

وفي معطيات تثير الاستغراب من سرعة الحسم العسكري، كشف بوتين أن “350 من مقاتلي المعارضة دخلوا حلب، وانسحب 30 ألف جندي من القوات الحكومية والقوات الموالية لإيران دون قتال، وفجروا مواقعهم وغادروا. وحدث وضع مماثل في جميع أنحاء سوريا.”

وأوضح أن إيران كانت تطلب من روسيا المساعدة في نقل قواتها إلى سوريا. وبيّن أن الإيرانيين “طلبوا منا مؤخرا إخراج هذه القوات من سوريا، أجلينا 4 آلاف مقاتل موالٍ لإيران إلى طهران عبر قاعدة حميميم الجوية، وذهبت بعض الجماعات الموالية لإيران إلى لبنان دون قتال، والجزء الآخر ذهب إلى العراق.”

وسعى مسؤولون إيرانيون إلى تحميل الجيش السوري مسؤولية سقوط المدن بيد المسلحين الموالين لتركيا، لكن مصادر تحدثت إلى رويترز قبل فترة أكدت أن القوات الإيرانية والمجموعات المتحالفة معها كانت تسيطر على القيادة، وهي التي تضع الخطط وتصدر الأوامر، وأن الجيش السوري كان مهمشا.

وقالت المصادر إن معظم هيكل القيادة العملياتية للجيش السوري كان يديره مستشارون عسكريون إيرانيون وجماعات مسلحة متحالفة معهم، وإن انسحاب الإيرانيين المفاجئ ترك الجيش السوري في حالة ارتباك قصوى ودون قيادة ما أدى إلى الانسحابات المتتالية.
وكان الكثير من المستشارين العسكريين الإيرانيين قد غادروا في الربيع بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت دمشق، وغادر الباقون الأسبوع الماضي، وفقا لقادة الفصائل العراقية الذين عملوا معهم.

وقال مصدر مطلع على تفكير حزب الله إن أغلب مقاتلي حزب الله وقادته غادروا بالفعل في أكتوبر للتركيز على الحرب المتصاعدة في لبنان مع إسرائيل.

وقال عقيد سوري ومصدران أمنيان سوريان ومصدر أمني لبناني مطلع على أوضاع الجيش السوري إن مركز قيادة الجيش السوري لم يعد يعمل بشكل جيد بعد رحيل الضباط الإيرانيين وحزب الله، وإن الجيش كان يفتقر إلى إستراتيجية دفاعية، وخاصة بالنسبة إلى مدينة حلب، ثانية كبرى المدن السورية.

وقال مصدران أمنيان سوريان إن الجيش لم يقدم خطة واضحة لوحداته عندما تعرضت حلب للهجوم في أواخر نوفمبر، لكن صدرت لها أوامر بإعداد الخطة بنفسها أو التراجع إلى مدينة حمص الإستراتيجية لمحاولة إعادة تجميع صفوفها.

وسقطت حلب دون قتال كبير في 29 نوفمبر، بعد مرور يومين فقط على بدء الهجوم، ما أثار صدمة كبيرة في صفوف الجيش. وقالت كل المصادر إن ما تبقى على الأرض كان جيشا غير متماسك.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

830 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تابعونا على الفيس بوك