العربية نت:بعد إعلان التلفزيون السوري رسمياً، صباح اليوم الأحد، انتصار الثورة وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى إعلان الفصائل السورية المسلحة أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الأسد، إضافة إلى خروج رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي، في كلمة مسجلة وإعلان استعداده للتعاون مع الجميع وأي حكومة يختارها الشعب، بدأت العديد من التساؤلات تُطرح، أهمها:
لماذا انسحب الجيش السوري من المدن؟ ولماذا سقط سريعاً؟
الأسئلة أجاب عليها الخبير العسكري المصري اللواء أركان حرب هيثم حسين، المستشار بكلية القادة والأركان، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، حيث أكد أن ما حدث يعد انهيارا حادا وسريعا لنظام بشار الأسد في سوريا أمام "جبهة تحرير الشام" خلال أسبوع تقريبا. وقد انتهى هذا الانهيار بتخليه عن السلطة فجر الأحد الموافق 8 ديسمبر 2024 وفراره إلى جهة غير معلومة حتى الآن (أغلب الظن روسيا). ففي التقدير أن الانهيار الحاد والسريع الذي لحق بالقوات المسلحة السورية (الرسمية) ترجع أبرز أسبابه إلى خسران القوات المسلحة السورية جزءا من مكونها الرئيسي منذ 14 عاما، مع قيام الثورة السورية في 2011 وانضمام جزء من هذا المكون إلى العديد من الجماعات المعارضة الأخرى.
وتابع حسين: "يضاف إلى ذلك النقص الواضح في موارد تنمية ودعم وتطوير هذه القوات لأكثر من عقد من الزمان ارتباطا بسوء الحالة الاقتصادية في سوريا الممزقة داخليا، فضلا عن افتقاد هذه القوات للمستوى المناسب من تطوير التدريب، رجوعا لوجودها تحت ضغط عسكري ورفع درجات الاستعداد لصالح أعمال قتالها ضد جماعات وميليشيات غير متجانسة التشكيل أو التنظيم أو التسليح، ما أفقدها فلسفة وعقيدة القتال الحقيقية".
وأشار الخبير العسكري المصري إلى أنه يضاف إلى ذلك "قناعة هذه القوات العسكرية السورية بوجود الداعم الدائم والحقيقي لها من ميليشيات حزب الله وعناصر الحشد الشعبي، وكذا القوات الروسية الموجودة بالقاعدة غرب البلاد، الأمر الذي أدى إلى انهيار الروح المعنوية والقتالية لأفرادها فور خروج تلك العناصر الداعمة من المعادلة، بداية من إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، الأمر الذي زاد من حدته إعلان وزارة الخارجية الروسية من يومين -من خلال متحدثها الرسمي- بأنه "ليس لدى روسيا في الوقت الحالي أي خطط حقيقية لدعم نظام الأسد"، طالما أن القوات السورية تواصل الانسحاب، لذلك فإن كل ما سبق ذكره يكفي أن يكون سببا قويا لانهيار أي آله عسكرية في أي دولة كانت".
وأضاف: "لا يمكن الجزم بأن إيران أو روسيا تخلتا عن سوريا وتركتا نظامها ليسقط، ولكن يمكن الارتكاز على فكرة أن الضغط الدولي الذي مارسته الولايات المتحدة ومعها الاتحاد الأوروبي على حكومة لبنان وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري، يضاف إليه نجاح إسرائيل في تصفية قادة الصفوف الأول والثاني والثالث بالهيكل الوظيفي لقيادة حزب الله خلال 6 أشهر السابقة. ومع عدم غض النظر عن احتمالية حدوث صفقة تفاهمية سرية (موائمة) بين الولايات المتحدة وإيران تمت بالشهر الفائت ما بين وزير كفاءة الحكومة بولاية دونالد ترامب القادمة إيلون ماسك، ومندوب إيران بالأمم المتحدة أمير أرواني، ما يطرح سؤالا مشروعا حول توافق المصالح حتى ولو كان على حساب سوريا".
واختتم تصريحاته قائلا: "أما عن روسيا فلا يمكن تجاهل حقيقة أن الدب الروسي المرهق من حرب استنزاف اقتربت أن تنهي عامها الثالث أمام أوكرانيا المدعومة ولا زالت من أوروبا والولايات المتحدة، مع إدراكه مؤخرا بأن مؤامرة ما قد حيكت له في سوريا ما يستنزف قدراته بشكل آخر، وبما قد لا تستوعبه طاقاته. ومع تأكده من الشكل الواضح لهشاشة نظام الأسد وضعف آلته العسكرية أمام جحافل المعارضة التي اجتاحته خلال أسبوع واحد فقط، الأمر الذي أرغمه على إطلاق العبارة السياسية على لسان خارجيته والمشار إليها بالأعلى".
496 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع