العربية نت:طيلة القرون الماضية، فشل رجال الأمن والمحققون في حل ألغاز العديد من الجرائم التي ارتكبت حيث عجز المسؤولون حينها عن تحديد هويات المجرمين. فخلال العام 1888، أرعبت شخصية جاك السفاح (Jack the Ripper) أهالي لندن. وبتلك الفترة، أطلق هذا الإسم على قاتل متسلسل قاد العديد من الجرائم بالأحياء الفقيرة بلندن وعجزت الشرطة عن تحديد هويته.
رسم تخيلي لدان كوبر حسب تقديرات مكتب التحقيقات الفيدرالي
وبالولايات المتحدة الأميركية قبل 53 عام، ذهل الأميركيون عند متابعتهم لعملية خطف طائرة قام بها رجل مجهول أطلق عليه إسم دي بي كوبر (D. B. Cooper) أو دان كوبر (Dan Cooper). وعقب العملية، اختفى الأخير بشكل غامض دون أن يتمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي من تحديد هويته وحل لغز هذه القضية.
شخصية دان كوبر
يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1971، توجه رجل يحمل حقيبة سوداء نحو مكتب مؤسسة نورثوست أورينت الجوية (Northwest Orient Airlines) بمطار بورتلاند (Portland) الدولي. وهنالك، اقتنى الأخير بإستخدام النقود تذكرة، ذهاب فقط، على متن الرحلة 305 التي كانت مدتها 30 دقيقة نحو مطار سياتل تاكوما الدولي. بالتذكرة، أدرج هذا الرجل إسم دان كوبر للإشارة لنفسه. وحسب الشهود، وصف دان كوبر بأنه رجل أبيض في منتصف الأربعينيات ذو شعر داكن وعينين بنيتين ويرتدي بدلة سوداء وربطة عنق سوداء إضافة لمعطف أسود واقي من المطر وحذاء بني. وبيديه، حمل دان كوبر حقيبة وكيسا ورقيا بنيا.
رسم تخيلي لأحد ضحايا جاك السفاح بلندن
لاحقا، صعد دان كوبر على متن طائرة بوينغ 727، ضمن الرحلة 305، وجلس بالمقعد 18-E بالصف الأخير وطلب من المضيفة مشروبا.
اختفاء دان كوبر
خلال الرحلة ما بين بورتلاند وسياتل، أخبر دان كوبر إحدى المضيفات أن لديه قنبلة مهددا بتفجير الطائرة. وفي الاثناء، طالب الأخير بالحصول على فدية قيمتها 200 ألف دولار و4 مضلات هبوط عند بلوغ مطار سياتل.
بعد حصوله على مطالبه، أطلق دان كوبر سراح الركاب بمطار سياتل وطالب طاقم الطائرة بالتزود بالوقود والإقلاع نحو نيومكسيكو والتوقف فيما بعد بمطار رينو (Reno) بنيفادا للتزود مرة أخرى بالوقود أثناء الرحلة. وبعد مضي 30 دقيقة عن إقلاع الطائرة، فتح دان كوبر الباب الخلفي وقفز بالمظلة، ليلا، فوق جنوب غرب ولاية واشنطن.
إلى ذلك، فشل مكتب التحقيقات الفيدرالي في تحديد هوية دان كوبر ومكان سقوطه حيث لم تسفر الأبحاث عن أية نتيجة تذكر. وفي الأثناء، واصل المحققون الأميركيون على مدار سنوات مطاردتهم لدان كوبر الذي سرعان ما تحول للغز حيّر الجميع.
خلال العام 1980، تم العثور عند ضفاف نهر كولومبيا قرب مدينة فانكوفر بولاية واشنطن على جزء بسيط من الأموال التي حصل عليها دان كوبر قبل 9 سنوات. وبسبب ذلك، عادت الشكوك مجددا حول هوية ومصير دان كوبر وأمواله.
على الرغم من إجرائه لأبحاث عديدة، لم يتوصل مكتب التحقيقات الفيدرالي لأية نتيجة. وأمام هذا الوضع، تحدث المسؤولون، دون أن يعثروا على أية جثة، عن إمكانية وفاة دان كوبر عقب قفزه بالمظلة لأسباب عديدة كالطقس العاصف حينها وافتقار الأخير للمعدات اللازمة لنجاح عملية القفز بالمظلة والتضاريس الوعرة التي نزل بها واختفاء بقية مبلغ الفدية التي قيل إنها لم تنفق أبدا.
سنة 2016، علّق مكتب التحقيقات الفيدرالي البحث النشط في قضية دان كوبر لتظل بذلك الأخيرة القضية الوحيدة التي لم تحل بجرائم القرصنة الجوية بتاريخ الطيران التجاري.
889 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع