علم عبد الكريم الأوفر حظاً .. البرلمان العراقي يتجه إلى اختيار علم ونشيد وطني جديدين
الجواهري والسياب والبصير يدخلون المنافسة
(الصباح) بغداد: محمد علي حريصي - يتطلع العراق لاعتماد نشيد وطني وعلم جديدين بحلول نهاية العام، في محاولة لفتح صفحة جديدة تطوي حقبة من الحروب والصراعات عاشتها البلاد منذ تسع سنوات.
ويقول النائب علي الشلاه رئيس لجنة الثقافة والاعلام في البرلمان "نحن مصرون على أن ننتهي من العلم والنشيد الجديدين في هذا العام، في هذه الدورة التشريعة".
ويضيف ان اختيار نشيد وعلم جديدين للعراق "لن يعبر الى العام 2013 وسيشكلان عند إنجازهما عاملا جامعا" للعراقيين. ويتبنى العراق اليوم قصيدة موطني التي كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ولحنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل، نشيدا وطنيا، بعد أن كان يعتمد ابان النظام المقبور نشيد أرض الرافدين للشاعر شفيق الكمالي.ويوضح الشلاه انه "في الدورة الماضية اعلن عن رغبة في نشيد وطني جديد فقدم اكثر من 400 نص لشاعر عراقي بين 2008 و2009". وفيما لم يتم التوافق حول قصيدة لتصبح النشيد الوطني الجديد، "بسبب الاصطدام بعقبة الشاعر وموقفه من النظام المباد، قررنا ان نختار شخصا متفقا عليه، وهناك رموز في الشعر العراقي متفق عليها".
وشكلت لجنة الثقافة والاعلام البرلمانية قبل 8 أشهر لجنة من 6 أدباء عراقيين اختارت 3 نصوص، النص الأول للشاعر محمد مهدي الجواهري بعنوان "سلام على هضبات العراق"، والثاني لبدر شاكر السياب بعنوان "غريب على الخليج"، والثالث لمحمد مهدي البصير "وطني الحق يؤيده". وفي خضم مناقشة القصائد الثلاث، طالب الاكراد والتركمان والاشوريون باضافة ابيات بلغاتهم الى النشيد الجديد، وقد تم التوصل الى صيغة وسط تقضي باضافة عبارة "يحيا العراق" بهذه اللغات في نهاية النشيد.
ويستعد البرلمان لإتمام القراءة الثانية للقانون بعد قراءة اولى قبل نحو ثلاثة اشهر، على أن يجري التصويت عليه بعد ذلك باسبوعين واختيار موسيقيين لوضع النشيد المناسب له، بحسب الشلاه الذي أكد أن "الجو العام يميل الى قصيدة الجواهري" التي تبدأ ببيت يقول "سلام على هضبات العراق، وشطيه والجرف والمنحنى". ويقول احمد (33 عاما) الذي يعمل مهندسا الكترونيا "قد نكون اكثر الدول التي تغير نشيدها، وحتى علمها، نحن ويوغوسلافيا".
وبشأن مسألة اختيار العلم يقول الشلاه "لدينا مشكلة في العلم، هناك 6 نماذج اختيرت من قبل اللجنة السابقة بعدما عرضت عليها عشرات النماذج (...) والعلم الأوفر حظا كان علم ثورة عبد الكريم قاسم". ويضيف "لكن هذا الاختيار واجه اعتراضات تتمحور حول شخص عبد الكريم قاسم الذي يرمز الى حقبة معينة، والآن نحن في مشكلة لأن اللجنة شكلت ودفعت مبالغ ونحن مضطرون الى أن ناخذ بنتائجها". وكان العلم العراقي ابان حكم الطاغية وسنوات تلته، وتحديدا منذ 1991 وحتى 2008، عبارة عن خطين أفقيين متوازيين أعلاهما باللون الاحمر واسفلهما باللون الاسود وبينهما خط باللون الابيض تتوسطه عبارة "الله اكبر" بين 3 نجمات. وقبل ذلك كان العلم منذ العام 1963، تاريخ الإطاحة بعبد الكريم قاسم، هو نفسه انما من دون عبارة "الله أكبر".لكن النجمات الثلاث بين 1963 و1986 كانت ترمز الى الوحدة بين مصر وسوريا والعراق، قبل أن تتغير بعد ذلك دلالاتها لترمز الى الاهداف المعلنة لحزب البعث المقبور "الوحدة والحرية الاشتراكية".
وفي العام 2008، عدلت الفقرة الثانية من قانون العلم العراقي لسنة 1986 لتبقى ألوان العلم كما هي ترمز الى الرايات الإسلامية، وتحذف النجوم الثلاث، وتبقى عبارة "الله اكبر" انما بالخط الكوفي.
ويذكر ان عبد الكريم قاسم اعتمد بعيد اطاحته بالحكم الملكي عام 1958 علما مختلفا تماما هو عبارة عن ثلاثة خطوط متوازية في الطول تبدأ من جهة اليمين باللون الأسود ثم الأبيض فالأخضر، ويتوسط الخط الأبيض نجمة حمراء فيها دائرة صفراء.
وبينما تشير كل هذه الألوان وضمنها الاحمر والاصفر الى رايات اسلامية، فان النجم والدائرة يرمزان الى العرب والأكراد.
وكان اول علم للعراق اعتمد في بداية العهد الملكي عام 1925، وهو عبارة عن ثلاثة خطوط أفقية متوازية، خضراء وبيضاء وسوداء، تحمل من الجهة اليسرى شبه منحرف احمر تتوسطه نجمتان.
وبحسب موقع مجلس النواب، تشير المسابقة التي أطلقها البرلمان العراقي بهدف اختيار علم جديد للبلاد الى ان هذا العلم يجب ان يعبر عن "وحدة العراق ارضا وشعبا"، وان "ينظر بتفاؤل الى مستقبله ويفخر بتاريخه".
ويقول الشلاه "هناك دعوات بأن نعتمد العلم الحالي علما نهائيا كونه لم يعد علم الطاغية صدام، وهذا الامر سيطرح الى جانب ستة نماذج جديدة وردت من قبل فنانين". ويضيف ان "النماذج الجديدة" تتخطى كل صراعات العقود الماضية "وتركز على تاريخ العراق" البعيد.
1060 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع