إذاعة العراق الحر/سعد كامل:ما زال متنزه الزوراء، بحدائقه وألعابه، ينفرد وحيداً في قائمة اماكن التسلية والترفيه المتاحة امام العائلات البغدادية أيام الأعياد التي غالباً ما تكون ممزوجة بمتاعب ومنغصات بفعل مصاعب الحركة والتنقل وشدة الزحام، إذ تقول المواطنة أم رند، من حي القاهرة ببغداد:
"اعتدنا ملازمة البيت ايام العيد، ولن نشد الامتعة صوب متنزه الزوراء الذي يغص بالناس من كل حدب وصوب في مثل تلك التوقيتات، حيث تُقطع الشوارع حول المتنزه بالكامل، ولا يُسمح بدخول السيارات، وتشهد بوابات الدخول تدافعاً شديداً، فضلاً عن مصاعب الاستمتاع باية ألعاب لتعذر الحصول على تذاكر، وحتى اماكن الجلوس والاسترخاء أغلبها محجوزة".
وتتساءل أم رند؛ ما اللذة من وراء هذا التعب؟
ولاستيعاب زخم المواطنين ايام العيد وتأمين اوسع فرص لحصول المرتادين على قدر من الترويح، اعلنت امانة بغداد عن مفاجأة افتتاح المرحلة الاولى من مشروع استثماري في السياحة الداخلية ضمن مرافق متنزه الزوراء يضم سلسلة فعاليات ترفيهية حديثة. وقال مدير اعلام امانة بغداد صباح سامي ان المشروع الترفيهي يتضمن 16 لعبة ايطالية المنشاء حديثة ومسلية بتكلفة 50 مليون دولار، تتوافر فيها شروط السلامة والامان، انجزت منها خمس ألعاب ستكون متاحة أمام الزبائن في العيد، ابرزها لعبة سكة الموت والارجوحة، مبيناً ان المشروع سيتضمن ايضا افتتاح مطاعم وقاعات العاب الكترونية ونافورات.
ويحرم الزخم الشديد على متنزه الزوراء الكثيرين من تذوق لذة تلك المناسبة السعيدة لعدم وجود بدائل في قطاع السياحة الداخيلة الذي مازال مُتلكئاً بفعل ظروف ادارية وفنية. ويقول مدير اعلام وزارة السياحة والاثار قاسم السوداني ان واقع المرافق السياحية لا يرتقي الى مستوى الطموح، بسبب قلة التخصيصات المالية المرصودة ضمن موازنة العام الحالي، وهي لا تتناسب مع خطط واستراتيجيات الوزارة، مضيفاً ان تلك المبالغ لا تكفي لاعادة تأهيل وتطوير وتحديث بعض الفعاليات السياحية، منها ما هو موجود في جزيرة بغداد السياحية ومدينة الاعراس.
وكشف السوداني عن احالة بعض الفعاليات الترفيهية والمسلية ضمن المرافق السياحية الى الاستثمار، وقال ان البعض منها ما زال قيد الدراسة والبحث والاخر في طور الإحالة.
وطالما سمع المواطنون تصريحات الجهات المعنية عن إحالة العديد من المشاريع في قطاع السياحة الداخلية الى الاستثمار الا انها ما زالت حبراً على ورق لوجود مشكلات ومعرقلات روتينية وتقاطعات قانونية. وقال عضو هيئة الاستثمار في بغداد ثائر الفيلي:
"لدينا في بغداد أربعة مشاريع استثمارية ضخمة هي؛ مدينة السندباد على ارض مدينة العاب الرصافة، ومدينة العاب الكرخ في السيدية، والمدينة المائية في التاجيات، ومشروع منتجع ترفيهي على طريق مطار بغداد، جميعها معطلة، مشيرا الى ان الاستثمار السياحي يواجه عقد عقلية الادارة المركزية لدى العديد من مسؤولي الدولة، وتلكؤ هيئة الاستثمار في تقديم تسهيلات وضمانات النافذة الواحدة مع وجود سوء وضعف اداري وبيروقراطية وفساد وروتين في دوائر الدولة المعنية باستصدار الاجازات والتراخيص، فضلاً عن مصاعب حياة المستثمرين داخل العراق مع تردي الوضع الامني".
1110 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع