8 بالمئة من التلاميذ لم يلتحقوا بالتعليم.. والتربية ترى الحل في تفعيل قانون التعليم الإلزامي
بغداد ــ اسراء السامرائي
أكدت وزارة التربية ارتفاع نسبة تسرب الطلبة من المدارس والاطفال غير الملتحقين بالتعليم، داعية لمواجهة هذه الظاهرة من خلال تفعيل وتحديث قانون التعليم الالزامي.
وكشف مدير التعليم العام في وزارة التربية عادل عبد الرحيم ان 8 بالمئة من الأطفال المشمولين بالتعليم لم يلتحقوا بالمدارس العام الماضي، اذ كان عدد الملتحقين بالصف الاول الابتدائي انذاك 900 الف تلميذ من كلا الجنسين في بغداد والمحافظات، بينما وصل عدد الملتحقين فعلا للعام الحالي الى نحو مليون تلميذ.
وأشار الى ان هناك لجانا تشكلها المدارس في كل منطقة سكنية وتباشر بعملها في ايار من كل عام لتقوم بوضع احصائية بعدد الاطفال المشمولين بالالتحاق بالدراسة الابتدائية بحسب اعمارهم، اضافة لاسماء الاطفال المتخلفين عن الالتحاق بالمدرسة، وتقديمها لوزارة التربية عن طريق المديريات العامة للتربية في عموم المحافظات.وأضاف عبد الرحيم ان وزارة التربية تقوم بدورها بالتنسيق مع مجلس المحافظة بمتابعة الموضوع والاسباب التي تقف وراء تخلفهم عن الالتحاق بالمدارس لتطبيق قانون التعليم الالزامي، منوها بأن مجالس المحافظات لها دور كبير في هذا الموضوع.
وشدد على ان الوزارة عازمة على تقليل عدد الطلبة المتخلفين عن الالتحاق بالتعليم من خلال المتابعات المستمرة للمدارس، مذكرا بأن العام الماضي شهد تسرب نسبة 2،5 بالمئة من تلاميذ المراحل الابتدائية وهذه النسبة تعد كبيرة مقارنة بدول الجوار التي لاتزيد نسبة التسرب لديهم على الـ 1 بالمئة.
وجدد مدير التعليم العام دعوة الجهات المعنية بضرورة تحديث فقرات قانون التعليم الالزامي بخاصة المتعلقة بالغرامات التي تفرض على أولياء الامور بسبب عدم التحاق اولادهم بالمدارس، منوها بأن غرامة المئة دينار التي كانت تفرض عليهم بالسابق ليس لها اي قيمة الان، مشيرا الى ان فقرة توقيف ولي أمر التلميذ أو الطالب في مركز الشرطة لمدة شهر يمكن ان تستبدل بأخذ تعهدات منه أو حثه على الحاق اولاده في المدارس.
وذكر ان الوزارة تبلغ مديريات التربية في كل عام بضرورة متابعة تطبيق قانون التعليم الالزامي في المدارس بشكل فعلي، موضحا ان تسرب الطلبة من المدارس يعود للظروف الاقتصادية لعوائلهم.وتطابق رأي عضو لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد حسن ناصر بشأن اسباب تسرب التلاميذ والطلبة من المدارس المتمثلة بالحالة الاقتصادية الضعيفة لعوائلهم، مشيرا الى ان حل مثل هذه المشكلة التي عدها تهديدا لمستقبل الاجيال القادمة، هو تخصيص منح لطلبة المدارس في مختلف المراحل الدراسية توزع من قبل وزارة التربية أو راتب شهري يتقاضونه من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
واضاف ان هذه القضية تحتاج الى حملة توعية مكثفة من خلال وسائل الاعلام ومديري المدارس لحث الطلبة على الالتحاق بالتعليم.واشار عضو لجنة التربية بمحافظة بغداد الى ان توفر بيئة مدرسية مناسبة وجو صحي للطالب وابنية واثاث مدرسي متكامل سيحد من تزاحم الطلبة في الصف الواحد ويخفض نسبة من هذه المشكلة.
في المقابل، ذكرت مديرة الاعلام التربوي في الوزارة سحر حربي لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي): ان الوزارة تعلن قبل بدء كل عام دراسي أسماء المشمولين بالالتحاق بالمدارس الابتدائية، موضحة ان مسؤولية عدم التحاق البعض من الطلبة تقع على عاتق العائلة، مؤكدة ضرورة التنسيق بين مديري المدارس والمجلس البلدي ومجلس المحافظة بتقديم موقف بالطلبة غير الملتحقين بالتعليم.ورأت حربي ان قانون التعليم الالزامي يحتاج لتفعيل وتحديث فقراته واستحداث بنود تحد من هذه الظاهرة، مشيرة الى ان لمجلس المعلمين والآباء ولجان التوعية في المدارس دورا فاعلا لحث أولياء أمور الطلبة على الحاق اولادهم بالمدارس.ويقول المواطن محمد الحلفي بهذا الشأن: ان ارتفاع نسب التسرب يعود لما شهده البلد من تدهور في الاوضاع الامنية ما ادى الى فقدان الكثير من الاسر لمعيلها وتدهور حالتها المعيشية التي تسببت بترك اولاد هذه الاسر لدراستهم للبحث عن عمل يوفر قوتهم اليومي.
بينما برر الطالب مسلم رعد (15 عاما)، أحد المتسربين من الدراسة، بأن الوضع المادي للعائلة دفعه لترك المدرسة وايجاد فرصة عمل في القطاع الخاص، مبينا ان الدراسة تحتاج الى مبالغ مادية قد تفوق طاقة أولياء أمور الطلبة ذوي الدخول المحدودة.
وتعقب استاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد الدكتورة حنان العبيدي، على ذلك بالقول: ان للتسرب في كل مرحلة اسباباً خاصة موضحة ان المرحلة الابتدائية لها اسباب اجتماعية تؤثر في التلميذ الذي فقد معيله مبكرا وتجعله يترك دراسته ويلجأ للعمل، اما في مرحلة المتوسطة فتسرب الطلبة يعود لاسباب نفسية تجعله يطمح للشهرة والحصول على الاموال وترك الدراسة لتأمين مستقبله فهذه المرحلة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمرحلة الاعدادية، مشيرة الى ان مرحلة الاعدادية تبرز للطالب اسبابا لترك الدراسة تكون اكبر من عمره حيث يبدأ الطالب او الطالبة بالتفكير بالارتباط والزواج، مؤكدة اعداد بحوث كثيرة تسهم في الحد من هذه الظاهرة.ونبهت في معرض حديثها لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي)، على ان حل هذه المشكلة يحتاج للترابط بين الاسرة التعليمية والاجتماعية والدينية والحكومة كجهة رقابية وداعمة.
967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع