ستون عاما ومذياع هولندي مازال يعمل ويباع بـ300 دولار في بغداد
أحمد محمد – بغداد:وائل يتمايل طربا وهو يستمع الى اغنية حديثة بواسطة جهاز مذياع قديم، يشبه صندوق خشبي كبير بمقارنة مع الاجهزة الحديثة، يحمل علامة فليبس الهولندية، معروضاً للبيع في احد محلات الانتيكات وسط العاصمة بغداد.
وصنع هذا المذياع قبل ما يقارب 60 عاما، ويباع في الاسواق بسعر يصل الى 300 دولار للجهاز الواحد في محلات متخصصة بتجارة انواع التحفيات والسجاد القديم والتماثيل التي تروي قصة تاريخ وتراث العراق الممتد لسبعة الاف عام.
علي فنجان صاحب محل لبيع الانتيكات يقول وعلى وجهه ابتسامه واثقة "تحول هذا المذياع الى تحفة فنية"، معللا ذلك بارتباطه بـ"ذاكرة وتاريخ العراق الحديث في نهاية الحقبة الملكية وقيام الجمهورية"، خلال الفترة الممتدة من عقد الاربعينات الى الستينات في القرن الماضي، حيث كان "الناس يتجمعون حول مثل هذا المذياع في منازلهم او المقاهي الشعبية لسماع الاخبار والبيانات التي كان تصدر عن الانقلابات العسكرية والازمات السياسية في ذلك الوقت."
واشار الى كثير من دور الانتاج الدراما العراقية تحرص على انتقاء مثل هذه الاجهزة، لايحاء المشاهد بان الاجواء المسلسلات التاريخية التي تدور قصتها في حقبة منتصف القرن العشرين مثل مسلسل "ملك غازي" ثاني ملوك العراق ومسلسل "مناوي باشا".
ويحتاج المذياع لعدة دقائق لكي يعمل، بسبب صناعته بنظام الصمامات المفرغة من الهواء والتي تسمى محليا بـ(لمبات)، والذي صنع قبل اختراع الترانستور.
الثقة بالبضاعة الهولندية
ويفضل يعرب قحطان (36 عاما) البضاعة الاوربية عامة والهولندية خاصة عن سواها بحثا عن "المتانة والجودة بغض النظر عن اسعارها المرتفعة"، موكدا ان مثل هذه "المنتجات تمتلك ثقة كبيرة في المجتمع كونها مجربة سابقا."
ويتبضع قحطان من الوكلاء المعتمدون للشركات العالمية ليتجنب عمليات الغش وتزوير لبضاعة الجيدة على حد وصفه.
ويؤكد احمد سمير المدير المفوض لشركة العلا، الوكيل الرئيسي لشركة فلبس في العراق ان "المنتجات الهولندية لاقت نجاحاً منقطع النظير في الدول النفطية لتاثرها بشركات النفط الهولندية مثل شركة شل العملاقة، وكذلك في الدول التي كانت مستعمرة في السابق من قبل هولندا"، موضحا ان هذه المنتجات لها سمعة جيدة في الاسواق العراقية.
واشار الى الاقبال الكبير للمواطنين العراقيين لجناح شركات الهولندية في معرض بغداد الدولي في دورته الاخيرة، الذي كان يحضى برعاية من قبل السفير الهولندي في العراق، مطالبا الحكومة امستردام بتقديم تسهيلات مصرفية لتجار العراقيين ومنحهم تاشيرة الدخول (الفيزا) لهولندا لتمام عملياتهم التجارية.
بضاعة متشابه، ولكن العلامات التجارية مختلفة
وتتعرض المنتجات الشركات الهولندية كما هو الحال لجميع الماركات العالمية لعمليات تزوير وتقليد لبضاعتها، حيث يشتكي سمير من البعض التجار الذين يضعون لاصقات تحمل علامات جارية معروفة مثل فليبس ووضعها على بضاعة مقلدة رديئة المنشا، مستغلين في ذلك "السمعة الطيبة لهذه الشركة لدى المواطن العراقي"، مطالبا الحكومة العراقية بحد من تهريب وتزوير مثل هذه البضاعة.
ويقول عبد الله مهند احد تجار مواد الانارة الكهربائية بسوق الشورجة التجارية وسط بغداد ان "كمية البضاعة الهولندية الاصلية قليلة في الاسواق"، واضاف غالبا ما تطرح وجبات من الاجهزة الكهربائية الى الاسواق "متشابهة في طريقة صناعتها وشكلها ولكنها تختلف في علاماتها التجارية فقط" مما يدعوه الى الشك ان "الجهة واحد هي التي صنعتها جميعا".
واضاف مهند ان اغلب مناشى هذه المنتجات قادم من الصين، وغالبا ما يصعب على غير المختص التميز مابين الاصلي ومقلد، الا نه يمكن تميزها بسهولة بواسطة تجربة المنتج وكذلك من خلال اسعارها المنخفضة.
1068 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع