أحد أعمال الفنان العراقي أحمد السوداني
راديو سوا:حقق الفنان التشكيلي العراقي المغترب أحمد السوداني حضورا كبيرا في المعارض الفنية في الولايات المتحدة وأوروبا، وأصبح أول رسام عربي يتخطى سعر لوحاته المليون دولار.
وتمثل لوحات السوداني امتدادا للمدارس الفنية التشكيلية الغربية، بعد أن تشكل وعيه الفني ونضجت تجربته في الولايات المتحدة وجامعاتها.
وتعرض لوحاته التشكيلية ذات الأشكال والألوان البهيجة جنبا إلى جنب مع أعمال كبار الرسامين التشكيليين.
وقال السوداني لـ"راديو سوا" إنه تم تنظيم معرض مشترك استمر لمدة شهر في فبراير/شباط الماضي في نيويورك، ضم لوحاته ولوحات فنانين كبار بينهم فليب غاستن. وأوضح أن تلك التجربة "تعتبر إنجازا مهما على صعيد شخصي لأن أعمالي كانت إلى جانب أعمال هكذا فنانين كبارا".
وتتنقل معارض السوداني في ولايات أميركية متعددة لإتاحة أعماله للجمهور الأميركي الذي يبدي عناية متزايدة بلوحات هذا الفنان العراقي. وقال إن معرضا أقيم في متحف فينكس بولاية أريزونا، ضم أكثر من 20 عملا وسيستمر حتى نهاية شهر يوليو/تموز، ثم سينتقل إلى مدينة بورتلند ليفتتح في سبتمر/أيلول ويستمر خمسة أشهر، لينتقل بعد ذلك إلى كندا.
وعلى الرغم من الطابع الأوروبي للوحات السوداني، إلا أنه يؤكد على الدوام أن أعماله تبقى عراقية الروح، وتحكي علاقة يصفها بالمعقدة بين وطنه الأم والبلد الذي يعيش ويعمل فيه.
وأردف قائلا "عمليا يبدو أن هذه الصراع الداخلي يتجسد بصريا على اللوحات، وأنا أستخدم بحكم دراستي هنا، تقنيات ومرجعيات أوروبية-أميركية، لكن محتوى العمل وروحه عراقيين من وجهة نظري".
لوحة بغداد واحدلوحة بغداد واحد
ويتجلى ذلك في لوحته "بغداد واحد" التي صورت لحظة سقوط تمثال صدام حسين ودخول القوات الأميركية بغداد، وهي اللوحة التي بيعت في لندن عام 2011 بمليون و127 ألف دولار.
وقال "بغداد واحد نفذت في نهاية 2008- بداية 2009، يعني بعد ما دخلت القوات الأميركية بخمس سنوات، كنت أحاول وأنا بعيد لأنه صار لي فترة طويلة لم أر العراق وبغداد، يعني أحاول أرسم بشكل منفعل فأعطيت لنفسي مجالا أعتقد جيدا تقريبا ست سنوات، حتى أنظر للمشهد بشكل أكثر وضوحا. هذه المسألة تتحدث عن لحظة مصيرية في تاريخ المنطقة على مستوى شخصي على مستوى البلد هي مرحلة دخول القوات الأميركية إلى بغداد وانهيار النظام السابق".
ويرى الناقدان روبرت غوف وكيسي روزنثال في كتابهما "أحمد السوداني" أن اللوح المنهار الذي يظهر في منتصف اللوحة يمثل تمثال صدام حسين الذي أسقط في ساحة الفردوس وسط بغداد في التاسع من أبريل/نيسان عندما اجتاحت القوات الأميركية بغداد.
كما يشير الناقدان إلى أن الشكل الذي يشبه الديك يمثل الولايات المتحدة بمنقار أحمر، ويرمز البيض عند رأسه إلى أفكار واشنطن غير الناضجة التي جاءت بها إلى العراق، في حين يمثل شكل الكلب الذي رسم من نمط أفلام الكارتون وهو ينفخ الدخان من فمه ويقف على كرسي طويل غير ثابت، الحكومة العراقية الجديدة التي تحاول أن تعتمد على نفسها في ظل واقع شديد الصعوبة.
وعن لوحة "بغداد واحد" يؤكد السوداني أنه نأى عن تمثيل العراق بالأشكال التقليدية العراقية كتماثيل حضاراته ونخيله وأشكال عباءات النساء التي تكثر في لوحات الفنانين الآخرين، وإنما أبرز العراق في هذه اللوحة باسلوبه الخاص.
على الرغم من قتامة الأوضاع التي تصورها لوحة "بغداد واحد" وسواها من أعمال السوداني عن العراق، فإنها تحتفظ بالأمل. ففي الوقت الذي يظهر الديك الأميركي مع حمرة الدم في منقاره ودخان الحرب، فإن ما يطغى بشكل أكبر هو زرقة السماء العراقية في لحظة انهيار التمثال.
932 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع