مركبات عسكرية تحمل قوات عراقية تتحرك بإتجاه الحويجة قرب كركوك.
إذاعة العراق الحر/رواء حيدر:وقعت اشتباكات في مدن ذات أغلبية سنية في أنحاء مختلفة من العراق إثر اقتحام قوات أمنية ساحة يعتصم فيها محتجون في قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك.
خلف الاقتحام عشرات القتلى والجرحى وأثار مخاوف من حرب طائفية علما أن هذه الأحداث هي الأكثر دموية منذ بدء الاحتجاجات على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.
الحكومة التي دافعت في البداية عن إجراءاتها لمحاربة تنظيم القاعدة وحزب البعث المنحل، قررت بتوجيه من رئيس الوزراء نوري المالكي تشكيل لجنة وزارية للتحقيق في أحداث الحويجة تحت رئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وعضوية نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي إضافة إلى وزير حقوق الإنسان محمد السوداني ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي.
ستقوم اللجنة أيضا بتحديد المقصرين ومحاسبتهم كما جاء في بيان نشر على موقع رئيس الوزراء الثلاثاء.
البيان أضاف انه تم التوجيه أيضا بشكل عاجل لتعويض عوائل الضحايا وعلاج الجرحى داخل العراق وخارجه إذا تطلب الأمر.
رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي هاجم قوات الجيش لاقتحامها ساحة الاعتصام ووصف الأمر بكونه جرما مشهودا وانتقد مستوى المسؤولية المتدني لدى الجيش الذي قال عنه إنه أصبح أداة لقمع الشعب وليس مدافعا عنه. النجيفي قال أيضا في بيان إن ما حدث انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وضربة قاصمة للديمقراطية وجريمة شنيعة يندى لها الجبين ثم حذر من تأثيرات هذه الأحداث على المستقبل وطالب الحكومة بمعالجة الأزمة في أسرع وقت ممكن وبطريقة مسؤولة.
السفارة الأميركية في بغداد أصدرت بيانا استنكرت فيه بشدة أحداث الحويجة وطالبت الطرفين بالامتناع الفوري عن ممارسة أي أعمال عنيفة أو استفزازية.
البيان ذكر أن المسؤولين الأميركيين تواصلوا مع قادة عراقيين رفيعي المستوى للمساعدة في نزع فتيل هذه التوترات السياسية والطائفية كما دعا إلى تحقيق شفاف في هذه المسألة وبأوسع مشاركة ممكنة وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبي الأفعال غير القانونية وفقا للقانون العراقي سواء أكانوا من الحكومة أو من القوات الأمنية أو من المتظاهرين.
دعوات للمعتصمين إلى حمل السلاح
في كركوك شيع الآلاف اليوم الأربعاء ضحايا الحويجة ورددوا هتافات تدعو إلى الثأر ورفض الحوار مع اللجان التي شكلها مجلس الوزراء فيما أطلق رئيس المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك النار في الهواء تحية للضحايا وسط إجراءات أمنية مشددة في المدينة.
شيوخ العشائر دعوا إلى التحشيد وأعلنوا الجهاد فيما اصدر رجل الدين السني المقيم في عمان عبد الملك السعدي بيانا أيد فيه الدعوة إلى حمل السلاح وقال إن الدفاع عن النفس في الوقت الحالي أصبح واجبا شرعيا وقانونيا، غير انه دعا المقاتلين أيضا إلى ضبط النفس.
صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن سعدون العبيدي وهو احد شيوخ العشائر في الحويجة وأحد قادة حركة الاحتجاج هناك قوله: "بعد ما حدث الثلاثاء، المظاهرات السلمية انتهت، وسنبدأ بحمل السلاح ولدينا كل الأسلحة التي نحتاجها كما نحصل على دعم من محافظات أخرى".
تقرير نيويورك تايمز نقل أيضا عن سالم الجبوري المتحدث باسم حركة الاحتجاج في الموصل أن المتظاهرين هناك تركوا ساحة الاعتصام وحملوا السلاح لنصرة المتظاهرين في الحويجة وللثأر لهم.
وميدانيا، وافانا مراسل إذاعة العراق الحر في كركوك نهاد البياتي بآخر التطورات في المحافظة:
"اقتحمت قوات الجيش والسوات ساحة المعتصمين بالحويجة صباح يوم الاثنين بعد حصار فرض منذ مساء يوم الجمعة الماضي وقالت أطراف عربية إن الجيش استخدم القوة مما أدى إلى مقتل وجرح العديد من المتظاهري.
جرحى ينقلون الى مستشفى كركوكجرحى ينقلون الى مستشفى كركوك
مصادر في الجيش أكدت انهم استخدموا بداية خراطيم المياه قبل الهجوم إلا أنهم جوبهوا بإطلاق النار من قبل المعتصمين مما اضطرهم للرد واقتحام المخيم، وردا على هذا الاقتحام هاجم أبناء العشائر العربية في المنطقة مواقع للجيش العراقي في عدة مناطق ما أسفر عن سقوط ثلاثة عشر منهم بحسب مصادر عسكرية كما انسحبت المجموعة العربية من اجتماعات المجلس احتجاجا على ما حصل فيما اصدر اصدر مجلس المحافظة بيانا انتقد فيه المفاوضات التي جرت دون التنسيق معه محذرا من خطورة تطور الأوضاع في الحويجة.
ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر وصل كركوك وأعلن انه يوم حزين وصعب لكركوك كاشفا عن أن قوات الجيش منعته من دخول الحويجة قبل الحادث وانه ليس حزينا فقط ولكنه غاضب جدا. وفي تطور ينبئ بخطورة الأزمة وصل كركوك وزيرا الداخلية والبيشمركة في حكومة إقليم كردستان وعدد من القيادات العسكرية واجريا سلسلة لقاءات مع المسؤولين فيها وفيما أمر رئيس إقليم كردستان باستقبال الجرحى ندد باستخدام الجيش في الخلافات الداخلية واعتبره خرقا دستوريا.
وودع عدد من أعضاء مجلس وإدارة كركوك اليوم الأربعاء جثامين القتلى في حادثة الحويجة بعد نقلهم من مستشفيات كركوك إلى الحويجة في موكب مر بالقرب من مبنى المحافظة وسط غضب وسخط المجموعة العربية. عضو المجموعة العربية محمد خليل الجبوري حمل الحكومة ما جرى رافضا أي لجنة تحقيقية قبل سحب قوات الجيش.
ذوو القتلى أعربوا عن غضبهم مشيرين إلى أن الكثير من المعتصمين انسحبوا من الساحة إلا أن الجيش كان يلاحقهم مطالبين بنقل كل الحقائق.
مدير صحة كركوك الدكتور صديق عمر أعلن أن الكثير من الجرحى نقلوا إلى مستشفيات السليمانية وأربيل ن مؤكدا أن أسباب الوفاة كانت اثر الإطلاقات النارية نافيا وجود آثار السكاكين عليهم .
كما اصدر اللقاء العربي المشترك بيانا طالب فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية شفافة بقرار من مجلس الأمن الدولي حول مجزرة الحويجة وكذلك إخراج قوات الجيش من منطقة الحويجة وتشكيل قوة مرتبة من أبناء الحويجة لحماية المنطقة من قبل أبنائها".
استقالات وهجمات بعد أحداث الحويجة:
أحداث الحويجة دفعت اثنين من الوزراء هما وزير التعليم محمد تميم ووزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي إلى إعلان استقالتهما من الحكومة كما قدم النائب حيدر الملا استقالته أيضا إلى رئيس البرلمان. ووردت أنباء لاحقة عن استقالة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك من منصبه أيضا فيما رفضها زعيم العراقية أياد علاوي.
هجمات متفرقة بعد الحويجة
أحداث الحويجة كان لها تداعياتها في مناطق أخرى من العراق. في بغداد طوقت قوات الأمن منطقة الأعظمية ولم تسمح لأحد بالدخول إليها إلا للساكنين فيها.
وفي منطقة الدورة في بغداد وفي ديالى تعرضت جوامع سنية إلى هجمات مما أدى إلى مقتل 10 أشخاص في الأقل.
وفي الفلوجة خرج الآلاف إلى الشوارع وطالبوا المجموعة الدولية بوقف ما وصفوه بالمجزرة التي تنفذها الحكومة.
وقرب الحويجة سيطر مسلحون لفترة وجيزة على عدد من نقاط التفتيش التابعة للحكومة.
أعمال العنف قتلت حتى بعد منتصف نهار الأربعاء 15 شخصا بينهم 9 من قوات الأمن و3 مسلحين جراء هجمات استهدفت قوات حكومية للثأر لأحداث الحويجة في سليمان بيك في محافظة صلاح الدين، وفي الخالص في محافظة ديالى وكذلك في الموصل.
وفي تكريت وقعت أعمال عنف متفرقة استهدفت قوات الأمن التي انتشرت بشكل مكثف تحسبا لأي طارئ فيما أفاد مراسل إذاعة العراق الحر هناك عبد الله احمد بفرض حظر التجول وتوقف العمل الرسمي في المحافظة بما في ذلك المدارس والمؤسسات الصحية ولازم الناس بيوتهم خوفا مما يمكن أن يحدث، على الرغم من تأكيد الجهات المسؤولة سيطرتها الكاملة على الملف الأمني للمحافظة.
مراقب: حذار.. إنها بوادر تقسيم العراق
أما المحلل السياسي واثق الهاشمي حذر تماما من المقبل من الأيام وأشار إلى بوادر تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم كما ألقى باللائمة على القوات الحكومية في أحداث الحويجة.
978 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع