القمة العربية الـ٢٧.. تغيّر المكان والقضايا واحدة

                           


نواكشوط - الخليج أونلاين (خاص):على وقع أحداث سياسية وعسكرية جسيمة تضرب المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، تنطلق في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الاثنين، أعمال القمة العربية السابعة والعشرين، والتي ستستمر يومي 26 و27 يوليو/تموز، وستكون الأزمات السورية واليمنية العراقية، على رأس أولوياتها، فضلاً عن مناقشة ملف "الإرهاب"، والقضية الفلسطينية، والتدخل الإيراني في المنطقة.

وكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري قد انعقد، السبت، في نواكشوط، وسط تباين في وجهات النظر حول التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية وما جرى تسميته بـ"التدخل التركي في العراق"، كما ناقش الوزراء عدة قضايا؛ من أهمها تجديد أساليب العمل العربي المشترك للتعامل مع التحولات والتحديات التي تعيشها المنطقة.

وبدوره شدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في افتتاح الاجتماع التحضيري، على ضرورة "هزم الإرهاب"، معتبراً إياه "أولوية". في حين دعا نظيره الموريتاني، أسلكو ولد أحمد أيزيد بيه، الدول العربية إلى "تنسيق أكبر مع أفريقيا للقضاء على هذه الآفة".

من جهته أوضح المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، أحمد عفيفي، أن ثمة تبايناً في وجهات النظر العربية حول الموقف من التدخل الإيراني في الشؤون العربية، والتوغل التركي في شمالي العراق.

وأضاف، في مؤتمر صحفي عقده مساء السبت في ختام الاجتماع: إن "التباين يخص مشروعي قانونين؛ أحدهما يتعلق برفض التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية، والثاني حول التوغل العسكري التركي في شمال العراق".

ووفقاً لعفيفي، فإن بعض الدول العربية "تحفظت على الصياغات"، وذلك في إشارة إلى العراق على ما يبدو، غير أن مجلس الوزراء قرر رفع القرارين إلى مجلس الرؤساء لبحثه في اجتماع القمة.

وخلال الاجتماع قرر وزراء الخارجية العرب استمرار دعم الشرعية الدستورية في اليمن، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مؤكدين أن أي مشاورات أو مفاوضات لخروج اليمن من الأزمة لا بد أن تنطلق من المبادرة الخليجية. وجددوا دعمهم للمبادرة الفرنسية للسلام.

وطلب الوزراء من الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، "مواصلة مشاوراته واتصالاته مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومبعوثه الخاص إلى سوريا، ستيفان دى مستورا، ومختلف الأطراف المعنية من أجل تكثيف الجهود المبذولة لتهيئة الأجواء الملائمة لاستئناف جولات مفاوضات جنيف، الهادفة إلى إقرار خطوات الحل السياسى الانتقالي للأزمة التي تشهدها البلاد".

- إدانة واستنكار

وكانت اللجنة الوزارية العربية الرباعية قد عبرت عن "إدانتها واستنكارها لكل التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وطالبت طهران بوقف هذه التدخلات، والكف عن دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية والتخريبية".

كما دعت اللجنة في بيان أصدرته، عقب اجتماعها الثالث على هامش أعمال الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة، إلى "الكف عن التصريحات العدائية والتحريضية والاستفزازية تجاه الدول العربية"، مؤكدة أهمية أن تكون العلاقات مع إيران "قائمة على احترام سيادة الدول ومبدأ حسن الجوار".

اجتماع وزراء خارجية العرب بنواكشوط تحضيرا للقمة

- قضايا سياسية

ومن أبرز المواضيع المطروحة على طاولة القمة العربية النزاعات في سوريا وليبيا والعراق واليمن وتشكيل قوة عربية مشتركة، إضافة إلى بحث آخر تطورات المبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، بحسب اللجنة.

نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، قال في تصريحات على هامش الاجتماع، إن المناقشات "تركزت على الشق السياسي فى مشروع جدول أعمال القمة، والذى تتصدره القضية الفلسطينية، والأزمات التى يشهدها عدد من الدول العربية، وكذلك التضامن مع لبنان ودعم السودان والصومال".

وأضاف بن حلي أن الاجتماع ناقش مشروع الوثيقة الرئيسية التي ستصدر عن القمة وهي مشروع "إعلان نواكشوط"، الذي يتضمن محاور أساسية رئيسية، "تمثل توجهيات القادة العرب للوضع العربى والقضايا العربية الراهنة، وكيفية تجاوز الوضع الراهن، وصولاً إلى إعادة صياغات المواقف العربية لمعالجة هذه الأزمات".

كما ناقش الاجتماع التحضيري التدخلات الإقليمية في الشأن العربي، خاصة التدخل الإيراني والتوغل التركي في شمالي العراق، وبنداً دائماً حول احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث. وقبل أيام قالت مصادر مشاركة في القمة إنه لم يتم البت في مسألة إدراج إدانة محاولة الانقلاب التركية الفاشلة على جدول الأعمال.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر مشاركة في أعمال القمة، أن 9 من الرؤساء والأمراء سيشاركون في القمة التي تعقد تحت شعار "قمة الأمل"، في حين سيغيب 13 رئيساً لـ"أسباب قهرية". وقد أبلغ الزعماء التسعة بحضورهم بشكل مبدئي،‎ مع احتمالية تغيّب بعضهم عن الحضورهم، أو حضور من لم يبلغوا عن المشاركة.

وسيحل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، كوجه جديد، حيث سيشارك للمرة الأولى، كما سيحضر 5 ضيوف في الجلسة الافتتاحية لـ"قمة الأمل".

وبحسب المصادر، فإن حاكم إمارة، وثلاثة من رؤساء الحكومات، ورئيس غرفة برلمانية، و3 وزراء خارجية، سيرأسون وفود بلادهم في أعمال القمة، في حين لم يتضح بعد مستوى المشاركة لـ4 دول أخرى، غاب رؤساؤها وملوكها عن المشاركة. في حين يبقى مقعد سوريا شاغراً بعد تعليق عضويتها في الجامعة العربية، على خلفية الصراع القائم في البلاد منذ 2011.

وفي تصريح سابق، توقع الناطق باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن تحظى القمة بمشاركة رفيعة تتراوح بين 10 إلى 15 من الملوك والأمراء والرؤساء والقادة العرب.

وكان قد شارك في أعمال القمة العربية السابقة، السادسة والعشرين، بمدينة "شرم الشيخ" المصرية 14 رئيساً وملكاً وأميراً من إجمالي 22 دولة عربية، باستثناء سوريا، في حين تراوح مستوى تمثيل بقية الدول العربية ما بين رؤساء حكومات ورؤساء مجالس نيابية ووزراء خارجية وممثلين شخصيين.

وآلت رئاسة القمة المقبلة إلى موريتانيا، التي تستضيفها لأول مرة منذ انضمامها للجامعة قبل أكثر من 40 عاماً، بعد اعتذار المغرب في فبراير/شباط عن استضافتها في أبريل/نيسان الماضي، بمدينة مراكش.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

820 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع