الفساد والتقشّف يتركان البلاد بلا مستشفيات

  

المدى/رؤى زهير شكر:الحصول على الخدمات الصحية أصبح حاجة ملحة لما يقرب من (12) مليون إنسان، حيث تشكو كل مدن البلاد من نقص حاد في المرافق الصحية وما يتوفر منها في الوقت الحاضر يتحمل أكثـر من قدراته الاستيعابية، الامر الذي تسبب بخلل كبير في تقديم الخدمات والعناية الطبية للمواطنين والمرضى منهم على وجه الخصوص. ورغم الموازنات الانفجارية السنوية للحكومات المعتاقبة منذ 2003 الا ان ما أنفق على قطاع الصحّة لم يكن بالمستوى المطلوب.

علما أنّ الإنفاق على الصحّة قفز من (2.7%) من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2003 إلى (8.4%) في عام 2010، وهو ما يعادل نحو (6) مليارات دولار سنوياً، بحسب البنك الدولي، لكن دون وجود تحسن ملموس بهذا القطاع بل انحدار يهدد بوجود مخاطر عدة خاصة في ظل الأزمة المالية الحالية. الإجابة على غالبيّة الأسئلة بخصوص تردي الوضع بكل قطاعاته تسلك طريقاً واحداً : النهب والفساد. وثمّة من يسأل: لكنّ الأمر هنا يتعلّق بأرواح الناس ومستقبلهم. والاجابة حتما ستكون : ما العمل مع بائعي الضمير والسرّاق وفق قانون المحاصصة؟
النقص الحاد في المستشفيات والمرافق الصحية تسبّب بإرباك الوضع الاقتصادي لكثير من العوائل والشرائح الاجتماعية التي وجدت ضالّتها بالسفر الى دول الجوار او دول اخرى مثل الهند لغرض العلاج . ووفقاً لشركة إرنست ويونغ المشرفة على الحسابات الماليّة لصندوق تنمية العراق، فإن وزارة الصحّة تعاقدت بين عامي 2009 و2011 على بناء (8) مستشفيات في (7) محافظات عراقيّة بكلفة نحو مليار و148 مليون دولار، (6) من هذه المستشفيات لم تخصص لها أرض، و(2) منها لم ينجز منها سوى (29 %) من البناء، بالرغم من أنّ موعد التسليم كان في آذار عام 2015. يضاف لذلك استيراد أجهزة وأدوية غير صالحة للاستعمال بمبالغ تقدّر بمليارات الدولارات ذهبت سدى ان لم تكن قد تسببت ببعض المشاكل الصحية لمن استخدمها.
رئيسة لجنة الصحة النيابية سهام الموسوي اعلنت عزمها على فتح ملفات فساد لمسؤولين سابقين في وزارة الصحة متعلقة بتلكؤ مشاريع بناء المستشفيات في بغداد، مشيرة إلى وجود أموال طائلة خصصت لتلك المشاريع. وبينت اللجنة في بيان صحفي أن هناك خللاً في عمل المؤسسات الصحية في مسألة توفير المستشفيات في بغداد والمحافظات الأخرى. مؤكدة أن العراق لم يشهد منذ العام 2003 ولغاية الآن تطوراً في الجانب الصحي رغم الأموال الطائلة التي صرفت في هذا الجانب.
العاصمة بغداد ربما هي الاكثر حاجة لمستشفيات جديدة بسبب الكثافة السكانية وتلكؤ المشاريع الصحية ومنها على وجه الخصوص مستشفى الفضيلية الذي يفترض انه يقدم الخدمات الصحية لمليون شخص تقريبا من سكنة مناطق الفضيلية والعبيدي والبلديات وبغداد الجديدة والمشتل والكمالية وذلك لموقعه الستراتيجي وقيمة عقد بناء المستشفى الذي مازال في مراحله الاولى ( 96) مليار دينار تصميما وتنفيذا وتجهيزا. وعللت الحكومة المحلية سبب تاخر بدء بتنفيذ المشروع بوجود بعض الابنية القديمة من عهد النظام البائد التي اخذت بعض الوقت لإزالتها ورفع انقاضها الى جانب وجود بعض العوائل المتجاوزة على الارض حيث تم تعويضهم واخلاؤهم الى بدائل سكنية ومبالغ مالية.
محافظة بغداد تعاقدت مع كبريات الشركات العالمية لتصميم وتنفيذ وتجهيز خمسة مستشفيات عامة في العاصمة وتحديدا في منطقتي الفضيلية والشعب بسعة (200) سرير وفي منطقة الحرية بسعة (400) سرير وفي مدينة الصدر بسعة (100) سرير ومستشفى في منطقة الاعظمية بسعة (100) سرير.
محافظ بغداد علي التميمي اكد ان العمل في المشروع مستمر على مدى (11) ساعة في اليوم ومن المؤمل ان تقوم الشركة المنفذة بزيادة ساعات العمل لتصل الى (20) ساعة. لافتا: الى ان هذا المستشفى يختلف عن مستشفيي الشعب والحرية باستخدام بعض التقنيات باعتبار الشركة المنفذة هي يونانية وهي من الشركات الرصينة المتخصصة ببناء المستشفيات.
المتحدث الرسمي باسم محافظة بغداد صباح زنكنة اوضح في بيان اعلامي عن المباشرة بصب اعمدة الطابق الارضي للبناية العاشرة والحادية عشرة ضمن مشروع مستشفى الفضيلية العام والنموذجي.
موضحا: ان  المشروع يتألف من (17) بناية ويعتبر واحدا من مجموع خمسة مشاريع مهمة تخدم اهالي العاصمة بشكل كبير وواسع من الناحية الصحية وبمختلف الاختصاصات العلاجية.
في الوقت الذي يتم فيها انجاز مستشفيات لصالح العتبات والاوقاف الدينية بسرعة ودون تلكؤ او تاخير مثلما يحدث في ساحة الاندلس واستمرار العمل بالمستشفى العائد للوقف الشيعي بينما يتوقف العمل بمشاريع عائدة لوزارة الصحة رغم انهما ،اي زارة الصحة والوقف الشيعي، مرتبطان بالحكومة. ومن ضمن المشاريع المتوقفة مشروع مستشفى الشماعية لعدم وجود اي اهتمام من قبل وزارة الصحة لمعالجة المشاكل مع الشركة المنفذة، كذلك مشروع مستشفى النهروان الذي يتسع لـ(200) سرير لم تتجاوز نسبة الانجاز فيه (10– 15%) من قبل شركة اماراتية وهو متوقف حاليا بالكامل.
فيما وصلت نسبة الانجاز بمستشفى الحرية (30%) علما انه ينفذ باشراف كوادر محافظة بغداد وبمدة تنفيذ 1040 يوما كما اعلن لكن الذي يبدو ان الرقم سيزيد ارقاما اخرى ان لم يتضاعف.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

966 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع