أفلام تحكي هنات المجتمعات العربية
في إطار تفعيل الحراك السينمائي عراقيا تقيم منظمة البصرة للثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة -دائرة السينما والمسرح العراقية- مهرجان صادق العلي للأفلام الروائية الطويلة الذي انطلق في السابع عشر من شهر مايو الحالي في المسرح الوطني في بغداد، ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة أفلام روائية طويلة عراقية وعربية وأجنبية وبحضور شخصيات سينمائية مهمة بينها مخرجو ومنتجو وأبطال الأفلام المشاركة.
العرب عبدالعليم البناء:أعلن الفنان غانم حميد لـ”العرب”، مدير مهرجان صادق العلي للأفلام الروائية الطويلة الذي يتواصل حتى الـ19 من شهر مايو الجاري، أن المهرجان أسس على معيار تحريك الركود في التلقي العراقي للسينما، لذلك فإن الأفلام المشاركة جاءت متنوعة واختيرت وفق روحية التلقي العراقي، ومنها الأفلام التي اقتربت من مناقشة الفكر الإرهابي (داعش وأخواته).
ويضيف حميد “ويحتفي المهرجان كذلك بالأفلام التي ارتبطت باهتمامات الناس وإيقاعهم، وارتباطهم بالتطور العلمي عبر اكتشاف جهاز الموبايل وتأثيراته السلبية من خلال الاستعمال السيئ له، فضلا عن المواضيع ذات الأبعاد الاجتماعية التي تتمثل في الأفلام العراقية والإيرانية”.
ويسترسل حميد “منذ زمن ليس بالقصير لم ينبر أحد أو جهة لجلب أفلام مع مخرجيها ومنتجيها، ومنظمة البصرة للثقافة ممثلة بشخص رئيسها صادق العلي وبالتعاون مع وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح العراقية، قد انبرت لتكريس مثل هذه التجربة التي افتقرنا لها طويلا، ويسعى المهرجان لتكريسها أسوة بالمهرجانات النظيرة عربيا ودوليا مع دعوة عامة لعشاق السينما”.
وأشار مدير المهرجان غانم حميد إلى أن “حفل افتتاح المهرجان الذي أقيم في السابع عشر من مايو الحالي في المسرح الوطني، كان مميزا ومغايرا، حيث حمل نكهة البصرة الفيحاء من خلال مشاركة فرقة الخشابة البصرية، وفرقة البصرة للفنون الشعبية التابعة لدائرة السينما والمسرح بتقديم لوحات وفواصل موسيقية تراثية وفولكلورية جسدت تراث البصرة المعروف بأصالته وفرادته، فضلا عن إلقاء كلمات وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح ومدير المهرجان”.
ضد التقاليد
أكد غانم حميد، بقوله “يفخر المهرجان بأن فيلم الافتتاح كان من نصيب الفيلم الروائي العراقي الطويل “صمت الراعي” في أول عرض له داخل العراق، بعد أن حقق نجاحات متميزة في أكثر من مهرجان عربي وأجنبي، وحصد العديد من الجوائز والمراكز المتقدمة، وهو من سيناريو وإخراج الفنان رعد مشتت وتمثيل نخبة من الفنانين المعروفين كمحمود أبوالعباس، وسمر قحطان، وأحمد شرجي، وألاء نجم، ونهار طالب، وإنعام عبدالمجيد وغيرهم، حيث قدم حكاية من ملحمة الألم والوجع العراقي الطويل”.
ويزاوج فيلم “صمت الراعي” بين سلطتي العشيرة والحكومة، وبقدر ما ينتقد الحكومة فإنه يرى أن سلطة التقاليد القبلية في المجتمع العراقي وهيمنتها مؤشران على أمراض المجتمع.
ويوجه المخرج رعد مشتت انتقادات للعشيرة التي لم تفكر، إلاّ في الجانب السلبي تجاه الفتاة، ففي عام 1987، وقبل انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية بسنة واحدة، اعتادت ابنة شيخ قرية قرب مدينة السماوة (جنوب العراق) جلب الماء من النهر كل صباح، لكن زهرة ذات الـ13 ربيعا ذهبت يوما إلى النهر ولم تعد، لتتحول قصتها لاحقا إلى موضوع لفيلم “صمت الراعي”.
ويروي فيلم “صمت الراعي” القصة الحقيقية التي تبدأ عندما تُنزل سيارات تابعة للجيش العراقي عددا من أبناء القومية الكردية من شمال العراق لدفنهم بالقرب من النهر في مقبرة جماعية، حيث ينتبه أحد الجنود إلى وجود زهرة هناك فيقتلها ويدفنها مع الأكراد، في حين لم ينتبه إلى وجود راع بالجوار أيضا ليكون الشاهد الوحيد على الجريمة، والذي ظل صامتا طوال 15 عاما خوفا على حياته.
مغايرة وتميز
بخصوص الأفلام المشاركة، قال مدير المهرجان “بالإضافة إلى فيلم “صمت الراعي”، فإن العراق يشارك أيضا بفيلم “سر القوارير” للمخرج علي حنون، في حين تشارك سوريا بفيلمي” فانية وتتبدد” للمخرج نجدت أنزور، و”رسائل الكرز” للنجمة سلاف فواخرجي في أولى تجاربها الإخراجية، ومن لبنان يشارك فيلم “هلاّ لوين” لنادين لبكي”. وتشارك في المهرجان أيضا مصر بفيلم “شكة دبوس” للمخرج الطليعي أحمد عبدالله، وتمثلت مشاركة إيران بالفيلم الروائي “قطعة من القند” للمخرج محمد رضا رحيمي.
وينافس على المسابقة الرسمية للمهرجان كل من فيلم “شكة دبوس” لأحمد عبدالله من مصر، و”ثانية وتتبدد” لنجدة أنزور، و”رسائل الكرز” لسلاف فواخرجي من سوريا، ومن لبنان “هلاّ لوين”، ومن تونس “زهرة حلب” لرضا الباهي، ومن إيران فيلم “برلين 7”، ومن العراق “سر القوارير” لعلي حنون.
وتعقب عرض هذه الأفلام التي تعرض على فترتين صباحية ومسائية وبمعدل فيلمين في كل فترة، جلسات نقدية يديرها الناقد السينمائي مهدي عباس وتشارك فيها نخبة من أبرز نقاد السينما في العراق.
وختم مدير المهرجان غانم حميد قائلا “وبناء على المغايرة والتميز في حفل الافتتاح سيكون حفل الختام كذلك، حيث سيشهد مشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية بقيادة المايسترو كريم وصفي، مع عرض فيلم المخرج السوري نجدت أنزور “فانية وتتبدد” الذي يقدم محاجة سينمائية لفكر داعش، فضلا عن توزيع الشهادات التقديرية وجائزة المهرجان على مخرجي الأفلام المشاركة التي هي عبارة عن منحوتة فنية جميلة ومعبرة صاغها بإزميله الفنان التشكيلي الرائد عبدالحميد الزبيدي”.
599 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع