هذه شهادة شاهد عيان على جزاء وحدث من احداث تاريخ العراق القريب البعيد كما رواها شاهد عليها...
مؤيد الناصر
شاهد عيان يتحدث ..... شيء من التأريخ ...!!
هاهو العقد السادس من العمر قد أزفت نهايته والسنين تعدو بسرعة والاحداث تتلاحق وقطار العمر يسير بأقصى سرعته وهناك محطات شخصية يتوجب توثيقها كي لاتضيع مثلما ضاعت سنين العمر... أرتأيت ان اكون شاهد على تاريخ شاهدته بعيني وبأمانة من خلال محطات سأنشرها تباعا خدمة للتوثيق ومنها لتعميم الفائدة ...
نـــزار يـاســر الحيــدر / أيلول 2012 .
عندما تزوج حسين كامل
من يتتبع سيرة حسين كامل سيجده انسانا عاديا ولا يتميز عن غيره الا كونه من اولاد عم الرئيس السابق صدام حسين فقد بدأ حياته عسكري في حماية صدام لكنه ترقى بسرعة الصاروخ حتى وصل الى رتبة فريق اول ونصب وزيرا للدفاع ووزيرا للصناعة والتصنيع العسكري حتى انشق عن نظام صدام وهرب الى الاردن ثم عاد الى العراق وقتل هو واخيه ووالده في داره بعد معركة دامية قادها ضده عمه على كيمياوي واولاد صدام وحمايتهم في منطقة السيدية في بغداد.
اما سر صعوده الصاروخي وتبوئه اعلى المسؤوليات واخطرها هو بعد ان زوجه صدام ابنته الكبرى ( رغد) بالعناد مع اخيه غير الشقيق برزان الذي ارادها لولده (محمد) وهي لم تكمل بعد 14 سنة !! ونتج عن هذا النزاع عزل برزان من رئاسة جهاز المخابرات العراقية وتعيينه سفيرا للعراق في الامم المتحدة في جنيف وعقد قران حسين كامل على رغد خلال 24 ساعة . كان هذا كله قد حدث في الخميس وصباح الجمعة من شهر آب عام 1983 .
أما انا فقد كنت حاضرا لاحد فصول هذا الزواج رغما عن انفي وبالمروة !!! فكيف كان ذلك والجواب عليه هو بسبب امتهاني لمهنة بيع المجوهرات التي ورثتها عن والدي !!! ففي صباح يوم الجمعة والذي اعتدت ان يكون يوم اجازة لي أتصل بي أبن عمي (أبو فارس) تلفونيا حيث كان لديه بعض الاشغال الضرورية في محله الذي يقع مقابل محلي في شارع النهر ليخبرني بأن شابين من الامن الاقتصادي جاءوا يسألون عنك لأنهم يعرفون أنك أبن عمي ولأن محلك مغلق ذلك اليوم فقد الحوا وكرروا الاسئلة ليعرفوا أين تكون أنت فقال لهم ابو فارس لااعرف واعتقد انه ذهب لشراء طابوق لانه يبني دارا هذه الايام فقالوا نحن نريده حتما ويجب ان نراه فورا فطلب منهم ان يمهلوه كي يسأل ويتأكد أين أكون فذهبوا لمشوار قريب وأتصل بي وكلمني بشأن هؤلاء عناصر الامن الاقتصادي فقلت له سأحضر بنفسي لأرى ماذا يريدون فقلقت كثيرا وقررت الذهاب الى شارع النهر فطلب مني المرحوم والدي ان يأتي معي خوفا علي فرافقني الى هناك فوجدتهم جالسين في محل ابن عمي ابو فارس فقالوا لي نريد ان نبلغك بضرورة الذهاب الى استعلامات القصر الجمهوري فورا لان مدير أمن القصر طالبك بالاسم وارسلنا شخصيا كي نبلغك بهذا الموضوع فهل تبلغت ؟؟؟ قلت لهم تبلغت فذهبت انا والمرحوم والدي الى استعلامات القصر الجمهوري وهناك سألت عن مدير أمن القصر فأجابني من يجلس على كاونتر الاستعلامات هل انت فلان الفلاني ؟؟ قلت لهم نعم قال السيد مدير الامن يريد مكالمتك فأدار التلفون ووضع السماعة بيدي بعد ان عرفني لديه فقال لي بعد ان رد تحيتي نريد منك ان تجلب لنا مجموعة من أطقم ألماس وقطع جميلة وراقية من المجوهرات فقلت له اليوم جمعة وهي عطلة ونحن نضع البضاعة في الخزائن والسوق مغلق وعملية الدخول اليه مجازفة فهل يمكننا ان نؤجل الموضوع ليوم غد السبت فذلك سيكون افضل واسهل ويمكننا ان نريك اشياء كثيرة ؟؟ قال كلا نحن نريد المجوهرات الآن !!! ويمكنك ترك سيارتك قرب الاستعلامات وسياخذك الاولاد بسيارتنا الى شارع النهر وبحمايتهم وتجلبون ما نريد..
عندها فهمت انني مرغم على فعل مايريدون فتركنا سيارتنا واستقلينا انا ووالدي احدى سيارات الحماية وركب معنا شخص والسائق وفي طريقنا الى شارع النهر سألت السائق عن سبب ما يحصل ولماذا هذه العجلة فسرد لي كل مايحصل فقال:
( السيد الرئيس قرر يوم امس مساءا تزويج ابنته رغد الى حسين كامل ؛مدير أمن القصر؛ ونحن مشغولين منذ الصباح الباكر بجلب قاضي بغداد الاول ليعقد القران وجلب وتحضير كل مستلزمات العرس وانت بالذات كنا نبحث عنك ولم نستطيع الا عن طريق الامن الاقتصادي !!)..
ففهمت الموضوع ووصلنا الى محلي وفتحناه والشارع كان شبه فارغ من المارة واستطعت ان اجلب معي مجموعة من المجوهرات وعدنا الى القصر الجمهوري حيث دخلناه بسهولة لاننا نستقل واحدة من سيارات الحماية حيث توقفت عند مجمع جميل لاسكان الحماية يطل على مسبح كبير فطرقنا الباب على احدى الشقق فاذا بحسين كامل يفتح الباب لنا وهو يرتدي ( دشداشة) بيضاء ويبدوا انه كان مستلقيا على سرير خشبي فأعتذر مني وطلب ان يشاهد المجوهرات التي جلبتها له فأستحسنها وطلب مني ان ااخذها لاريها الى أم عدي !!؟ فذهبنا تقلنا السيارة نفسها داخل القصر الجمهوري حتى وصلنا الى منطقة تحيطها اسلاك (بي آرسي)بارتفاع اكثر من ستة أمتار وامامه كتل كونكريتية كبيرة وفيها بوابة يقف خلفها مجموعة من افراد الحماية وبعد ان عرف من اصطحبنا وتأكدوا من هوياتنا واتصلوا بمدير الامن ( الرائد حسين كامل ) فتحوا لنا البوابة ودخلنا الى ساحة كبيرة جدا يقع على يسارها بيت بسيط عادي مثبت على جانبي بوابته الحديدية (أم سبع عيون)زرقاء وكبيرة جدا يصل قطرها الى 40 سنتمترا فدخلنا البيت وجلسنا في صالتها الصغيرة نسبيا وبعد ان ضيفنا بعصير بارد انا والمرحوم الوالد..
دخلت علينا أم عدي هي وابنتها رغد والتي كانت صاحبة وجه طفولي ولن يلاحظ عليه اي سمات النضج الانثوي !!! فقمت بعرض المجوهرات عليهن وبعد ان اختارن احد السيتات قالت لي ام عدي اخبر حسين باننا اخترنا هذا السيت فلملمت بضاعتي وغادرنا الدار ووصلنا عند حسين مجددا واخبرته بأنهن اختارن هذا السيت فقال اتركه عندي وسارسل لك ثمنه غدا فتركته وعدت وانا متعب ومرعوب ومندهش لكل ما سمعت وما رأيت وفي اليوم الثاني جائني احد افراد الحماية ودفع ثمن السيت .
بعد أيام انتشر خبر الزواج وشاع بالاوساط البغدادية وبنفس الاسبوع سمعت انهم اقاموا حفلا كبيرا جدا في فندق الرشيد احياه كل فناني الاذاعة والتلفزيون ....شكرا لكم.. الحي يزكي عمل الخيرين .
{jacomment off}
929 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع