شفق نيوز/ ناشدت مجموعة من الأكاديميين والمثقفين المصريين، زعماء وقادة اقلمي كوردستان ان يسعوا لإيجاد حل توافقي للأزمة السياسية الراهنة في الإقليم، ويستفيدوا من دروس الماضي.
وجاء في الرسالة المفتوحة "السادة الزعماء والقادة، نحن مجموعة من المثقفين المصريين المهتمين بالقضية الكردية، والذين يحرصون فى فعالياتهم على التجربة الكردية التي يقودها إقليم كردستان منذ ما يقرب من ربع قرن من الزمان، تمكن خلالها من تجاوز عراقيل عديدة إلى أن وصل إلى مالا كان أحد يتصور تحقيقه".
تمضي الرسالة بالقول "لقد كان لإيجابيات تجربتكم، والتى جعلت من إقليم كردستان العراق واحة الأمن والأمان مارفع رؤوسنا بين من كان يعارضنا ويشكك فى إمكانية تحقيقكم لأى شيء، لقد كنا ومانزال نؤيد، وندعم رغبة شعبكم وحقه فى تحقيق طموحاته المشروعة كسائر شعوب الأرض، وفق القوانين والمواثيق الدولية، لكن ماحدث مؤخراً من أزمة سياسية خطيرة، وتعثركم فى عدم التوصل إلى حلٍ توافقيٍّ، جعل تلك الأزمة تنتقل من الغرف المغلقة إلى الشارع، وبما يهدد، لا قدر الله، بفوضى عارمة تحرق الأخضر واليابس، وهو مايشعرنا، ونحن الحريصون عليكم وعلى تجربتكم، بالتخوف من تكرار أحداث التسعينات الدموية المريرة، والتي كان الخاسر فيها هو الشعب الكردي وقضيته العادلة، والكاسب فيها عدو الشعب الكردي".
تتابع الرسالة "إن أحداث التاريخ على مدى قرنٍ مضى، تثبت بأن الكرد يتحملون جانباً من المسؤولية عن إخفاقات الحركة الكردية، حيث وصفهم البعض بأصحاب الخيارات الخاسرة، إن ذلك يتضح في الانحياز الكردى إلى كمال أتاتورك، عند تأسيس الدولة التركية في عشرينات القرن الماضي، والذى انقلب عليهم بعد ذلك، وفي جوانب من تجربة قاضي محمد عام 1946م، وفي بعض سياسات المسؤولين الكرد في ستينات وسبعينات القرن الماضي، حيال بعضهم وتجاه حكومات الدول التي تتقاسم أراضي كردستان، ثم مروراً بالخيانات الأمريكية للآمال الكردية في ظل التطورات الدولية المتصاعدة حينذاك".
تردف الرسالة "السادة الزعماء والقادة: إن أفضل تعريف للإنسان أنه (حيوان ذو تاريخ)، فمن لا يتعظ من الماضي، مستثمراً إيجابياته ومتجنّباً سلبياته، لا مستقبل له، إننا نناشدكم من قاهرة المعز، بضرورة وأهمية الخروج سريعاً من هذه الأزمة، فالذئاب فى الغابة السياسية يتلمظون تهيئاً لالتهام المائدة الكردية، ولن نوصيكم بحلول معينة، فكلنا ثقة أنكم جديرون بإيجاد حلٍ توافقي في أسرع وقت ممكن، لأن الأحداث الإقليمية والدولية التي تجري حالياً، أكبر من أي اختلاف داخلي، إن الفرصة أمامكم سانحة، فإن ضيعتموها حالياً فلن تتكرر إلا بعد عقود طويلة، ولن يرحمكم التاريخ، إن إعلاءكم للمصلحة العامة فيه تقديرٌ لشعبكم، وتقدُّمٌ هائلٌ لقضيتكم، وتقريرٌ لمصيركم، وخزي وانهزام لعدوكم، واحترام العالمِ لكم، والأهم مما سبق: عدم إهدار كل قطرة دم سالت من الأجساد الطاهرة لشهدائكم وجرحاكم على مدى السنوات الطويلة الماضية".
واختتم المثقفون المصريون رسالتهم بالقول «إننا لا نتكلم من خلال الغرف المكيفة؛ وإنما نتحدث وأيدينا في النار، وقلوبنا تنفطر، ونتوق إلى نتائج تؤكد للآخرين حُسن ظننا بكم. ونستحلفكم بكل عزيز ألا تخذلونا فنحن لم نرسل هذه الرسالة إلا من منطلق الحب والأمنيات الطيبة والله وليّ التوفيق».
الرسالة حملت توقيع كل من الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، رئيس مركز ابن خلدون، ورجائى فايد كاتب ومحلل سياسى، رئيس المركز المصرى للدراسات والبحوث الكردية، ومحمد حسن البنا، كاتب صحفى، رئيس تحرير صحيفة الأخبار السابق، وعلى بدر خان، فنان ومخرج سينمائى، والدكتور محمود زايد، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر.
649 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع