«نثريات» الوزراء وكبار المسؤولين تتجاوز ٢ تريليون دينار سنويا تحت بند «سلف تشغيلية»

               

محافظ ينفق 64 مليون دينار على وجبة غداء.. ووزير لدى العبادي يرمم منزله بمليار و400 مليون
«نثريات» الوزراء وكبار المسؤولين تتجاوز 2 تريليون دينار سنويا تحت بند «سلف تشغيلية»

صحيفة العالم/بغداد ـ محمد الهادي:تتجاوز نثريات الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة 2 تريليون دينار سنويا، وتشتمل على تأجير وترميم منازل وتأثيثها، وفواتير هواتف مفتوحة، وكذلك الايفادات المستمرة طوال العام؛ حيث يقول سياسيون ونواب سابقون إن أحد وزراء العبادي "رمم منزله بمليار و400 مليون دينار"، كما تجاوزت تكلفة وجبة غداء لأحد المحافظين 64 مليون دينار.
ويشير السياسيون الى أن رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي كان يتسلم نثريات مناصب وزارتي الدفاع والداخلية ومكتب القائد العام ومكتبه بصفته رئيسا للوزراء اضافة الى نثريات رئاسة الوزراء.
فيما أوضحت اللجنة المالية في مجلس النواب أن ذلك الهدر في المال العام يصرف تحت عنوان "سلف تشغيلية"، مؤكدة أن وزيراً معيناً "أنفق في عشرة أيام 25 مليون دينار".
وأكدت عضو اللجنة ماجدة التميمي، أن لجنتها طلبت من رئيس مجلس الوزراء ارسال تفصيلات كاملة عن عمليات الصرف في موازنة 2016، وأضافت كذلك أن لجنة النزاهة البرلمانية، تتابع حاليا، ملفات "السلف" السابقة، لإجراء تحقيقات واحالتها الى هيئة النزاهة.
ويقول النائب والوزير السابق وائل عبد اللطيف في حديث لمراسل "العالم" ان مصاريف ونثريات الوزراء وبعض المسؤولين تتجاوز 2 تريليون دينار سنويا، معتبرا تلك المبالغ تكلف الموازنة العامة "حملا ثقيلا" في ظل الازمة التي يعيشها البلد.
ويواجه العراق عجزا ماليا كبيرا، وتكمن الخطورة في كيفية سداد هذا العجز في الظروف الحالية مع استمرار العمليات العسكرية وتراجع إنتاج النفط وتدني أسعاره.
واقر مجلس الوزراء في تشرين الأول الماضي مشروع قانون الموازنة الاتحادية لسنة 2016، بمجموع نفقات يبلغ 106 تريليونات دينار، وبعجز متوقع يبلغ 29 تريليون.
وتشمل "نثرية" الوزير، بحسب عبد اللطيف، "تأجير بيت وايفادت مستمرة وفواتير هواتف مفتوحة، اضافة الى تأثيث وترميم المنازل وغيرها من المصاريف الاخرى"، لافتا الى ان "احد الوزراء رمم منزله بمليار و400 مليون دينار".
ويزعم عبد اللطيف أن محافظ البصرة ماجد النصراوي صرف على وجبة غداء واحدة مبلغا تجاوز 64 مليون دينار، ما يؤشر "عمليات هدر كبير في العام".
واكد القاضي والسياسي البصري ان "رئيس الوزراء السابق نوري المالكي كانت لديه نثرية رئيس وزراء وأخرى للقائد العام للقوات المسلحة، ومكتب القائد العام، مع نثريات وزارتي الدفاع والداخلية".
يشار الى ان مجلس الوزراء شكل في كانون الاول الماضي خلية أزمة حكومية وخلايا مماثلة في كل وزارة، لتقليص النفقات بعد أن تأثر العراق بشكل كبير بانخفاض أسعار النفط وزيادة الإنفاق في المجال العسكري لتلبية متطلبات معركته ضد "داعش".
وتعتمد الحكومة على الموارد النفطية لتوفير موارد ميزانيتها العامة بنسبة تفوق الـ95 بالمئة.
وفي اب الماضي، اصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي امراً ديوانياً يقضي بتقليص عدد اعضاء مجلس الوزراء الى 22 عضوا بدلا من 33 عضواً، من خلال الغاء المناصب الوزارية لوزارات حقوق الانسان والدولة لشؤون المرأة والدولة لشؤون المحافظات وشؤون مجلس النواب، فضلا عن وزارة الدولة.
كما امر العبادي بدمج وزارة العلوم والتكنولوجيا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ودمج وزارة البيئة بوزارة الصحة، فضلا عن دمج وزارة البلديات بوزارة الاعمار والإسكان، ودمج وزارة السياحة والآثار بوزارة الثقافة.
عضو اللجنة المالية في مجلس النواب ماجدة التميمي اوضحت في تصريح لـ"العالم"، ان "نثريات الوزراء والوكلاء والمستشارين لا تأتي في الموازنة العامة كنثرية، وإنما تأتي تحت مسمى سلف تشغيلية".
واضافت التميمي ان "احد الوزراء صرف بغضون 10 ايام بحدود 25 مليون دينار، في وقت يمر العراق بأزمة مالية خانقة".
واكدت أن اللجنة المالية تعكف حاليا على "متابعة تلك التفاصيل، وإجراء تحقيقات فيها، ومن ثم احالتها الى هيئة النزاهة"، مشيرة الى ان لجنتها طالبت الحكومة بـ"ارسال كامل التفصيلات عن الفقرات المتعلقة بعمليات الصرف في موازنة العام المقبل".
وكان عضو اللجنة المالية النيابية هيثم الجبوري، اوضح في حديث سابق مع "العالم" أن نفقات وزير المالية هوشيار زيباري وحماياته تكلف الخزينة مبالغ طائلة، مشيرا الى ان مجلس النواب يعتزم استجوابه خلال ايام.
وقال الجبوري ان الدولة تصرف على ايجار بيت زيباري 188 مليون دينار سنويا، في حين ان التعليمات لا تجيز صرف اكثر من 36 مليون دينار، لافتا الى ان "نفقات وقود سيارات موكب وزير المالية تبلغ نحو 100 مليون دينار سنويا ايضا".
وأشار الجبوري الى ان "نثرية مكتب زيباري تبلغ 25 مليون دينار شهرياً، فيما تجاوزت نفقات سفره الى عمّان بطائرة خاصة 90 الف دولار".
واختتم بان "رئيس الوزراء حيدر العبادي حدد حمايات الوزير بثمانية افراد، بينما يبلغ عدد حمايات زيباري 527 شخصا".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع