وثائق وخطب وأشعار النواب والمسؤولين الحاليين في مدح صدام حسين سابقاً تشكل صداعاً لهم وتحرج العبادي

              

بغداد ـ العباسية نيوز:يروي رئيس الحكومة السابق نوري المالكي انه اضطر في بداية  حكومته الاولى عام 2006 الى الاستعانة بعدد من الضباط والقيادات البعثية السابقة واستثناءهم من قوانين الاجتثاث رغم اعتراضات احمد الجلبي وعبدالعزيز الحكيم  لحاجة الجيش والاجهزة الامنية الى خبراتهم ابرزهم اللواء طالب اشغاتي وعين رئيسا لجهاز مكافحة الارهاب واللواء عبود قنبر واختير معاونا لرئيس اركان الجيش واللواء علي غيدان ونسب للعمل معاونا لقائد القوات البرية قبل ان يتولى قيادتها والعقيد فاروق الاعرجي ونسب لرئاسة مكتب القائد العام واللواء جميل الشمري واللواء مهدي الغراوي واللواء عثمان الظالمي وعينوا قادة لشرطة ديالى والموصل وعمليات الفرات الاوسط اضافة الى آخرين.

ويضيف المالكي انه بعد صدور قرارات اعادة الوجبة الاولى من الضباط الى الخدمة فوجيء بعبدالعزيز الحكيم يقتحم مكتبه الرسمي متحاملا على مرضه وهو في حالة انفعال شديدة ويقول له بلا مقدمات بلهجته النجفية (اشتسوي.. تجيب البلاء علينا ؟) فطمأنته وخففت من هياجه ـ والكلام للمالكي ـ وقلت له: سيدنا لا تخاف هؤلاء يحمونك ويحموني وخلي (الشغلة) علي.

واذا كان العسكريون السابقون يبررون تعاونهم مع الحكومات التي اعقبت الاحتلال الامريكي على اساس انهم مهنيون ومحترفون وينفذون تعليمات وأوامر الجهات العليا فان المدنيين وخصوصا من السياسيين والوزراء والنواب والمسؤولين الحاليين ممن عرفوا ببعثيتهم او علاقاتهم مع الرئيس السابق صدام حسين يجدون صعوبة في تبرير تعاونهم مع حكومتي المالكي السابقتين وحكومة العبادي الحالية ويضطرون في أحيان عدة الى انكار صلاتهم بالنظام السابق ونفي انتسابهم الى حزب البعث غير ان الوثائق المحفوظة وخطبهم السابقة تدينهم وتظهرهم كمرتدين وانتهازيين في نظر الشعب العراقي.

ويعاني خالد الملا القيادي في المجلس الاعلى وعضو الدورة الاخيرة للمجلس الوطني (الملغى) ولطيف هميم رئيس الوقف السني حاليا ومستشار الرئيس صدام للشؤون الدينية حتى عام 2003 والشاعر علي الشلاه رئيس شبكة الاعلام ونائب رئيس منتدى الشعراء الشباب لسنوات طويلة والنائب عن البصرة والقيادي في ائتلاف دولة القانون عبدالسلام المالكي عضو المجلس الوطني السابق والصديق الشخصي للرئيس السابق والنائب (التعويضي) عن محافظة صلاح الدين مشعان الجبوري الوكيل التجاري لعدد من اركان النظام السابق والنائب عن محافظة الانبار سعدون الدليمي مسؤول معهد التطوير الامني في مديرية  الامن العامة والنائبة حنان الفتلاوي رئيسة شعبة الخنساء في اتحاد النساء بالحلة من كوابيس انتماءاتهم ومواقفهم السابقة التي يعمدون الى اخفائها ويسعون الى التستر عليها حتى ان بعضهم اضطر الى شراء وثائق وصور وافلام بمبالغ عالية من (فضوليين) كانوا يحتفظون بها خشية عرضها في القنوات الفضائية وشبكات الانترنيت واليو تيوب وغيرها من صفحات التواصل الاجتماعي.

ويقال بهذا الصدد ان خالد الملا اشترى اعدادا من صحف بابل والقادسية والثورة والجمهورية والعراق بمبالغ مرتفعة كانت قد نشرت صوره وخطبته (العصماء) وهو على رأس وفد شعبي من محافظة البصرة قدم الى بغداد لتقديم التهنئة الى عدي صدام حسين لمناسبة شفائه من عملية الاغتيال (الغادرة) التي تعرض لها في نهاية عام 1996، والامر نفسه ينطبق على الاخرين من شاكلته.

ويواجه رئيس الوقف السني لطيف هميم المشكلة ذاتها ولا يستطيع مسح مئات الصور والافلام والمقالات في مدح صدام عن الذاكرة العراقية التي تختزن مواقفه السابقة وهو يلقي خطبا في جوامع بغداد ويحمل الكلاشنكوف في يده اليمنى ومقالاته التي كان يكتبها في صحيفته (الرأي) وسفراته الى خارج العراق مبعوثا عن النظام السابق.

وما يعاني منه الملا الذي بات واحدا من قياديي المجلس الاعلى برئاسة عمار الحكيم وهميم المقرب من مكتب اية الله علي خامنئي الايراني يعيشه آخرون منهم الشاعر علي الشلاه وهو يرتدي بدلة الجيش الشعبي وحنان الفتلاوي القيادية في اتحاد النساء احدى واجهات حزب البعث في الحلة ومشعان الجبوري الذي تحول من مصور صغير في جريدة (الثورة) الى احد كبار الاغنياء في العراق يصدر الاسمدة والسمنت والتمور الى بلدان العالم لصالح اركان النظام السابق وسعدون الدليمي الذي يعود اليه الفضل في تدريب الالاف من ضباط الامن على وسائل التحقيق (الحديثة) وقد كافأه اللواء فاضل البراك مدير الامن العام عام 1985 واوفده الى بريطانيا لنيل شهادة الدكتوراه التي لم يحصل عليها بسبب طرده من قبل السلطات البريطانية عقب احداث الكويت في آب 1990 لظهور اسمه ضمن مسؤولي حزب البعث والاتحاد الوطني لطلبة العراق في المملكة المتحدة وايرلندا.

ويتردد بهذا السياق بان هميم تمكن من شراء نسخ بعضها تالف لفلم يجمعه مع صدام وهو يجلس الى يمينه ويلقي خطبة بليغة في حضرته الا ان احد اصدقائه القدامي ممن لم يغير قناعاته السياسية وزرع الفلم على شبكات التواصل الاجتماعي والتقطته قناة (البغدادية) وعرضته مع تعليقات انور الحمداني الساخرة مما شكل صدمة لهميم الذي (يجاهد) لتأكيد ولائه للاحزاب الشيعية وخصوصا حزب الدعوة الحاكم واحراجا لرئيس الحكومة حيدر العبادي الذي وافق على تعيينه رئيسا للوقف السني.

ولم يكن في بال النائب عن البصرة عبدالسلام المالكي وهو شقيق صباح المالكي شيخ عشيرة (البو مالك) ان قصيدته الشعبية في مدح صدام حسين في عام 2002 بالقصر الجمهوري ستكون مادة للاستهزاء به على شبكات الانترنيت وهو اليوم من اشد انصار نوري المالكي يدافع عنه ويهدد من يتعرض له. 

المصدر:

http://alabasianews.com/news.aspx?id=59964&group_key=top_news&lang=ar

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

708 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع