كريم ناصر.. الفطرة حينما تصنع مبدعاً

                

لم يدرس الرسم.. وتأثّر بفائق حسن
الصباح/بغداد ـ كوكب السياب:لم يتلق كريم ناصر، وهو فنان تشكيلي من محافظة واسط، تعليما في فن الرسم، كما أنه لم يحصل على أية شهادة أكاديمية في هذا المجال، غير أنه وظّف موهبته الفطرية في تحقيق شهرة واسعة على صعيد العراق، لينال لقب «الفنان الفطري»، مقدما لوحاته التي نالت إعجاب المختصين وأخذت حيزاً كبيراً في مجال المعارض التشكيلية التي تقام في أماكن شتى من محافظات العراق.

كريم ناصر، ذو الثلاثة والخمسين ربيعا، يبدو شكلا كأنه أكبر من عمره، حيث لحيته البيضاء، وزيّه متمثلا بالعقال الجنوبي الذي زاده وقارا وجعله أشبه ما يكون بواجهةٍ عشائرية لا علاقة لها بالتشكيل، ولد في قضاء الحي بمحافظة واسط، ومنذ طفولته كان مولعاً بالألوان والرسم والخط العربي، متناولا أي شيء يقع أمام عينيه ليجسده على الورقة.
يقول ناصر في حديثه مع «الصباح»:

  

«منذ صباي كنت أقضي معظم أوقات فراغي على جرف شاطئ الغراف، أتأمله بعشق وأرسم على رماله ماسكا بيدي غصن شجرة كأنه فرشاة»، مضيفا: «بعدها بدأت أحلامي تكبر وتأملاتي تتجسد في الورق، وصرتُ أطلع على الأعمال الفنية المتنوعة، وأحاول تقليدها، حتى صار الرسم هوايتي المفضلة التي تميزت بها عن بقية أقراني» ولأنه أراد كسب قوت عيشه بنفسه، ترك دراسته وعمل رساما وخطاطا، وبدأ يختلط بالفنانين التشكيليين الذين شجعوا موهبته ودعموه، كما أقدم على ترك وظيفته في وزارة الصحة في العام 1993 بسبب قلة الراتب، وبعد التغيير حاول أن يعود إلى وظيفته، لكن دون جدوى: «حصروا العودة بالسجناء السياسيين وعائلات الشهداء، وهذا الأمر لم يشملني رغم أني أمتلك خدمة 17 عاما».

      

نقطة التحول لدى الفنان الفطري كريم ناصر كانت في ثمانينيات القرن الماضي، حينما حصل على فرصة حضور درس الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة، رفقة صديق له يدعى صالح مهدي، وهذا الأخير كان يتحدث لناصر كثيرا عن فنان وأستاذ اسمه فائق حسن.ويؤكد ناصر أنه تعلم خلال حضوره بعض محاضرات الفنان فائق حسن، «أسرار التلوين» و»الجرأة» في استخدام الفرشاة، فضلا عن تعلم زوايا الظل والضوء وانعكاساته، وهذا ما يبدو جليا في لوحاته، لافتا الى أنه تأثر كثيرا بالراحل فائق حسن.

  


يحتفظ الفنان كريم ناصر بعلاقات طيبة مع الكثير من الفنانين التشكيليين منهم مؤيد محسن وحسين علوان وعلي نعمة وناصر حسن خانة وشاكر خالد وندى الحسناوي وليلى مراد وسماح الآلوسي، ويشير الى أنه على تواصل دائم بهم، ويلتقي بأغلبهم في شارع المتنبي، لاسيما في المعارض التي تقام في أروقة المركز الثقافي البغدادي أو في وزارة الثقافة، منوها بأنه اشترك في الكثير من المعارض التي شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا، حاصلا على شهادات ودروع كثيرة منها شهادة الإبداع للعام 2014 التي يمنحها اﻻتحاد العربي اﻻلكتروني.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

973 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع