تفاصيل اجتماع الدوحة للمصالحة العراقية تحت رعاية الامم المتحدة وامريكا وروسيا ومجلس التعاون‏

             

الدوحة استضافت اجتماعاً للمصالحة العراقية برعاية الأمم المتحدة
اجتماع الدوحة انجز وثيقة سياسية وعسكرية واقتصادية شاملة وخول سليم الجبوري بحملها الى حيدر العبادي وفؤاد معصوم

الدوحة ـ بغداد/ العباسية نيوز:ذكرت مصادر مطلعة تتابع اجتماعات القيادات العراقية في الدوحة ان ابرز المشاركين فيها هم عبدالصمد الغريري عضو القيادة القطرية لحزب البعث، والفريق صباح العجيلي قائد المجلس العسكري والشيخ جمال الضاري مندوبا عن هيئة العلماء المسلمين والشيخ زيدان الجابري رئيس المجلس السياسي والشيخ خميس الخنجر الامين العام للمشروع العربي السني والشيخ علي الحاتم أمير عشائر الدليم والشيخ عبدالرحمن العاصي شيخ عشيرة العُبيد ورافع العيساوي وزير المالية الاسبق وسليم الجبوري رئيس مجلس النواب والنائبين عن اتحاد القوى السنية احمد المساري ومحمد الكربولي اضافة الى عدد من ممثلي المقاومة العراقية في سنوات (2003 ـ 2011) ضد الاحتلال الامريكي، في حين لم يتيسر لنائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي حضورها لسفره المفاجئ الى تركيا.
 
واستنادا الى معلومات حصلت عليها (العباسية نيوز) من الدوحة فان المجتمعين انجزوا وثيقة سياسية تتضمن مباديء تقوم على حشد الجهود الوطنية لاحداث عمليات اصلاح سياسي واسعة في النظام القائم تعتمد على العدل والمساواة بين المواطنيين العراقيين وحريتهم في التعبير والعقيدة والانتماء السياسي والغاء تشريعات العزل السياسي المتمثلة بقوانين الاجتثاث سيئة الصيت وخلق اجواء لممارسة التعددية الحزبية بلا اقصاء او تمييز واجراء مصالحات وطنية حقيقية وبدون شروط مسبقة تتيح لجميع القوى السياسية الراغبة فيها بالمشاركة بلا عزل او استبعاد وبناء جيش واجهزة امنية وفق ضوابط مهنية بعيدا عن الاحزاب والمليشيات الطائفية ورسم سياسات اقتصادية تنهض بالمستوى المعيشي للعراقيين ومحاسبة الفاسدين وسراق المال العام واصلاح القضاء وتطوير الخدمات في جميع مفاصلها.
وفوّض المجتمعون كلا من رئيس مجلس النواب سليم الجبوري والنائب احمد المساري لتسليم الوثيقة السياسية الى رئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم.  
وقالت مصادر مقربة من اجتماعات الدوحة لـ(للعباسية نيوز) ان المجتمعين سينتظرون ردودا واضحة من العبادي ومعصوم وبعكسه فانهم سيضطرون الى الاجتماع ثانية لبحث خيارات سياسية جديدة واتخاذ مواقف حاسمة بما يخدم مستقبل السنة العرب في العراق من خلال رسم خارطة طريق تعزز قدراتهم على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

          

  رئيس كتلة اتحاد القوى العراقية في مجلس النواب أحمد المساري


المساري لـ "الشرق": حوار الدوحة ينتهي بالاتفاق على عقد مؤتمر شامل للمصالحة وجنيف مرشحة لاستضافته
ملفات المصالحة الوطنية يتصدرها قانون العفو العام وتعديل قانون المساءلة والعدالة وتعديل قانون الإرهاب
المبادرة القطرية ثمرة زيارة وزير الخارجية للعراق ولقاءاته بالأطراف العراقية السنية والشيعية
إصلاحات العبادي ليست جذرية ويجب محاكمة الفاسدين ومن تلطخت يداه بالدم العراقي
الإصلاحات يجب أن تطال الملف القضائي والأمني وبناء المؤسسة العسكرية وإنشاء منظومة الحرس الوطني
وحدة العراق والحفاظ على أمنه واستقراره لا تكون إلا بمصالحة حقيقية بين كل مكونات الشعب العراقي
تمثيل سعودي وإماراتي وكويتي يؤكد الدعم الخليجي للجهود القطرية
وضع العراق لا يسمح بتعطيل الدستور أو حل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ ولا حل إلا بإصلاحات جذرية
أرحب بدعوة إيران للحوار وعلى كافة الأطراف البقاء على مسافة واحدة من المكونات العراقية
الحوار مفتوح لكل من هو خارج العملية السياسية عدا تنظيم داعش
أعلن الدكتور أحمد المساري رئيس كتلة تحالف القوى العراقية بالبرلمان العراقي عن مبادرة لإطلاق حوار وطني بين كافة مكونات الشعب العراقي في الدوحة تتبناه دولة قطر بمباركة خليجية وترعاه الأمم المتحدة وأطراف دولية.
وقال المساري في حوار مع "الشرق" عقب لقاء معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لوفد عراقي برئاسة سعادة السيد سليم الجبوري، إنه جرى الاتفاق على إطلاق حوار عراقي بالدوحة يبدأ بحوار سني / سني بين الأطراف المنخرطة في العملية السياسية والمعارضة لها، ومن ثم إطلاق حوار سني شيعي وبحضور كافة مكونات الشعب العراقي، ينتهي بالاتفاق على عقد مؤتمر شامل للمصالحة، مُرجّحاً أن تستضيف جنيف هذا الحوار.
وشدد على أن الإصلاحات يجب أن تطال الملف القضائي والأمني وبناء المؤسسة العسكرية وإنشاء منظومة الحرس الوطني، لافتاً إلى أن إصلاحات حكومة العبادي ليست جذرية وأن وحدة العراق والحفاظ على أمنه واستقراره لا تكون إلا بمصالحة حقيقية بين كل مكونات الشعب العراقي.. وفيما يلي نص الحوار:
** بداية نود إطلاعنا على نتائج لقاءاتكم في الدوحة والآفاق المطروحة لانطلاق حوار الدوحة؟
- اليوم "أمس" كانت لنا لقاءات مع معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسعادة وزير الخارجية، ضمن زيارة للدوحة، بدعوة من سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية إلى قادة الصف الأول في العراق، خاصة من المكون السني، والزيارة ضمت سعادة السيد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب والدكتور أحمد المساري رئيس كتلة تحالف القوى العراقية بالبرلمان العراقي والدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق والسيد عز الدين القيادي في تحالف القوى الوطنية والسيد النائب محمد الكربولي.

الزيارة كانت لمناقشة وإجراء حوارات ونقاشات مع الأطراف المتبنية لموضوع المصالحة الوطنية في العراق، وعلى رأسها دولة قطر، وبحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وممثلين عن دول الخليج العربي، السعودية والإمارات والكويت، وجرى حوار بحضور سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، حيث بيّنا وجهة نظرنا ورؤيتنا للحل المستقبلي في العراق ومصير المصالحة الوطنية وكيفية إجراء المصالحة الوطنية، سواء كان لمن شاركوا في العملية السياسية من كل المكونات أو لمن هم خارج العملية السياسية، وكل هذا الأمر يجري ضمن سقف العملية السياسية وضمن سقف الدستور، فالمهم أن يتم الحفاظ على الدستور كعقد متفق عليه يحكم بيننا وأيضاً من خلال هذه العملية السياسية يمكن إصلاح بعض السلبيات وتلافيها والاعتماد على إيجابياتها وتطويرها؛ لكي تشمل الجميع وينخرط من عارضوا العملية السياسية خلال الفترة الماضية وإجراء إصلاحات ترضي جميع الأطراف المشاركين في العملية السياسية ومن كل مكونات الشعب العراقي، لكي نحافظ على وحدة العراق ونحافظ على أمنه واستقراره، وهذا لا يكون إلا بمصالحة حقيقية بين كل مكونات الشعب العراقي من سنة وشيعة وعرب وأكراد من مسلمين ومسيحيين وتركمان وكل مكونات وشرائح المجتمع العراقي.
حوار سني - سني
** من أين نبدأ خطوات المصالحة الوطنية العراقية في حوار الدوحة؟
- رؤية الإخوة في قطر أن تبدأ بالمصالحة الأولية بين شقي المكون السني، الشق الذي شارك في العملية السياسية والشق الآخر الذي هو خارج العملية السياسية ووفق تفاهم يتم برعاية الأمم المتحدة وبرعاية الدول التي ذكرت وعلى رأسها الشقيقة قطر، ويمكن أن ينخرط المعارضون للعملية السياسية تحت سقف الدستور الحالي وتحت سقف العملية السياسية مع بعض الإصلاحات التي ترضي جميع الأطراف، وهذه المصالحة البينية داخل المكون السني ننطلق بعد ذلك منها إلى مصالحة شاملة تشمل السنة والشيعة والكرد والمكونات الأخرى الذين هم داخل العملية السياسية.
** قلت مصالحة أولية بين المكون السني، وهناك بالطبع التيار الذي شارك في العملية السياسية وقاده السيد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السابق، وهناك تيار قاطع العملية السياسية وقاده الأمين العام لهيئة علماء المسلمين السنة الراحل الشيخ حارث الضاري -رحمه الله - ومن بعده تولى أمانة الهيئة الشيخ مثنى حارث الضاري، فهل هم المعنيون بالحوار السني - السني في حوار الدوحة؟
- المكون السني بكل أطيافه، من يؤمن بالعملية السياسية ويقبل الانخراط بها بسقف الدستور الموجود مع ضمانات لبعض التعديلات التي أصبحت كل مكونات الشعب العراقي تريد إجراءها على الدستور وضمن هذه العملية السياسية في بعض الإصلاحات التي تجرى عليها وكل من يريد أن ينخرط في هذه العملية السياسية، فالباب مفتوح أمامه والمصالحة تشمل الجميع.
** معنى ذلك أن حوار الدوحة بين الأطراف العراقية هو سني - سني في بدايته؟
- هذه هي المرحلة الأولى، فالحوار سيكون سنياً - سنياً، وبعد ذلك سيكون سنياً شيعياً وعرب وكرد وتركمان ومن كل مكونات الشعب العراقي.
** كيف تمت بلورة هذه المبادرة؟
- هذه المبادرة بدأها سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية بزيارته إلى العراق قبل أكثر من شهر وزار كل مكونات الشعب العراقي والتقى القيادات الشيعية والسنية وذهب إلى كردستان والتقى القيادات الكردية؛ من أجل هذا المشروع الذي هو برعاية الأمم المتحدة وبرعاية دولية من قبل دول أخرى معنية بهذا المشروع، منها الولايات المتحدة الأمريكية ودول من الاتحاد الأوروبي.
** وما موقف المرجع الديني السيستاني من إطلاق حوار وطني في الدوحة؟
- أنا أعتقد اليوم أن أي جهة دولية تريد أن تقوم بمشروع مصالحة وطنية حقيقية بين مكونات الشعب العراقي، وبما يضمن الحفاظ على وحدة العراق وتحت مظلة الدستور الحالي، فهو مرحب به، وسماحة السيد السيستاني يرحب بأي جهد خيّر يريد إصلاح ذات البين بين العراقيين ومعالجة أزمات ومشاكل العراق..

وأعتقد أن ليس فقط السيد السيستاني، وإنما كل الأطراف العراقية عندما تتفهم الصورة الحقيقية لهذه المبادرة، ولهذا الجهد الخيّر، فأعتقد أنه سيرحب بهذا الموضوع. ولكن أعتقد أن هنالك تشويشاً في الصورة حدث، خاصة خلال الأيام الماضية، وبعض القنوات الفضائية أخذت الموضوع بصورة غير صورته الحقيقية؛ لذلك ولدت صورة مشوهة عند بعض السياسيين، وعندما يفهمون أو يعلمون حقيقة هذه المبادرة ويطلعون عليها جيداً، فأنا متأكد أن الكل سيرحب بها.
مؤتمر شامل
** نود إذن أن نطّلع على أهم عناصر المبادرة وأبرز بنودها؟
- ما جرى الآن هو عبارة عن حوارات من أجل الإعداد لمؤتمر عام يشمل كل مكونات الشعب العراقي، الآن الحوار ابتدأ بالمكون السني بشقيه، من هم في العملية السياسية ومن هم خارج العملية السياسية، ولكن بشرط، وهذا الشرط وضعه الطرف الراعي لهذه المبادرة قطر والأمم المتحدة، أن يكون ضمن سقف الدستور، فلا إلغاء للدستور ولا إلغاء للعملية السياسية، وإنما إصلاح السلبيات الموجودة في هذه العملية السياسية.
** تقول ضمن سقف الدستور، لكن هذا الدستور كان هو ذاته محل نزاع سني / سني؟
- نعم، فيمكن أن يكون هناك تعديل لمواد الدستور، فهناك مادة في الدستور تجيز إجراء تعديلات على بعض مواده، والآن أغلب مكونات الشعب العراقي تطالب بأن يكون هناك تعديل بالدستور، فالكل يعلم أن هناك بعض الملاحظات على بعض فقرات الدستور، وهذا أمر يجمع عليه كل مكونات الشعب العراقي ليس فقط السنة، حتى الشيعة اليوم يتكلمون على التعديلات الدستورية والكرد، ولكن الأمور الرئيسية في الدستور، والتي يجمع عليها كل الأطراف، هذه نثبتها ونجمع عليها، وفي مقدمتها الحفاظ على وحدة العراق والحفاظ على وحدة الشعب العراقي وأن يتمتع المواطن العراقي بحقوق كاملة وله كل حقوقه، وألّا يعامل معاملة درجة ثانية.
** جرت محاولات سابقة لعقد مصالحة عراقية، فما هي عوامل نجاح حوار الدوحة الآن؟
- استجابة كل الأطراف لهذا الحوار والمشاركة فيه بفاعلية سيكون من العوامل الأكيدة لنجاحه، ونحن لمسنا جدية من الطرف الراعي لهذا الحوار، ونحن لدينا أيضاً جديتنا في الاستجابة لهذه الحوارات وأعطينا الورقة التي تمثلنا كسياسيين وننتظر الطرف القطري والدولي في الخطوة التالية، ونحن حريصون على أن نكون فاعلين وإيجابيين فيها، لأننا نؤمن أنه بلا مصالحة وطنية لن يكون العراق آمناً ولا مستقراً ولا موحداً، ما لم تكن هناك مصالحة حقيقية بين كل مكونات الشعب العراقي.
** هل تعتبر أن حزمة الإصلاحات التي اتخذتها حكومة العبادي مُشجّعة على إطلاق هكذا حوار؟
- أكيد، فالإصلاحات التي أطلقتها حكومة العبادي وحزمة الإصلاحات التي تبنّاها البرلمان العراقي وصوت عليها قبل أسابيع اعتبر أنها الخطوة الأولى باتجاه الطريق نفسه والمصالحة الوطنية هي أيضاً مطلب جماهيري، وهي أحد بنود هذه الإصلاحات وأهم بند في هذه الإصلاحات هو المصالحة الوطنية الحقيقية التي تشمل ملفات مهمة تهم الشعب العراقي بأجمعه.
الحكومة تعلم
** هل لمستم أي موافقة أو مباركة من جانب الحكومة على إطلاق حوار الدوحة؟
- الحكومة مُطّلعة على تفاصيل هذه المبادرة، ونحن قد شاركنا بعلم الحكومة والسيد رئيس مجلس النواب كان على تواصل مع السيد رئيس مجلس الوزراء والسادة قادة الكتل السياسية الكبار، كان على تواصل معهم وهم يعلمون أننا أتينا إلى قطر تلبية لهذه الدعوة؛ لأن الجميع يؤمن بأنه يجب أن تكون هنالك مصالحة حقيقية.
** هناك أطراف إقليمية مؤثرة في صنع القرار العراقي، هل هي على علم بهذه التحركات؟
- نحن معنيون بالأطراف العراقية أما الأطراف الإقليمية فمن كان يريد خيراً للعراق عليه أن يكون جزءاً من هذا الجهد الدولي الخيّر، فاليوم نعم قطر هي راعية لهذا الجهد لكن هناك دولاً أو تجمعاً دولياً يريد أن يرعى هذا وعلى رأسها الأمم المتحدة وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة حاضراً في الحوارات التي أجريناها مع الأخوة في قطر بحضور ممثلين عن السعودية والإمارات والكويت ودول أخرى.
رعاية دولية
** يعكس هذا القبول بالوجود الإقليمي قبولاً عراقياً بتدويل الأزمة وأنه لا يوجد ما يمنع إشراك أطراف دولية في الحوار الوطني؟
- هو ليس بمعنى تدويل القضية وإنما هناك جهة دولية راعية لإجراء مصالحة وطنية وتسوية تاريخية بين مكونات الشعب العراقي.
** حضور ورعاية الأمم المتحدة لحوار الدوحة هل يعني أن ما سوف يصدر عن هذا الحوار من وثيقة أو إتفاق سيكون وثيقة دولية تعنى بها الأطراف العراقية ودول الجوار العراقي؟
- حوار الدوحة يجب أن ينتهي بعقد مؤتمر عام يشمل كل مكونات الشعب العراقي بمن فيه السنة والشيعة والكرد والتركمان والمسيحيون وكل المكونات التي تضررت خلال الفترات الماضية.
خطوة أولى
** هل هناك خطوط عريضة لهذا المؤتمر.. أين سيعقد ومحاوره؟
- أعتقد أن هذا المؤتمر سيعقد في إحدى الدول الأوروبية وقد تم طرح اسم "جنيف"، فقد يعقد في جنيف من أجل إجراء المصالحة الشاملة والحقيقية وليست مصالحة الشعارات كما كنا نسمع بها سابقاً.
** متى يمكن إطلاق حوار الدوحة إذن؟
- حوار الدوحة هو الخطوة الأولى في طريق إنضاج مؤتمر عام دولي لمصالحة شاملة في العراق وبعد أن تنضج الحوارات بين المكون السني سيكون هناك حوار بين كل الأطراف وعندما تكون هناك مصالحة سنية / سنية ومن ثم سنية / شيعية وبعد ذلك بقية المكونات لكي ننتهي بمؤتمر عام شامل لكل المكونات وينتهي بمصالحة ووثيقة يلتزم بها كل الأطراف.
** هل يمكن تسمية التيارات السنية التي سوف تبدأ الحوار؟
- أتكلم عنا نحن في داخل العملية السياسية ممثلون للمكون السني قد جئنا كممثلين لكل من في العملية السياسية واليوم عندما يحضر رئيس البرلمان وعندما يحضر رئيس الكتلة البرلمانية ورئيس الكتلة الوطنية التي بها عدد كبير من نواب السنة ونواب آخرين من تحالف القوى فهذا معناه أن الكتلة البرلمانية حاضرة وهناك ممثلون سياسيون حاضرون اليوم في هذا الحوار.
لا لـ"داعش"
** وماذا عن التيارات المعارضة للعملية السياسية؟
- الحوار حصل بطريقة منفصلة بين الطرفين فالطرف القطري والدولي وبقية الدول الأخرى حاورت من هم في العملية السياسية بمعزل وأعطوا ورقة فيها وجهة نظرهم حول مشروع المصالحة وحاورت من هم خارج العملية السياسية بمعزل أيضاً. وأيضاً أخذت منهم ورقة تبين وجهة نظرهم في قضية المصالحة الوطنية وبعد ذلك ستقوم دولة قطر والطرف الدولي بإنضاج شيء مشترك بين الطرفين.
** قلت إن الحوار مع كل من هو خارج العملية السياسية هل يشمل ذلك عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية فهناك من العراقيين من انضموا لتنظيم داعش إذ لم يجدوا أمامهم أي أُفق للحل السياسي فانضموا للتنظيم لمحاولة تغيير الوضع على الأرض فهل يمكن أن ينضم هؤلاء إلى الحوار؟


- الحوار مفتوح مع كل من هو خارج العملية السياسية عدا تنظيم داعش حتى من إنخرط مع داعش بدون أن يكون مؤمناً بأفكار التنظيم هذا يمكن إصلاحه وجلبه إلى خندقنا الوطني لكن من كان مؤمناً بفكر داعش وأيديولوجية التنظيم فهذا نحن يائسون معه ولا نتحاور معه والمؤمنون بفكر القاعدة والتنظيم معرفون بالنسبة لنا ولن يفيد التفاهم معهم فهم في خندق آخر وليس في خندق العراقيين نحن نتكلم عن العراقيين الذين يؤمنون بوحدة العراق وبالعمل السياسي الصحيح.
** الطرف الكردي هل معني بالحوار كطرف سني أيضاً؟
- العملية السياسية مبنية على ثلاثة مكونات رئيسية ومكونات أخرى والسيد وزير الخارجية الدكتور خالد العطية زار كردستان في زيارته الأخيرة للعراق.. وأعتقد في الأجندة ستكون هناك حوارات مع الساسة الكرد في هذا الموضوع.
إصلاحات غير جذرية
** بعد الإصلاحات الأخيرة في العراق إلى أي مدى تلمسون تغييراً في النهج الحكومي خصوصاً بعد إقصاء نواب الرئيس ونواب الوزراء ممن كانوا عبئاً على صناعة القرار العراقي؟
- الإصلاحات التي تمت ليست جذرية وإنما كانت شكلية فقط بإلغاء مناصب أو تخفيض بعض أعداد الحمايات وهذه ليست الإصلاحات الجذرية التي يطالب بها الشارع العراقي، فيجب أن تكون هناك محاكمات للفاسدين الذين سرقوا المال العراقي وأن يكون هناك إبعاد للمسؤولين الفاسدين الذين عبثوا بالمال العراقي وإبعاد كل من تلطّخت يداه بالدم العراقي وإجراء إصلاحات حقيقية فنحن نحتاج إلى المزيد من الإصلاحات.. وحسب إعتقادي فإن الإصلاحات التي تقدّمت بها الحكومة غير كافية.
** ما المطلوب في ظل تشابك وتعقد صناعة القرار العراقي والتدخلات الخارجية التي تقوي ظهر بعض الأطراف النافذة في الحكومة؟
- المطلوب المزيد من الإصلاحات التي تشمل إصلاح الملف القضائي.. اليوم السلطة القضائية يشوبها الكثير من علامات الاستفهام والكثير من الفساد وتحتاج إلى إصلاح حقيقي ويجب أن يكون هناك إصلاح في الملف الأمني بخطوات تشمل بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية وإنشاء منظومة الحرس الوطني التي تمثل أبناء المحافظات لكي يستطيعوا تحرير محافظاتهم ويدافعوا عنها ضد الهجمات الإرهابية ويجب أن يتم إنجاز ملفات المصالحة الوطنية المتمثلة في قانون العفو العام وتعديل قانون المساءلة والعدالة وتعديل قانون الإرهاب والقوانين الأخرى التي تحتاج إلى تعديلات في مشروع المصالحة الحقيقي.
** هل هناك إمكانية لتحقيق ذلك بشكل جاد وأن يتم التراجع عن القوانين التي أحدثت إجحافاً بالمكون السني؟
- إذا كانت هناك إرادة حقيقية لدى الأطراف في إنجاز مشروع المصالحة الوطنية، وخاصة اليوم هناك دعم دولي وإقليمي لهذا الموضوع وما مبادرة الشقيقة قطر والدول المشتركة معها والجهد الدولي هذا إلا لتقوية العراقيين جميعاً بكل أطرافهم على أن يمضوا باتجاه مشروع المصالحة.
** قلت إن السعودية والإمارات والكويت مُمثلة في الوساطة.. معنى ذلك أن حوار الدوحة يتم بمباركة خليجية؟
- أكيد وحسب التمثيل بالحوار لمسنا دعماً خليجياً لهذا الجهد القطري.
** أين تقف العلاقات القطرية العراقية اليوم والأرضية التي تنطلق منها الدوحة لاستضافة هكذا حوار؟
- اليوم العلاقات القطرية العراقية بدأت تتحسن كثيراً وخاصة بعد أن تم فتح السفارة القطرية في بغداد وتسمية سفير قطري في بغداد وزيارة سعادة الدكتور خالد العطية وزير الخارجية إلى بغداد والتقائه بالساسة العراقيين ومن كل الأطراف والتقائه بأعضاء الحكومة العراقية وهذه الجهود عزّزت العلاقة بين البلدين الشقيقين ونحن نأمل المزيد من التعاون والتواصل بين البلدين لكي نزيل كل الغبش الذي كان في علاقاتهما.
** فيما يتعلق بالإصلاحات، هناك حديث جرى قبل ساعات عن حل البرلمان وتشكيل حكومة طوارئ ما مدى صحة ذلك؟
- أعتقد أن الإصلاحات يجب أن تحافظ على شيئين، الدستور العراقي والمؤسسات الدستورية، واليوم ليست هناك إمكانية وفق ما أكد ذلك رئيس الوزراء قبل يومين، فوضع العراق لا يسمح بتجاوز أو تعطيل الدستور أو حتى حل البرلمان أو تشكيل حكومة إنقاذ فإصلاح الحكومة وإجراء إصلاحات جذرية هو الحل الأمثل والأفضل.
** رعاة الجريمة المنظمة والفساد هل سيسمحون بهكذا إصلاحات ومصالحات؟
- اليوم الضغط الجماهيري هو الكفيل بأن يضغط على كل الأطراف لكي تقبل بهذه الإصلاحات وتحقق المصالحة.
** هناك تأثيرات خارجية لا يمكن إغفالها خاصة من جانب إيران هل ترى تجاهلها أم دعوتها للحوار؟
- أعتقد اليوم أنه من الأفضل أن يدعى الطرف الإيراني لكي يكون جزءاً من منظومة الحوار أو المنظومة الدولية من أجل إعانة العراقيين على التصالح فيما بينهم وألّا يتقوى أي طرف من الأطراف بطرف خارجي على أخيه وشريكه في الوطن ويجب على كل الأطراف الإقليمية أن تكون على مسافة واحدة من مكونات الشعب العراقي لكي نستطيع أن نحقق أمان واستقرار هذا البلد.
** لكن إعتبار إيران بأنها جزء من الحل قد يلقى معارضة من جانب بعض الأطراف الإقليمية أو العراقية؟
- نحن ندعو إيران إلى أن تكون جزءاً من الحوار وجزءاً من مشروع إنضاج مصالحة وطنية حقيقية لأن استقرار العراق وأمنه ينعكس إيجابياً على إيران فيما إذا بحثت عن مصلحتها فعدم استقرار العراق وتقسيمه وشرذمته لا يصب في مصلحة إيران ولا أي طرف إقليمي فعلى الساسة الإيرانيين أن يفكروا بمصلحة بلدهم وجيرانهم بأن يساعدوا العراقيين في مشروع المصالحة وأن يبقوا على مسافة واحدة من كل مكونات الشعب العراقي ونحن نأمل ذلك وندعوها لكي تسلك هذا السلوك وأن يكونوا جزءاً من الحل وليسوا جزءاً من المشكلة والمصالحة في مصلحة الجميع وبقاء الأزمات يتضرر منه الشعب العراقي بكل مكوناته.
** وماذا عن موقف واشنطن؟
- الموقف الأمريكي داعم تماماً وهو جزء من الجهد الدولي.
** إلى أي مدى يرتبط الملفان السوري بالعراقي في مسار المصالحة؟
- نحن نتكلم عن الوضع العراقي.. والوضع السوري له من يتكلم عنه ونحن لا نقبل بأي تدخل خارجي في أي دولة لا في سوريا ولا في العراق ولا نريد لأي طرف أن يتدخل في دولنا وأن يكون جزءاً من الحل ولا يجب أن يكون جزءاً من المشكلة.
** داعش.. هل المكتسبات التي حقّقها على الأرض تحث الأطراف على الاستجابة لدعوات الحوار اليوم قبل الغد؟
- المصالحة الوطنية تسهل على العراقيين عملية تحرير محافظاتهم من تنظيم داعش الإرهابي وأن يمسكوا مناطقهم ويديروها بطريقة لا تعيد الكرة مرة ثانية لدخول التنظيمات الإرهابية واحتلال المدن بهذه الطريقة ولذلك فتنظيم داعش هو الطرف الخاسر من أي عملية مصالحة عراقية ونصرنا على داعش وتحقيق الغلبة عليه من خلال هذا المشروع مشروع المصالحة وتوحد العراقيين لكي يستطيعوا أن يدفعوا هذا العدوان.
** هناك قناعة قطرية بأن الغارات الجوية على الإرهاب في العراق لا تكفي للقضاء عليه ويجب أن تصاحبها جهود سياسية تحقق العدالة بين مكونات الشعب العراقي هل توافقون على ذلك؟
- هذا الكلام حقيقي فاليوم إذا أردنا أن ننتصر على داعش في العراق يجب إشتراك الجميع ويجب إحتواء حتى من كان خارج العملية السياسية وغير مقتنع فيها وأن نصل معه إلى مشتركات يمكن أن نقنعه وأن يكون معنا في خندقنا ضد داعش واليوم نريد أن نكسب أكبر عدد ممن كانوا معارضين وجذبهم إلى داخل العملية السياسية لكي يكونوا معنا في خندقنا في معركتنا ضد الإرهاب.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

527 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع