نواكشوط- «القدس العربي»: تحولت «مندرينة» صغيرة إلى أغلى برتقالة تباع بعد أن سببت شجارا بين ابن خال الرئيس الموريتاني وسيدي ولد معطى الله بائع فواكه في بقالة وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط.
فقد عرض المعتدي وهو اعليات ولد إجيرب ابن خال الرئيس الموريتاني، 3000 دولار أمريكي على المعتدى عليه مقابل سحب شكواه ما حول البرتقالة التي سببت الشجار إلى برتقالة من الألماس.
واعتقلت الشرطة الموريتانية ظهر أمس الشاب أعليات ولد أجيرب بعد إقدامه فجر السبت على إطلاق النار من سلاحه الخاص عشوائيا على عمال بقالة «شنقيط ماركت» وسط مقاطعة لكصر، في العاصمة نواكشوط، ما أدى إلى إصابة أحد عمالها في ذراعه الأيمن وهو الشاب سيدي ولد معطى الله.
وأجمعت المصادر على أن سبب إطلاق النار هو مشادات كلامية بين ولد إجيرب والضحية سيدي ولد معطى الله بعد أن رفض ولد إجيرب إضافة حبة برتقال كان قد أخذها لكمية من الفواكه كان قد اشتراها، وعندما أصر البائع على إدخال البرتقالة في الكمية الموزونة استشاط ولد إجيرب غضبا فوقع خصام بين الطرفين انتهى بقيام قريب الرئيس بإطلاق النار على البائع.
وتفاقمت المشادة الكلامية حتى وصلت إلى عراك بالأيدي، تم فضه من طرف بعض عمال البقالة وزبائنها، قبل أن يعاود ولد إجيرب الهجوم من جديد على البقالة مطلقا النار عشوائيا داخل البقالة.
وفجرت هذه الحادثة جدلا كبيرا لم يهدأ لحد ظهر يوم أمس بين المدونين الموريتانيين على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث طالب البعض بضرورة تفعيل دور القضاء الموريتاني وإبعاده عن كل أنواع «الزبونية والمحسوبية»، فيما طالب البعض أيضا بسحب الأسلحة من المواطنين واستصدار قوانين صارمة تردع كل من تخول له نفسه إطلاق النار على المواطنين العزل.
وكان أبرز وأطرف ما كتب في هذه الحادثة المقال الذي نشره السفير السابق والإعلامي باباه سيد عبدالله تحت عنوان «جمهورية المَاندَارين».
وبدأ مقاله مندفعا بقوله «مخجل أن يصبح الشروع فى جريمة قتلٍ أمرا حلالا بسبب برتقالةٍ حرام؛ ومخجل أكثر أن يكون المعتدِي من عائلة رئيس الجمهورية، وأن يكون المعتدَى عليه مواطنا بسيطا يدافع عن مصدر رزقه بكرامةٍ ورباطة جأش».
وأضاف «لا أظن الرئيس محمد ولد عبدالعزيز فخورا بمحيطٍ عائلي تحول بعض أفراده إلى كتيبة من القناصة والدواعش ترعب المواطنين الأبرياء، أكيد أنه كان سيفرح – ونحن فى سنة التعليم – لو أن أحد أبنائه نال مرتبة الشرف من إحدى أعرق الجامعات العالمية، لكن – وللأسف – يبدو أن القدر أوكل إلى بعض أفراد عائلة الرئيس مهمة إطلاق «برنامج الرصاص مقابل الغذاء»، أي أنه، إذا استمر الوضع على ما هو عليه حاليا، لن يجد بعض المواطنين الأبرياء قوت يومهم إلا إذا صادفهم قناص «رئاسي»، فأصابهم بجراحٍ «مليونية».
وقال «نحن اليوم ندفع ثمن ارتجالية النظام وعجزه عن إدارة الأزمات التي ورثها أو افتعلها لإطالة عمره، وحذار أن يزايد علي أحد من المعارضة أو الموالاة استحسانا أو استهجانا، فلكل من الطرفين عندي جواب – نصيحة: إن على معارضة الرئيس عزيز الصبرَ على حرب الاستنزاف الداخلية فى صفوفها، والتي يجر فيها بعض قادتها الحديدَ إلى الموالاة، تموقعا فى انتظار البطل المنقذ الذي تعِد المعارضة العدّة لاستقباله بجياد ما لهن قوائم، أما موالاة الرئيس عزيز، إن كانت موالاة ناصحة ووفية، فإن عليها أن تقنعه بالاستقالة والتفرغ لإصلاح محيطه العائلي، فذلك أوجب عليه وأسهل من إصلاح بلد يمكن لقناص متهور من محيطه أن يستبيح فيه دمك لأنك طلبت منه ثمنَ حبة «ماندارين».
1162 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع