وكالات الأنباء:أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية مصرع ٢٠ عراقياً حاولوا الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط من الأراضي التركية بهدف اللجوء الإنساني.
وقال عضو المفوضية، مسرور أسود، في تصريح صحافي، إن أوضاعاً صعبة يعيشها المهاجرون العراقيون في دول الجوار، والذين يزيد عددهم عن 400 ألف مهاجر أغلبهم في تركيا، ما دفع كثيراً منهم، وخاصةً الشباب، إلى محاولة اللجوء إلى الدول الأوروبية بطرق خطرة عبر الممرات البحرية بواسطة زوارق صغيرة غير صالحة للنقل بسبب قدمها وتهالكها.
وكشف أسود عن "مصرع نحو 20 مهاجراً عراقياً وسط البحر بعد محاولتهم العبور باتجاه الأراضي الأوروبية بهدف اللجوء الإنساني".
ويجد عشرات الآلاف من العراقيين الهاربين من جحيم الموت والقصف والاعتقال والأوضاع الإنسانية القاسية في الأنبار وديالى وصلاح الدين والموصل، تركيا ملاذاً أخيراً لهم للبحث عن فرصة لجوء إلى إحدى الدول الأوروبية بحثاً عن الأمان.
ويوضح الباحث الاجتماعي، عبد الصمد الهاشمي، لـ"العربي الجديد" أنَّ "حالة من اليأس تنتاب أهالي المناطق الساخنة، وخاصةً الأنبار وديالى وصلاح الدين، وأطراف العاصمة بغداد ممن نزحوا من مناطقهم هرباً من القصف الذي تتعرض له مدنهم وهجمات المليشيات المسلحة التي تستهدفهم لدوافع طائفية بحتة، ولم يكن أمامهم سوى تركيا التي تربطهم بالعالم الغربي".
"
الرحلة لا تخلو من المخاطر كونها تتم عبر مهربين يستخدمون وسائل نقل متهالكة كالزوارق الصغيرة لقاء مبالغ طائلة
"
ويتابع الهاشمي "آلاف العائلات والشباب العراقيين الفارين من الموت يبحثون عن فرصة للجوء الإنساني بعد وصولهم إلى تركيا، لكن الخطورة تكمن في أنَّ فرصة اللجوء يوفرها لهم مهربون بمبالغ مكلفة عن طريق تهريبهم بزوارق صغيرة وقديمة عبر البحر إلى الجانب الأوروبي، فيقوم المهربون بملء تلك الزوارق بأعداد كبيرة أكثر من طاقتها الاستيعابية لتقع الكارثة وسط البحر ويغرق من يغرق وينجو من ينجو، هي أشبه ما تكون بالمقامرة" حسب قوله.
ويروي مهاجرون عراقيون شباب رحلتهم للبحث عن اللجوء الإنساني في أوروبا، مبينين أنها رحلة لا تخلو من المخاطر كونها تتم عبر مهربين يستخدمون وسائل نقل متهالكة كالزوارق الصغيرة لقاء مبالغ طائلة.
عادل الدليمي (31 سنة) من محافظة الأنبار، نزح بعائلته إلى تركيا بعد أن قصفت الطائرات العراقية منزله في الرمادي وقُتل شقيقه الأكبر ووالده وأصيب هو ووالدته وشقيقه الصغير وشقيقاته الثلاث بجروح، يروي الدليمي رحلته القاسية لـ"العربي الجديد" في محاولة الحصول على فرصة للجوء الإنساني إلى أوروبا.
يقول: "خرجت بعائلتي إلى تركيا بعد معاناة قاسية وطويلة لعدة أشهر في أحد مخيمات النزوح، ثم حاولت دخول العاصمة عبر منفذ بزيبز لكن الحكومة أغلقته أمامنا وانتظرنا عدة أسابيع حتى تمكنت من دخول العاصمة بغداد".
ويتابع "توجهت بعدها إلى تركيا بعائلتي وتعرفت على بعض الشباب العراقيين، فاصطحبوني إلى أحد المهربين الذي طلب مني عشرة آلاف دولار لقاء نقلي عبر البحر إلى اليونان للحصول على لجوء إنساني، فدفعت المبلغ وكان كل ما أملك تقريباً، لكني فوجئت أنها عملية نصب واحتيال، فعدت بعائلتي إلى العراق بعد أن نفذت مدخراتي المالية، لكني سأعود مرة أخرى بعد أن أبيع قطعة الأرض التي نمتلكها في إحدى ضواحي بغداد".
ويحذر مراقبون من خطورة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا كونها محفوفة بالمخاطر وعمليات النصب والاحتيال من قبل المهربين، والتي قد تصل حد المتاجرة بالأعضاء بتخديرهم وإجراء عمليات جراحية لسرقة أعضائهم.
ويبين الناشط المدني، مرتضى محمود، لـ"العربي الجديد" أنَّ مهربين خطيرين في تركيا يقومون بخداع العديد من المهاجرين غير الشرعيين، وخاصةً الشباب، "يصطحبونهم إلى أماكن مجهولة بحجة تهيئتهم لنقلهم إلى أوروبا عبر البحر، ثم يقومون بتخديرهم وسرقة أعضائهم الحيوية، وخاصةً الكلى وبيعها عبر عصابات المتاجرة بالأعضاء البشرية".
ويقول محمود: "إذا اضطر الشباب للهجرة فينصح بإخفاء سكين صغيرة عند ركوب الزورق وسط البحر، لأنَّ المهربين يلقون الحمولة الزائدة من القارب إذا أوشك على الغرق والحمولة ستكون المهاجرين أنفسهم ومن يدافع عن نفسه ينجو".
1184 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع