صور تؤكد أن لا علاقة 'للاحتشام' بتقليل التحرش
العرب/جدة (المملكة العربية السعودية) – أثار مقطع فيديو يظهر تحرشا جماعيا بفتاتين في مدينة جدة السعودية ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدين واقعة التحرش وتدعو إلى حلول لهذه الظاهرة المنتشرة في أكثر من بلد عربي.
وأثار الفيديو تساؤلات لدى العديد من المغردين حول الأسباب الاجتماعية لظاهرة التحرش الجماعي، وسط مقارنات عقدوها بين واقع التحرش في العالم العربي وفي دول أخرى يسود فيها احترام الفضاء العام والتعامل باحترام مع النساء.
وأظهر الفيديو محاصرة عدد من الشبان لفتاتين بأحد منتزهات مدينة جدة في ثاني أيام عيد الفطر، مانعينهما من مغادرة المكان.
الفيديو الذي تجاوز عدد مشاهديه مليونا ونصف المليون مشاهدة خلف نقاشا واسعا على مدى الأيام الماضية على تويتر.
وأكد المتحدث الرسمي باسم شرطة جدة عاطي عطية القرشي، الانتهاء من تحليل مقطع الفيديو، والتعرف على بعض المتهمين واستدعائهم للتحقيق.
وحاول التيار المتشدد في المجتمع أن يعيد إلى ساحة النقاش ما يعرف بـ”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، المثيرة للجدل.
وقال أحد هؤلاء، في تغريدة، “يطالبون أن تكون هناك قوانين مانعه للتحرش، وعندما نقول لهم هؤلاء هم المسؤولون عن تطبيقها يرفضون”!، في إحالة إلى هذه الهيئة.
وكان الغريب في الأمر انتقاد مغردين للفتاتين ودفاعهم عن المتحرشين. وكتبت معلقة “مجتمع يدعي الفضيلة وفي ذات الوقت يدافع عن المتحرشين بدعوى أن الفتاة المتبرجة تستحق التحرش، مجتمع وضيع”.
وقال مغرد “أختي المحجبة المُتحرّش إنسان مريض، سيتحرش اليوم بفتاة غير محجبة، وإن تهيأت له الظروف لن يتردد في التحرش بكِ أنت أيضاً لا تُبرري أفعاله”!
وتضامنت نساء خليجيات مع الفتاتين عبر تعليقات أو تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي. وكتبت إحداهن “البنات لابسين عبايات وبراقع، والمتخلف يقول إنها متبرجة، شنو تلبس حديد يعني.! لادين ولا أخلاق”. وخلصت إلى مقولة، لها رمزيتها الخاصة، عندما قالت: “أعود وأكرر… لمّا تفترض أني حلوة سواء مكشوفة أو مغطاة.. سأفترض أنك لست سوى ذبابة”.
كما شهدت مصر حالة من الجدل بعد انتشار فيديو لشرطية، من إدارة العنف ضد المرأة، تصفع شابا متحرشا وتصعقه بالكهرباء. وانتشر فيديو العقيد نشوى محمود، وهي تعتقل شابا من وسط طابور السيدات في سينما “مترو” بالقاهرة.
وأطلق مغردون هاشتاغ “#متضامن_مع_العقيد_نشوى”، حيث جاءت أغلب التغريدات مؤيدة لما فعلته مع الشاب، واعتبر مغردون أنه “يستحق ما حدث له عقابا على التحرش بالنساء”.
ودعا النشطاء السلطات المصرية لتوظيف المزيد من النساء في هذه الوحدة التي أنشئت لمحاربة التحرش الجنسي والحد من العنف ضد المرأة.
ووفقا لدراسة تابعة للأمم المتحدة أجريت في 2013 بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المصرية والدوائر الحكومية فإن 99 بالمئة من النساء في مصر قد تعرضن للتحرش.
ونهاية عام 2014، ذهبت الحكومة أيضا لإنشاء وحدة مخصصة حصرا لحماية النساء في الشارع. هذه الوحدة تسعى الحكومة إلى توظيف المزيد من النساء بها للعمل في الشارع على غرار العقيد نشوى.
على النقيض، تحدث مغردون عن “الحمولة الثقافية والنفسية” لظاهرة التحرش، متسائلين: لماذا تحظى المرأة في كثير من مدن الغرب بالاحترام بغض النظر عن لباسها، فيما تقع ضحية التحرش في كثير من مدن العالم العربي بغض النظر عن لباسها؟
وحظيت صورة التقطتها فتاة مصرية في مترو بوسطن تظهر فتيات يرتدين لباسا قصيرا ويجلس إلى جانبهن شاب يطالع كتابا ولا يبدي أي اهتمام بوجودهن، بانتشار واسع على موقع فيسبوك.
وقال معلقون إن أسباب التحرش منحصرة بالمتحرش لا بالضحية، لكن “المجتمع الذكوري ينحاز للمتحرش”. وسخر مغردون “ألا يوجد رجل مسلم في المقصورة المجاورة”.
وتساءل أحد المغردين لماذا يقع التحرش بالفتيات في دول، تنعت “ببلدان الكفر”، و”تتعرض لذلك مـحجبة في بلد مسلم”؟ مفارقة لم يجد لها جوابا، وطرح من خلال سؤال تتداخل فيه إشكالات دينية وسوسيوثقافية.
وسخرت تعليقات أخرى ممن يدعون أن “الاحتشام” يقلل من التحرش، وذلك عبر نشر صور تدين متحرشين على الرغم من اللباس المحتشم لنساء عربيات. وغرد عزيز القناعي “التحرش الجنسي في الغرب يعتبر جريمة يحاسب عليها القانون، بينما في مجتمعاتنا يعتبر طيش شباب لا محاسبة عليه وتلام المرأة لأنها فتنت الشباب”.
وقال فارس أبو الخيل “لا تقود النساء السيارات إرضاء لهم، لا يسن قانون يجرم التحرش إرضاء لهم، لا يسن قانون يجرم التكفير والتمييز إرضاء لهم، فهل تعرفون من “هم”. وقال مغرد “أسباب التحرش والاستدعاش تقريبا واحدة.. كبت جنسي، فقر في المال، انعدام في وسائل الترفيه”.
1187 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع