العبادي لدى وصوله الى قاعدة بلد الجوية
مع بدء طائرات أف 16 الأميركية التي استلمها العراق من الولايات المتحدة، بضرب قواعد واهداف تنظيم داعش، فقد اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنها ستشارك في تدمير هذه الأهداف، داعيًا الكتل السياسية إلى ابعاد القوات المسلحة عن التناحرات والخلافات السياسية.
ايلاف/لندن: تفقد القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء حيدر العبادي اليوم، قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد)، حيث شارك في الاحتفال الرسمي باستلام الدفعة الاولى لأربع طائرات اف 16 الأميركية مشددًا على انها ستدمر "اوكار" العدو، متعهدًا بالقصاص من عناصر التنظيم لاستهدافهم المدنيين العزل والاحياء السكنية. ودعا جميع الكتل السياسية إلى ابعاد القوات المسلحة عن التناحرات والخلافات السياسية.
وقال العبادي في كلمة بالاحتفالية "اننا ومع بزوغ فجر الانتصارات التي حققها رجال الجيش والشرطة والحشد الشعبي وابناء العشائر، نحتفي اليوم بتسلم طائرات أف 16، والتي ستساهم بدك مواقع العدو ودحره وتحرير كل شبر من ارض العراق". واكد العبادي بالقول "إن التحديات التي نواجهها كبيرة وهي تتطلب أن تتوحد المواقف ونتكاتف لإسناد قواتنا الأمنية، كما نوجه دعوة للمجتمع الدولي لمزيد من الدعم للعراق مشيرًا إلى اهمية منع تدفق الارهابيين وايقاف تهريبهم للنفط والآثار". واكد استعداد العراق للتعاون في المجال الاستخباري مع دول العالم، مشيراً إلى أن عصابات داعش كانت تعد لغزوات عدة الا أن الجهد الاستخباري وقتال العراقيين تمكنا من دحضها.
وزاد العبادي قائلا ان "من التقيناهم في ساحات القتال وجرحى القوات المسلحة كانت معنوياتهم عالية ولم يطلبوا شيئًا شخصياً، وكان لديهم العزم على تحقيق النصر، مشيرًا إلى ان الشعب الذي يمتلك هكذا رجال لن يهزم"، كما نقلت عنه وكالات انباء محلية من قاعدة بلد. واضاف العبادي انه "في الوقت الذي تتحقق الانتصارات فان العدو الجبان يقوم بضرب المدنيين العزل ومنها تفجير خان بني سعد الذي راح ضحيته العشرات من المدنيين، واننا وبجهود استخبارية تمكنّا من القاء القبض على بعضهم، ولن يفلت هؤلاء الإرهابيون من العقاب، مبيناً ان هذا الفعل الجبان سيزيدنا عزيمة واصرارًا على دحر العدو".
ودعا العبادي الطيارين والمقاتلين بشكل عام إلى "حث الخطى لتعزيز انتصارات قواتنا المسلحة وسرعة انجاز النصر على عصابات داعش ليعود الأمن والأمان إلى ربوع الوطن وعودة النازحين إلى ديارهم معززين مكرمين".
وبالتزامن مع ذلك، فقد وجه العبادي، بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة ملفات شهداء تفجير ناحية خان بني سعد في محافظة ديإلى الجمعة الماضي (65 كم شمال شرق بغداد) مشددًا على ان تبدأ اللجنة أعمالها إبتداء من اليوم. وقال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء إن العبادي أمر بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة ملفات شهداء التفجير الارهابي في خان بني سعد والاهتمام بالجرحى "للوقوف على حجم الاضرار والتعويضات لضحايا الارهاب الداعشي". وأضاف أن "العبادي وجه بأن تبدأ اللجنة عملها ابتداء من هذا اليوم الاثنين الموافق 20 تموز"، مشيرًا إلى ان "اللجنة يرأسها نائب الامين العام لمجلس الوزراء وتضم في عضويتها رئيس غرفة العمليات في الأمانة ورئيس لجنة التعويضات"، موضحًا أن "تقارير اللجنة سترفع تباعاً لأخذ الإجراءات اللازمة بشأنها".
وكان تنظيم داعش قد فجر سيارة مفخخة قرب سوق شعبي في ناحية بني سعد جنوب غرب بعقوبة مركز محافظة ديإلى الجمعة الماضي، ما اسفر عن مقتل اكثر من 120 شخصًا واصابة 150 آخرين وتدمير 20 محلاً وحرق 70 سيارة، اعلنت حكومة المحافظة المحلية اثرها الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الإنفجار الذي وصف بأنه الأعنف هذا العام، كما ألغت مراسم الاحتفال بعيد الفطر.
وقد تجول العبادي برفقة وزير الدفاع خالد العبيدي، وقائد القوة الجوية الفريق الركن الطيار انور حمد امين، وصالح الفياض مستشار الامن الوطني في قاعدة بلد، حيث استمع إلى شرح مفصل عن خصائص طائرات أف 16 الاميركية التي استلمها العراق، ومهماتها القتالية والدور الذي يمكن ان تطلع به في المعارك ضد تنظيم "داعش" .
وكانت وزارة الدفاع أعلنت في 13 من الشهر الحالي عن وصول الدفعة الأولى من طائرات "اف 16"، وهي تضم أربع طائرات تسلمها العراق من الولايات المتحدة، فيما أعلنت قيادة العمليات الخاصة امس أن هذه الطائرات فقد نفذت أولى غاراتها على معاقل لداعش.
وقال قائد العمليات الخاصة العميد الركن معن السعدي في تصريح صحافي إن طائرات إف 16 الأربع الجديدة قد نفذت أولى غاراتها على مواقع تنظيم "داعش" دون أن يحدد مكان وزمان هذه الغارات.
وكان العراق قد تسلم الإثنين الماضي أربع طائرات من طراز أف 16 من الشركة الأميركية "لوكهيد مارتن" دفعة أولى من أصل 36 طائرة تم التعاقد عليها.
وكان العراق وقع اتفاقاً مع واشنطن لشراء 36 طائرة مقاتلة طراز أف 16، وقامت الحكومة العراقية في أيلول (سبتمبر) عام 2011 بتسديد الدفعة الأولى من قيمة الصفقة التي تبلغ ملياراً و200 مليون دولار حيث يصل سعر كل طائرة إلى 70 مليون دولار. وجاءت صفقة التسليح هذه ضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن اواخر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008، والتي تنص على تدريب وتجهيز القوات العراقية.
ويأتي زج هذه الطائرات في المعارك الحالية ضد تنظيم "داعش"، في وقت اعلنت السلطات العسكرية العراقية بدء حملة عسكرية لطرد التنظيم من محافظة الأنبار الغربية، حيث كان سيطر على عاصمتها الرمادي الشهر الماضي، بينما احتل قضاء الفلوجة مطلع عام 2014 ، ما هيّأ له السيطرة على حوالي ثلث مساحة العراق.
1238 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع