إرم – من ربيع يحيى:فجرت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، ورئيسة الطاقم الأمريكي للمفاوضات النووية مع إيران، ويندي شيرمان، مفاجئة، بتأكيدها على أن خبراء إسرائيليين شاركوا في صياغة الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في فيينا، الثلاثاء، بين طهران ومجموعة الدول الست الكبرى.
وأشارت شيرمان، طبقا لما أكده الموقع الإلكتروني للقناة الإسرائيلية العاشرة مساء الخميس ، خلال حوار مع مراسلين صحفيين إسرائيليين، إن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت تطلع الجانب الإسرائيلي على كل صغير وكبيرة في المفاوضات منذ إنطلاقها، مضيفة أن بلادها مصممة على الحفاظ على ميزة التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي مقارنة بدول منطقة الشرق الأوسط.
ونقل الموقع الإسرائيلي عن شيرمان قولها أن الولايات المتحدة كانت تطلع الحكومة الإسرائيلية على التفاصيل الدقيقية للمفاوضات في جميع مراحل التفاوض بين إيران ومجموعة 5+1، مضيفة أن “خبراء إسرائيليين شاركوا في بلورة الاتفاق مع إيران خلال المراحل الأخيرة من المفاوضات، وأن إسرائيل كان لها دور في جميع التفاصيل الخاصة بهذا الاتفاق”.
ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن تصريحات شيرمان ربما تتناقض مع الموقف الرسمي الإسرائيلي، والذي يتمسك بروايته بأن الجانب الأمريكي لم يطلعه على تفاصيل المفاوضات، مضيفا أن شيرمان أكدت أن الرئيس باراك أوباما تحدث مع نتنياهو بعد دقائق معدودة من التوقيع على الاتفاق الثلاثاء، وأكد له أن الولايات المتحدة متمسكة بالحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي مقارنة بدول المنطقة”.
ويقول مراقبون إسرائيليون أن حكومة نتنياهو فشلت في منع التوقيع على الاتفاق النهائي بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى، فيما يرى البعض أن تلك المحاولات جاءت في إطار خطة ممنهجة لإظهار الجانب الإيراني على أنه يحقق إنجازا كبيرا، وأنه عمل على خلاف المصالح الإسرائيلية، ما شجعه على المضي في المفاوضات، وصولا إلى التوقيع على الإتفاق، وإظهاره داخليا على أنه إنتزع من الغرب إتفاقا، يقوض السياسات الأمنية الإسرائيلية، ويتسبب في شرخ في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.
وأظهرت الإدارة الأمريكية نفسها أمام طهران كمن يضحي بالمصالح الأمنية الإسرائيلية، ولكنها تمسكت برواية ثابتة خلال الحديث مع المسئولين الإسرائيليين أو مع جماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة، بأنها لا يمكنها أن تتنازل عن دعمها لإسرائيل تحت أي ظرف.
وكان بنيامين نتنياهو قد وصف الاتفاق بأنه “خطأ تاريخي”، وقال إن بلاده ليست معنية أو ملتزمة بتلك الصفقة بأي شكل من الأشكال، وأن إسرائيل لا تلتزم بأي شيء تجاه إيران التي تعمل على إبادة إسرائيل”، مضيفا أن الاتفاق يحمل بين طياته خطرين أساسيين، أولهما أنه سيتيح لإيران امتلاك السلاح النووي سواء من خلال الالتزام ببنود الاتفاق لمدة 10 إلى 15 عاما، أو من خلال المليارات التي ستتدفق على خزانتها، والتي ستستخدمها لـ”تزويد ماكينة الإرهاب الإيرانية بالقوى الدافعة التي تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل”.
959 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع