صورة من الأرشيف
بغداد ـ العالم:دأب محمد النجار، بعد ما نال شهادة جامعية، على التجوال بين الأزقة والأحياء السكنية في منطقة التحرير، كبرى أحياء بعقوبة الجنوبية وهو يقود دراجة نارية تعرف محليا بـ"الستوتة" تحمل أنواعا مختلفة من الخضر والفواكه لبيعها على زبائن اعتاد التواصل معهم منذ أشهر.
ويبدو أن فكرة البقالة الجوالة استقطبت العديد من الشباب بعضهم من حملة الشهادات الجامعية في مسعى للتغلب عن البطالة وتأمين مصادر الرزق.
وقال النجار انه "تخرج من إحدى كليات جامعة ديالى منذ أربعة أعوام ولم يفلح في نيل وظيفة حكومية رغم انه طرق عشرات الأبواب دون جدوى، الأمر الذي دفعه إلى تعليق فكرة التوظيف والبحث عن فرص عمل تؤمن له مصدر رزق يدعم أسرته الفقيرة".
وأضاف النجار لـ/ اب/ إن "فكرة البقالة الجوالة اعتمدها من خلال مشاهدة مسلسل عربي قبل عام، ونجح من خلال دعم بعض الأقارب في شراء دراجة نارية تعرف بـ"الستوته" و شراء أنواع متعددة من الخضر والفواكه لبيعها على بعض المعارف والأقارب والأصدقاء"، مبينا انه"مع الوقت ازداد أعداد الزبائن وبدأت بتأمين احتياجات المنازل من الخضر والفواكه في أي وقت".
واقر النجار ذو الـ(27 عاماً) بان "مهنة البقالة الجوالة بدأت تستقطب العديد من الشباب العاطل عن العمل خاصة من حملة الشهادات الجامعية الذين أرهقهم البقاء دون عمل".
أما عدي جليل، خريج جامعي اخر، فبدأ مشوار العمل في مهنة البقالة الجوالة قبل أربعة أشهر، ومسار نشاطه ينحصر في أحياء الكاطون (7 كم غرب بعقوبة).
وقال جليل إن "الجلوس في البيت بدون عمل قاس جدا يرهق العقل قبل القلب"، لذا ترك أحلامه بنيل وظيفة تليق بما لديه من تحصيل دراسي وانخرط في العمل لان لديه أسرة عليه إعالتها.
وأضاف جليل أن "البقالة الجوالة لم تكن معروفة في بعقوبة وضواحيها من قبل لكنها ابتكرت مؤخرا من اجل توفير مصادر رزق للعاطلين ومنهم حملة الشهادات".
من جهته، أشار ضرغام عزيز، يعمل في مهنة البقالة منذ أربعة عقود ببعقوبة إلى أن "الأوضاع الاقتصادية الصعبة دفعت العديد من حملة الشهادات الى العمل في تلك المهنة بعد عدم النجاح في نيل وظيفة حكومية".
وأضاف عزيز أن "المهنة تتطور من خلال تغير النمط المستخدم في آليات البيع ولعل بروز (البقالة الجوالة) خير مثال"، لافتا إلى أن "الأوضاع الأمنية غير المستقرة هي من تقف وراء الإقبال على تلك المهنة في بعقوبة".
وعبر عزيز عن حزنه وهو يرى أصحاب الشهادات يعلمون في مهن لا تتناسب مع ما لديهم من تحصيل دراسي، داعيا إلى "استقطابهم في وظائف جيدة لدعم بناء العراق".
من جانبها، قالت أم خليل (ربة منزل) من سكنة منطقة التحرير (3 كم جنوب بعقوبة) إن "الأوضاع الأمنية واستهداف الأسواق المتكرر دفعنا إلى الاعتماد على البقالة الجوالة لتأمين احتياجات المنزل من الفواكه الخضر".
وأضافت ام خليل أنها "طريقة مبتكرة تغني عنا الكثير من المعاناة والتعب في الذهاب للأسواق من اجل تامين احتياجات المنزل".
إلى ذلك، أقرت عضو مجلس محافظة ديالى أسماء حميد كمبش، بوجود نسبة عالية من البطالة في ديالى تزيد على (25%) بعضهم من أصحاب الشهادات.
وأضافت كمبش أن "الدوائر الحكومية لا يمكنها استيعاب خريجي الجامعات، فضلا عن تضرر القطاع الخاص بسبب الظروف الراهنة في المحافظة، ماساهم في ارتفاع معدلات البطالة خاصة في الأعوام الأخيرة".
1465 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع