بغداد / عبدالعزيز الطائي:كشف زعيم قبلي عراقي عن محاولات أميركية لفتح ممرات هروب آمنة لإخراج عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل مدينة الفلوجة، في محافظة الأنبار، غربي العراق، قبل شن أية عملية عسكرية على المدينة.
وقال القيادي في تجمع العشائر المتصدية لتنظيم "داعش"، محمد فتيخان العيساوي، لـ " العربي الجديد "، إن عدداً من المستشارين الأميركيين زاروا بلدة عامرية الفلوجة (30 كم جنوب الفلوجة) الجمعة، واطلعوا على الإجراءات الأمنية وأوضاع النازحين فيها، مؤكدا خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن الجانب الأميركي شدد على ضرورة فتح طريق (الفلوجة – عامرية الفلوجة)، ووضع نقاط محكمة عليه للمساهمة بإخراج أكثر من مائة ألف عراقي، يحاصرهم تنظيم "داعش" من داخل المدينة، والجيش العراقي ومليشيا "الحشد الشعبي" من خارجها.
وأوضح العيساوي أن المستشارين الأميركيين أكدوا أن العمليات العسكرية لا يمكن أن تبدأ في ظل وجود هذا العدد الهائل من المدنيين داخل الفلوجة، مشيرا إلى احتمال سقوط عدد كبير من الضحايا إذا استؤنفت العمليات العسكرية، خلال الأيام القليلة المقبلة.
من جهته، انتقد عضو مجلس أعيان الفلوجة، أحمد شهاب المحمدي، الصمت الحكومي والبرلماني إزاء ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في المدينة، مؤكدا خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن مئات الشيوخ والنساء والأطفال ، قتلوا بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ولم يحرك مجلس المحافظة ساكنا، كما لم يصدر أي قرار لوقف هذه الانتهاكات من قبل رئيس الوزراء، حيدر العبادي.
وأبدى استغرابه من محاولة الأميركيين البحث عن حلول للمدنيين المحاصرين في الفلوجة وسبل إنقاذهم، في حين يتجاهل ممثلو المدينة في الحكومة والبرلمان كل الدعوات والمناشدات لوقف القصف العشوائي على الفلوجة.
وفي سياق متصل، جدد الطيران العراقي قصفه للمدينة بالبراميل المتفجرة، وقال مصدر محلي لـ "العربي الجديد" إن تسعة أشخاص قتلوا، بينهم ثلاثة أطفال، وثلاث نساء، وأصيب عشرة آخرون، بقصف براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة على مناطق الأزركية والشهداء والصقلاوية، شمالي المدينة.
وأكد أن الفرق الطبية الموجودة لم تتمكن من معالجة ضحايا القصف، بسبب نقص الأدوية، والحصار الذي تفرضه قوات الجيش والمليشيات.
ويخشى السكان المحليون في الفلوجة من تعرضهم لعمليات إبادة جماعية على يد قوات إيرانية تحيط بالمدينة، بعد أن كشفت مصادر عراقية حكومية وعسكرية رفيعة المستوى، في وقت سابق لـ " العربي الجديد "، "عن مشاركة واسعة لقوات الحرس الثوري الإيراني في معارك مرتقبة، أعلنت عنها الحكومة في وقت سابق من الأسبوع الماضي في محافظة الأنبار، وتضمنت دخول أربعة آلاف مقاتل إيراني مع ترسانتهم العسكرية إلى المحافظة".
وأضاف أن "جزءاً من الحرس الثوري وصل فعلاً للأنبار، عبر صحراء النخيب، على أن يدخل الجزء الأكبر منه مع قوافل عسكرية تابعة للجيش العراقي والمليشيات".
810 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع