العراقيون بين موجة الحر وانقطاع الكهرباء

             

العربي الجديد / بغداد - احمد النعيمي:يمر العراق بموجة حر شديدة خلال شهر رمضان، ارتفعت خلالها درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، قالت الجهات المعنية إنها قد تتجاوز اليوم السبت 50 درجة مئوية، وسط أزمة كبيرة في قطاع الكهرباء، وتذمر شعبي من عجز حكومي عن مساعدة المواطنين.

وتعاني المحافظات العراقية كافة من أزمة حادة في الكهرباء، زادت حدتها بعد 2003 بشكل كبير، خاصة في فصل الصيف الذي تكون فيه حاجة المواطنين ماسة للكهرباء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ويرزح الأهالي خلالها بين معضلة الانقطاع المستمر للكهرباء الوطنية، وارتفاع أسعار الكهرباء من المولدات الأهلية.

المهندس عمار عبد الواحد، من وحدة المفتش العام بوزارة الكهرباء العراقية، أوضح لـ"العربي الجديد" أنَّ "الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الاحتلال عام 2003، لم تقم بمعالجة ملف الكهرباء بشكل صحيح مطلقا، بسبب الفساد الإداري والمالي والسرقات المنظمة للمولدات الكهربائية العملاقة، التي كان من المفترض تزويد المدن العراقية بها قبل سنوات، والتي سرقت ولا أحد يعرف مصيرها".

ويتابع عبد الواحد "يعاني العراق خلال شهر رمضان، من ارتفاع شديد في درجات الحرارة، مع انقطاع مستمر للكهرباء الوطنية والمشكلة الأخرى أنَّ المولدات الأهلية رفعت سعر الأمبير الواحد إلى 25 ألف دينار في بعض المناطق، وهذا كثير جداً على المواطن العراقي في ظل الوضع الراهن وما يمر به البلد من تردي أمني واقتصادي".


وحذرت الجهات الصحية في مدن وسط وجنوب العراق من التعرض المباشر لأشعة الشمس، وخطورة ذلك على الأطفال والعاملين تحت أشعة الشمس، لما قد تلحقه من مخاطر على حياة المواطنين بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

وقال الطبيب حيدر الياسري لـ"العربي الجديد" إنَّ "العراق يمر بموجة حر شديدة تتركز في مناطق الوسط والجنوب، ولذلك نحذر من التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصةً في مناطق محافظتي ميسان والبصرة اللتين من المتوقع أن تصل فيهما درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية".


وتابع الياسري "من المهم جدا أن يتخذ المواطنون الإجراءات الوقائية اللازمة من أشعة الشمس الخطيرة، وفي حالة تعرض أحدهم لضربة الشمس يجب فورا تخفيض درجة حرارته عبر كمامات الماء البارد، ونقله مباشرة إلى أقرب مستشفى أو مستوصف صحي لتلقي العلاج اللازم".


وتظاهر عشرات المواطنين في عدد من مناطق جنوب العراق، احتجاجاً على الانقطاع المستمر للكهرباء الوطنية، وارتفاع أسعار الكهرباء من المولدات الأهلية، مطالبين الحكومة العراقية بوضع حد لمعاناتهم.

محمد صالح (37 عاما) من أهالي النجف بين لـ"العربي الجديد" أنَّ "المواطن العراقي محاصر بين نار حر الصيف اللاهب، وموجة الحر الشديدة وانقطاع الكهرباء الوطنية بشكل مستمر وارتفاع أسعار الكهرباء الأهلية، ولا نعرف ماذا نفعل، فالجميع يريد أن ينهش لحومنا ويمتص دماءنا".
ويتساءل صالح "هل يعقل أن بلدا مثل العراق مليء بالثروات لا تستطيع حكوماته المتعاقبة أن تحل مشكلة الكهرباء الوطنية، التي أصبحت مشكلة العصر بالنسبة للعراقيين كافة؟".

وتنتشر في كافة القرى والمدن العراقية داخل الأحياء السكنية، مولدات للطاقة الكهربائية يقوم الأهالي باستخدامها لتعويض النقص الحاد في الكهرباء الوطنية، وبدأت المولدات الأهلية بالانتشار بشكل سريع بعد 2003.


ماضي مزاحم، صاحب مولدة يوضح أنَّ "المولدات الأهلية أصبحت لا غنى عنها لأي مواطن عراقي، بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء الوطنية، ولكن هناك مشاكل عديدة بالنسبة لنا كأصحاب مولدات، منها التعطل المستمر بسبب الحمل الزائد ومشكلة تجهيزنا بالوقود المخصص للمولدات الأهلية، ومخاطر أسلاك التوصيل إلى المنازل وتقطعاتها المستمرة، غير أنَّ المشكلة الرئيسية تكمن في رفع سعر الأمبير الواحد من قبل بعض أصحاب المولدات الأهلية، بعيداً عن الرقابة والمحاسبة القانونية؛ وهذا ما يثقل كاهل المواطن".

ويتابع مزاحم "في بعض المناطق يبيع أصحاب المولدات الأمبير بسعر 25 ألف دينار، وبعضها بـ 12 ألف دينار، وكل منزل يحتاج ما لا يقل عن 5 أمبير لتشغيل مبردات الهواء، وبعض المراوح الصغيرة والإنارة المنزلية، وهذا يعني أنَّ أصغر عائلة تحتاج في الشهر إلى ما لا يقل عن 60 إلى 100 ألف دينار، كمعدل اشتراك شهري للمولد الأهلي في المنطقة، وهذا مبلغ كبير على العائلات العراقية في هذا الظرف العصيب".

ويتهم مهندسون ومختصون في قطاع الكهرباء، الحكومة العراقية بالتغاضي عن حل معضلة انقطاع الكهرباء منذ سنوات طويلة، معتبرين أن معضلة الكهرباء في العراق سياسية وليست اقتصادية أو فنية مطلقا بحسبهم.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

811 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع