بغداد ـ «القدس العربي»: تكررت مؤخرا دعوات من قوى سياسية وشعبية وقانونية عراقية لإطلاق سراح قادة النظام السابق الموجودين في السجون، وذلك ضمن دعوات المصالحة الوطنية وللاستفادة منهم في كسب وتحشيد جمهور المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» نظرا لتأثيرهم الكبير على هذا الجمهور.
فقد جدد المحامي العراقي البارز بديع عارف دعوته إلى اطلاق سراح قادة النظام السابق المعتقلين في السجون الحكومية والمحكوم عليهم بالإعدام منذ سنوات، وذلك لوجود مجال للاستفادة منهم في المصالحة الوطنية وتعبئة سكان المناطق المحتلة من تنظيم داعش وخاصة في الموصل والأنبار.
وأكد المحامي، الذي شارك في محكمة القادة السابقين، لـ «للقدس العربي» أن للقادة الكبار في النظام السابق تأثيرا كبيرا على سكان المحافظات الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش، وأن اطلاق سراحهم «سيكون خطوة لها أهمية كبيرة في كسب الجمهور في تلك المناطق خاصة وإنهم يحظون باحترام الكثير من العراقيين نظرا لدورهم في حماية الوطن من التحديات سابقا، ولم يرتكبوا جرائم جنائية حقيقية بل ان الحكم عليهم هو سياسي بالدرجة الأولى. كما أن لديهم قدرات قيادية وخبرة في ادارة الأزمات ومواجهة التحديات يمكن استثمارها في ايجاد حلول للوضع العراقي المتأزم».
وأشار إلى أن وضع القادة المعتقلين «مأساوي» بعد نقلهم إلى سجن الناصرية. وهم يعيشون في ظروف صعبة نظرا لسوء أحوالهم الصحية وقلة الطعام والخدمات، وخاصة بالنسبة إلى طارق عزيز»، مشيرا إلى أنه في آخر لقاء له مع وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم ووزير الداخلية الأسبق، سعدون شاكر، طرح عليهما تقديم طلب الرأفة واطلاق سراحهما لسوء حالتهما الصحية. لكنهما رفضا ذلك واعتبراه موقفا ضعيفا ولن يستجاب له. وأشار إلى انه ينوي تقديم طلب جديد لوزير العدل للسماح له بزيارة بعض القادة السابقين في سجن الناصرية اذا توفر له عامل الأمن.
وكان نائب رئيس الجمهورية مسؤول ملف المصالحة، إياد علاوي، أعلن انه طلب من رئيس الحكومة، حيدر العبادي، مؤخراً وخلال اجتماع الرئاسات الثلاث إطلاق سراح مسؤولين سابقين في نظام صدام، لما «يمثلونه من وزن اجتماعي وعسكري يمكن استخدامه لتعبئة المجتمع ضد تنظيم داعش لاسيما في المحافظات السنية». واضاف انه طالب بإطلاق سراح المسؤولين ومنهم سلطان هاشم الذي شغل منصب وزير الدفاع العراقي في نظام صدام، للمساهمة في الاستراتيجية التي ذكرها، مشيرا إلى أن خطوة من هذا القبيل تعتبر «بادرة حسن نية من الحكومة في طريق ملف المصالحة المتعثر وتحشيد القوى باتجاه قتال التنظيم».
كما سبق أن طالب رئيس «مؤتمر صحوة العراق»، احمد ابو ريشة، بإطلاق سراح وزير الدفاع في عهد نظام صدام حسين سلطان هاشم احمد.
وقال في تصريح صحافي في تجمع للتضامن مع القادة الميدانيين وشيوخ العشائر في محافظة الانبار لمواجهة تنظيم «داعش»، ان اطلاق سراح وزير الدفاع الاسبق سلطان هاشم احمد «يمثل بادرة مهمة وجزء من المصالحة الوطنية بالعراق». وأكد ابو ريشة على ضرورة القيام بعمل امني واسع النطاق في الانبار والموصل لاضعاف تنظيم «داعش» والاسراع في تشكيل الحرس الوطني.
وكان تحالف القوى العراقية كشف في اب / اغسطس الماضي ان ورقته التفاوضية التي قدمها للتحالف الوطني تضمنت اطلاق سراح وزير الدفاع في النظام السابق سلطان هاشم احمد وبعض ضباط الجيش السابق. يذكر ان المحكمة الجنائية العراقية العليا اصدرت في 2007 قرارات باعدام عدد من قادة النظام السابق مثل علي حسن المجيد وسلطان هاشم وحسين التكريتي بعد ادانتهم بارتكاب جرائم جنائية.
ويذكر أن الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني والحالي فؤاد معصوم يرفضان المصادقة على أحكام الإعدام الصادرة بحق العديد من قادة النظام السابق منذ سنوات نظرا لوجود ضغوط من منظمات حقوقية وانسانية دولية على العراق في هذا الصدد.
836 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع