الأسطورة تتحدث عن قيام شخص يدعى كاوا، المعروف بمناصرته للخير، بمقاومة ملك ظالم والانتصار عليه، وإشعال النيران في قصره.
وكالات الأنباء/أربيل ـ عبر إشعال النيران يحيي الشعب الكردي عيد “نوروز” في إيران وتركيا والعراق وسوريا ودول أخرى وسط آسيا، الذي يعود لعصور قديمة، لكنه ما يزال العيد القومي الأهم والرئيسي عند الأكراد.
وتتعدد الروايات حول أصل العيد حيث يربطه الأكراد بأحداث تاريخية امتزجت بأساطير عديدة. إلا أن الرواية الأكثر شيوعاً بين الأكراد، تقول إن الاحتفال بـ”نوروز” يرجع إلى تاريخ سقوط الإمبراطورية الآشورية على يد الميديين (قدماء الأكراد) والكلدانيين في القرن السابع قبل الميلاد، والسيطرة على عاصمتها نينوى. ولا تزال أثار تلك الأمبراطورية باقية في مدينة الموصل، شمالي العراق.
فيما تتحدث أسطورة عن قيام شخص يدعى “كاوا”، المعروف بمناصرته للخير، بمقاومة الملك الظالم “زوهاك” (أي التنين أو الأفعى الكبيرة بالكردية)، والانتصار عليه، وإشعال النيران في قصره.
واحتفالا بذلك، يقوم مناصرون لـ”كاوا” بإشعال النيران أعالي الجبال المحيطة بالمدينة تعبيراً عن فرحهم بانتصار الخير على الشر.
والتزاما بما جاء في الأسطورتين السابقتين، يعتبر إشعال النيران ليلة 20 و21 من شهر مارس / آذار، خاصة في أعالي القمم أو التلال المحيطة بالأماكن السكنية، رمزا للخلاص من الظلم والشر لدى الأكراد.
وبخلاف هذه الروايات والأساطير، تربط بعض المصادر الكردية بين عيد “نوروز” وبداية فصل الربيع أو موعد الاعتدال الربيعي في الـ 21 من شهر مارس / آذار، فيما تشير بعض الروايات إلى تزامن المناسبتين الربيع والخلاص من الملك “زوهاك” في الأسطورة التي سبق الحديث عنها.
أما بالنسبة للتسمية، فهي مركبة من كلمتين كرديتين، الأولى “نو”، وتعني الجديد، والثانية “روز” أو “روج” وتعني اليوم، وبالتالي تعني كلمة نوروز بشقيها (اليوم الجديد)، وهو أيضاً أول يوم من رأس السنة الكردية، أيضا، بحسب تقويم معتمد منذ القرن السابع الميلادي.
ويتم الاحتفال بعيد “نوروز” عادة، بمراسم احتفالية في مدن وقرى إقليم كردستان، حيث يتم تعطيل الدوام الرسمي لمدة 3 أيام، وفي ليلة 20 و21 من مارس/ آذار، يتم اشعال النيران أعالي المرتفعات القريبة من المجمعات السكنية بالتزامن مع الرقصات الفلكورية.
وليست هناك أية تحضيرات رسمية للاحتفال بعيد “نوروز” هذا العام في الإقليم، ورغم عدم الإعلان عن السبب من قيادة الإقليم، يرجح أن يكون بسبب الوضع الأمني والصراع الدائر منذ أشهر بين قوات جيش الإقليم (البيشمركة) وتنظيم “داعش” في العديد من المناطق شمال العراق وسقوط نحو ألف قتيل من البيشمركة حتى اليوم، حسب الأرقام الرسمية المعلنة.
أما في سوريا فبعد أن كان الاحتفال بـ”نوروز” خلال العقود الماضية “محرماً” من قبل سلطات النظام السوري، ويقام بشكل محدود بعيداً عن أعين تلك السلطات وبتحضيرات معقدة، يستطيع الأكراد هذا العام إحياء هذا العيد دون قيود.
ولعيد نوروز خصوصية عند الأكراد بالذات، فهو عيد يختلف عن كل الأعياد الدينية والحزبية الأخرى، إذ يعد الاحتفال به شكلاً من أشكال الحفاظ على تاريخ وجذور القومية الكردية.
656 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع