اعلن وزير الدفاع العراقي أن قواته اوقفت هجومها على مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين الغربية لكثرة العبوات الناسفة والقناصة وتجنبًا لسقوط الكثير من الضحايا .. مشيراً الى ان العمليات الهجومية لمسلحي تنظيم "داعش" قد دفعت القوات الحكومية الى اعادة انتشارها في محافظة الانبار.
قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، خلال مؤتمر صحافي عقب زيارته لمحافظة الانبار، وتابعت مجرياته "إيلاف" الاحد، انه بحث مع القادة العسكريين الميدانيين وشيوخ العشائر وأعضاء مجلس محافظة الانبار (100 كم غرب بغداد) المعوقات التي تعترض العمليات العسكرية ضد مسلحي "داعش"، مؤكدًا اتخاذ الاجراءات اللازمة لتلافيها والاستعداد للمعركة المقبلة في المحافظة لتحريرها وتأمين عاصمتها الرمادي التي يوجد العدو على مقربة شديدة من حدودها.
ودعا عشائر المحافظة الى الاستعداد للمشاركة في العملية المنتظرة لتحرير محافظتهم .. مؤكدًا أن وزارة الدفاع ستزودهم بكل ما يتطلب لمشاركتهم هذه في قتال التنظيم الارهابي "داعش" مع القوات المسلحة ثم مسك الارض بعد تحريرها. واوضح أن مسلحي "داعش" يوجدون حاليًا على حافات المدينة القريبة حيث ان مناطق التماس بينهم وبين القوات العراقية هناك تتراوح بين 150 و200 متر فقط .. والاحتكاك بين الجانبين مستمر .
واوضح وزير الدفاع أن مسلحي التنظيم يحاولون الان الضغط على القوات الامنية في قاطع الانبار من أجل التأثير على معنويات المقاتلين العراقيين وارباك القوات التي استهدفها التنظيم قبل يومين بحوالي 23 مفخخة متفجرة. واشار الى ان وزارته تعمل حاليًا على تأمين مدينة الرمادي واعادة نشر القوات في محافظة الانبار.. مؤكدًا أن طبيعة المعارك فيها تستنزف الكثير من امكانات وجهود وزارته، بحيث يحصل احيانًا نقص في العتاد لكنه يتم تلافي هذا الامر بأسرع وقت.
الوضع العسكري في تكريت
وعن الوضع العسكري في مدينة تكريت التي يقطنها حوالي نصف مليون نسمة، وهي عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد)، والتي بدأ الهجوم العسكري فيها في الاول من الشهر الحالي لطرد مسلحي "داعش" من اراضيها، اشار الوزير الى أن القوات الامنية توجد حاليًا شمالا على حافات حي القادسية الذي دخلته من هذه الجهة، لكنها جنوباً توجد بالقرب من منطقة العوجة الجديدة وهي قريبة جدًا من مستشفى تكريت الواقع بوسط المدينة، وعلى بعد 500 متر منها. اما غربًا فقد اوضح ان القوات تتحرك للوصول الى الحي الصناعي لكنها لم تتمكن من اقتحامه لحد الآن غير انها اقتربت من اطرافه.
وكشف العبيدي ان كثرة العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والقناصة في مدينة تكريت قد ارغم القوات الامنية على الاكتفاء بمحاصرتها حاليًا ووقف الهجوم تجنباً لحصول دمار كبير فيها ووقوع خسائر بين المدنيين داخلها .. وقال انه لذلك فقد ارتأت القيادات العسكرية الانتظار والابقاء على حصارها للمدينة .. مشددًا بالقول "والا كان بإستطاعتنا اقتحام تكريت قبل ثلاثة أيام لكننا ننتظر انهيار العدو تلقائيًا وستدخل قواتنا المدينة في القريب العاجل من دون خسائر".
ولا يزال مقاتلو "داعش" يسيطرون على القصور الرئاسية على بعد 5 كيلومترات من تكريت، وعلى ثلاث مناطق أخرى على الأقل بوسط المدينة حتى اليوم.
وحول التفجير الذي حصل امس بمقر السرية الرابعة الفوج الثاني اللواء الخمسين في منطقة البو ذياب في الانبار، اوضح الوزير انه تم تشكيل لجنة تحقيقية رافقته في زيارته للمحافظة وذهبت الى مكان التفجير وجمعت بعض الادلة ولكنها طلبت إمهالها فترة اطول من اجل التوصل الى نتائج حقيقية وسيتم اعلان هذه النتائج بكل شفافية ووضوح الى الشعب العراقي حال الانتهاء منها .
يذكر أن الهجوم لاستعادة مدينة تكريت قد توقف الجمعة بعد يومين من توغل قوات الأمن العراقية ومسلحي الحشد الشعبي للمتطوعين في المدينة في أكبر عملية حتى الآن ضد مقاتلي تنظيم "داعش". وقال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين إن القوات العراقية لن تتقدم حتى تصل تعزيزات عسكرية إلى تكريت التي لا يزال التنظيم يسيطر على نصفها تقريبًا.
وإذا استعادت القوات الحكومية مدينة تكريت فستكون أول مدينة يتم استردادها من أيدي التنظيم منذ أن اجتاح مساحات واسعة من البلاد في حزيران (يونيو) من العام الماضي، وأعلن قيام دولة الخلافة في الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا .
وقال هادي العامري، قائد منظمة بدر الشيعية وتشكيلات الحشد الشعبي، إن نتيجة المعركة في تكريت ليست محل شك لكن القوات العراقية في حاجة إلى وقت. وأضاف في تصريح متلفز لقناة "العراقية" الحكومية من على الجبهة في تكريت أن مقاتليه ليسوا في عجلة من أمرهم لكن لديهم خطة يتبعونها .. وقال إن المعركة قد تتأجل يومين أو ثلاثة أو أربعة"، لكنهم سيحتفلون بتحرير تكريت من "العدو". وسيعطي تحقيق الانتصار في تكريت القوات العراقية قوة دفع للمرحلة المقبلة من حملة استعادة الموصل أكبر مدينة خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية.
ومنذ بداية الشهر الحالي، فقد باشرت القوات العراقية هجومًا عسكريًا واسعًا بمشاركة 30 ألفًا من قوات الجيش والشرطة والفصائل المسلحة للمتطوعين وأبناء العشائر السنية لطرد تنظيم"داعش" من محافظة صلاح الدين وتمهيد الطريق لوصول القوات العراقية إلى حدود محافظة نينوى وعاصمتها الموصل معقل التنظيم في العراق.
824 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع