عراقيون مستاؤون من زيارات السياسيين للمناطق المحررة

             

يستاء عراقيون من زيارات بعض المسؤولين للمناطق التي يتم تحريرها من سيطرة داعش والتقاطهم الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين ذلك محاولات دعائية لتجيير الانتصارات لمصالحهم الحزبية والشخصية.

ايلاف/بغداد:أكد عراقيون غضبهم من زيارات مسؤولين عراقيين للمدن التي يحررها الجيش العراقي والحشد الشعبي وابناء العشائر من تنظيم (داعش)، وايهام الناس بأنهم مساهمون في القتال، مشيرين إلى أن هناك من يقدم دمه وروحه فداء لتحرير الأرض، ثم يأتي آخر من مكتبه الفخم في العاصمة، محيطًا نفسه بعشرات الحراس المدججين بالسلاح، ليظهر ضمن مواكب المقاتلين، معتبرين ذلك ظاهرة جديدة معروفة الاهداف الدعائية. كما استغرب العراقيون من تسابق الكثيرين ممن يقيمون في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد إلى ارتداء الزي العسكري والوصول إلى جبهات القتال والقيام بتصوير انفسهم امام الفضائيات او نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحسب المبدأ العراقي "صورني وأنا لا أدري!"، مطالبين إياهم بحمل السلاح والمشاركة الفعلية بالمعارك.
 
محاولات مفبركة
قال عبد الكاظم حسن، الموظف في وزارة البيئة، لـ "إيلاف": "قبل أن تحتدم المعارك لم اسمع او اشاهد سياسيًا واحدًا ذهب إلى جبهات القتال، ما عدا هادي العامري الذي شارك في القتال إلى جانب عناصر الحشد الشعبي وما زال هناك، وهذا ما يعرفه العراقيون، لكن الغريب انه مع تقدم الجيش العراقي في محافظة صلاح الدين، بدأت الصور تزداد على فايسبوك". أضاف: "إنها محاولات مفبركة من هؤلاء السياسيين لتجيير الانتصارات لصالحهم، وهذا خطأ كبير فالنصر وراءه رجال اشداء ومقاتلون اشاوس، ووجود السياسيين من اصحاب المواقف السلبية هناك يؤثر سلبًا على المقاتلين".
وقال الجامعي احمد عبد الامير: "انا مع ذهاب السياسيين إلى جبهات القتال لمساندة القطعات العسكرية في تقدمها، لا أن يذهبوا إلى المناطق بعد تحريرها، والتي بعد عنها القتال، ليعتبروا هذا دعمًا، فقبل ايام شاهدت صورًا لشخصية سياسية معروفة يزور مدينة العلم التي حررتها القوات المسلحة، في استعراض اعلامي باهت".
 
سرقة نصر الجنود
أكد الكاتب والصحافي أحمد جبار غرب أن هذه الزيارات غير مبررة، "فيها مداهنة وتملق، ومحاولة بائسة لسرقة نصر المقاتلين وتجييره باسمائهم، ويفترض بهؤلاء السياسيين أن يكونوا في مقدمة المقاتلين ضد داعش اذا كانوا مناضلين حقيقيين، لكنهم سرقوا المليارات ويحاولون الآن سرقة نصر العراقيين الابطال، نصر ضمخوه بالدم والتراب، فعاش مقاتلونا الابطال وابناؤنا وعشائرنا المجاهدة، وخسىء السارقون".
ونعت الفنان عبدالجبار الشرقاوي هؤلاء السياسيين بالانتهازيين، وقال: "هناك من يحاول أن يوهم الجماهير بأنه كان في ساعات الجحيم التي خاض معتركها اسود العراق والحشد ضد زمر التكفير والظلام، وهؤلاء انتهازيون يسعون لالتقاط النصر المجاني على حساب دماء الشهداء الزكية، وهم مكشوفون ومعرفون ولن تفيدهم الأقنعة".
 
نكتة باردة
وكتبت الصحافية فرح سالم على صفحتها بفايسبوك: "هل سمعتم بكولاج القبح؟ انه ذلك المكوّن من صور أنصاف الرجال المتراصة ببعضها وهم يحاولون التشبه بالرجال، فمنهم من امسك برشاشه الوهمي ووقف كالطاووس مختالًا، ومنهم من أمسك بدربيله الثمين ليشاهد قطعات العدو التي بددها ولد الملحة قبل تدخله، اما الاخير، فهو ذلك الذي 'يموّت الميت ويبكي على قبره'، الذي جاء بعد خراب الارض مهنئًا، هؤلاء هم ساسة الصدفة". وتساءلت: "ترى هل يعلمون أنهم الآن باتوا نكتة سخيفة باردة، بإمكانها القيام بأي فعل سوى الاضحاك".
واستنكر الكاتب شوقي كريم حسن هذه السلوكيات، وقال: "لا أجد تفسيرًا واضحًا لذهاب سياسيين إلى مناطق تم تحريرها والتقاط صور مفعمة بالسعادة، ومن حقي كمواطن عراقي أن اوجه نداءً عاجلًا إلى قواتنا المسلحة المنتصرة، وابناء الحشد الوطني العراقي المباركين وابناء العشائر العراقية المجيدة، اقول لهم نحن اخوتكم وابناؤكم واهلكم في كل ارض العراق الخيرة، ندعوكم بحب وامل أن لا تسمحوا لكل من لا يرتدي الملابس العسكرية ولم يتمرغ بتراب المعركة العظيمة بالدخول إلى المناطق المحررة والتصوير فيها، فهؤلاء يتاجرون بنصركم المبين".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

681 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع