الصباح/بغداد ـ كوكب السياب:الرغبة في بناء مشاهد بقيت راسخة في ذاكرته منذ الطفولة، دفعته إلى دخول عالم فن "الدايوراما"، أو ما يعرف بـ "فن المصغرات"، الذي لم يكن معروفاً قبل العام 1823، لكنه انشئ على يد فرنسيين؛ الرسام تشارلز بوتون والمصور لويس داغور، اللذين عرفا باهتمامهما بالضوء في جميع الاعمال التي قدماها وقد عرضوا هذا الفن لاول مرة في لندن في 29 ايلول العام 1833.
يقول الفنان علي العميدي، المولود في مدينة كربلاء العام 1982، إن "بدايتي في فن المصغرات كانت ببناء مجسمات مستوحاة من تلك الروايات التي قرأتها في صغري"، متابعا لـ (الصباح): "لم اكن اطلع احدا على اعمالي، سوى اهلي وعائلتي الصغيرة المكونة من زوجتي وطفلي الوحيد حينها، وكانوا يشجعوني ويساندوني في كل اعمالي وقراراتي ويعود الفضل لهم في استمراري في هذا الفن".
الاهتمام بالتفاصيل
ويعترف العميدي، ان وسائل التواصل الاجتماعي منحته حيزاً كبيراً من خلال نشر أعماله ومتابعته لانطباعات الناس بها، مؤكداً، أغلبها كان موجها بشكل خاص للاجانب؛ لم تكن تجذب اهتمام اصدقائي العرب والعراقيين".
ويعرّف العميدي فن المصغرات بأنه "فن يعتمد على الاهتمام بتفاصيل التفاصيل ولذلك فانه يأخذ الكثير من الوقت والجهد"، مستدركاً: "لكنه ليس معقدا إنما يحتاج الى دراسة لكل مشهد من المشاهد، ودراسة روحية المكان المستوحى منه العمل حتى يظهر بصورة واقعية تعكس صورة المكان، فمثلا عند بناء مشهد مستوحى من منطقة في فرنسا يختلف عن اي مشهد في منطقة اخرى وهذا الاختلاف يبدو جليا في كل تفصيل؛ كالابواب والشبابيك وحتى الارضية والتفاصيل الاخرى كنوع الكراسي او نوع الواجهات في هذه المنطقة او تلك".
ويتابع: "استغرق في كل عمل نحو شهرين او ثلاثة خصوصا اني ابني كل تفصيل من الصفر و لا استعمل اي شيء جاهزاً، و قد طورت العديد من الطرق لكيفية عمل المجسمات من مواد نستعملها في حياتنا اليومية.. وهذا ما تميزت به عالميا".
وعن معرضه الشخصي الاول يقول: أنا في صدد زيارة الولايات المتحدة الاميركية قريبا من اجل الترتيب لمعرضي الاول.. كما وجهت لي دعوات من معارض عالمية سوف تناقش بالزيارة ذاتها للترتيب لاقامة معارض في اميركا و اوروبا والعراق".
المشاريع والأحلام
واذا ما كان يفكر بإنشاء نصب ما في بغداد، أو محافظة عراقية أخرى، أشار إلى أن "هذا النوع من الفن لا يصلح لوضعه في اماكن خارجية؛ لكن احد احلامي هو المشاركة في عمل متحف في بغداد للمصغرات يروي تاريخ
العراق.
حيث نقوم ببناء مشاهد لكل حقبة، زمانية و مكانية، لجميع محافظات العراق تكون شاهدةً للاجيال وتمكن زوار العراق من التعرف على التراث العمراني والثقافي للبلد.
899 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع