فيما بدأت اليوم عمليات تحرير مدينة تكريت العراقية عاصمة محافظة صلاح الدين الغربية، فقد توقعت مصادر أمنية أن تكون معركتها قاسية وطويلة وتحتاج الى أموال وتضحيات بالأرواح، حيث يتواجد فيها ألف مقاتل لتنظيم "داعش" حولوها إلى مدينة ملغمة.. فيما تم الكشف عن وجود 100 خبير عسكري يشاركون في عملياتها العسكرية.
د.اسامة مهدي/لندن: باشرت القوات الأمنية العراقية وتشكيلات الحشد الشعبي للمتطوعين وابناء العشائر، الثلاثاء، عمليات عسكرية لتحرير مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) التي بدأت العمليات العسكرية فيها في الاول من الشهر الحالي.
وهاجمت القوات تكريت من اربعة محاور، وسط تبادل كثيف للنيران بعد أن اخلى عناصر تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" مواقعهم في ضواحي المدينة وتمركزوا في أحياء بوسطها.
وجاء الهجوم الثلاثاء وسط توقعات بمعركة قاسية وطويلة نتيجة وجود الف مقاتل لداعش فيها، حيث حولوها إلى مدينة ملغمة وقاموا بحفر انفاق فيها لتفجيرها في القوات المهاجمة. وقال النائب العراقي مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي إن تنظيم "داعش" قد حوّل مدينة تكريت إلى مدينة مفخخة جاهزة للتفجير، حيث ينتشر فيها حاليًا 1000 عنصر للتنظيم من جنسيات أجنبية وعراقية.
وأشار الربيعي إلى أن" التقدم الذي تحرزه القوات الأمنية بعملياتها العسكرية ضد عصابات داعش الارهابية في قاطع محافظة صلاح الدين هي انتصارات تعبوية تكتيكية ستقودنا إلى تحقيق الانتصار الاستراتيجي السَوقي الذي يمثل استرجاع مدينة تكريت".
وأضاف الربيعي في تصريح لـ"إيلاف"، تسلمته عبر البريد الالكتروني، أن" التوقعات أصبحت عالية جداً للقوات الأمنية والحشد الشعبي وجميع المواطنين بتحقيق الانتصار على هذه المجاميع الخارجة عن القانون وطردها من المناطق التي تحتلها"، مشدداً على" ضرورة إدارة هذه التوقعات على نحو جيد مع ما يتناسب والاستماتة التي يلجأ إليها أفراد تلك العصابة الارهابية".
وأضاف الربيعي أن مدينة تكريت تحتاج إلى وقت وتضحيات بالأموال والأرواح من أجل استرجاعها من "داعش"، الذي بات يستخدم أساليب نظام صدام البعثي المباد لعرقلة تقدم القوات الأمنية والحشد الشعبي.
وأوضح أن من ضمن الأساليب التي لجأ إليها "داعش" في مدينة تكريت استخدام الناس دروعاً بشرية، فضلاً عن سياسة الأرض المحروقة، ومن خلال محاولته إشعال النار في الآبار النفطية على طريقة صدام حسين أثناء انسحابه من الكويت في تسعينات القرن الماضي".
وأشار إلى وجود فرق كبير بين القوات المدافعة من عناصر "داعش"، التي تتحصن في البيوت وعلى المباني، وبين القوات المهاجمة التي تكون مكشوفة أمام العدو، وهم القوات الأمنية والحشد الشعبي من البواسل".
وكشف أن مدينة تكريت أصبحت ملغومة تشبه إلى حد كبير السيارة المفخخة (مدينة مفخخة) بعد تفخيخ الدور السكنية والشوارع وأعمدة التيار الكهربائي، فضلاً عن نشر العديد من القناصين في الخطوط الأمامية لعناصر التنظيم عند مداخل المدينة. وأضاف أن القوات الأمنية تسعى لتطهير الجانب الشرقي من نهر دجلة الذي يضم خمس قرى على نحو كامل من عناصر "داعش" قبل العبور إلى مدينة تكريت، "التي من المتوقع قيام العدو بتفجير جميع الجسور التي تطل على النهر لمنع مرور القوات الأمنية إليها".
ومع انطلاق عمليات تحرير تكريت، فقد اكدت عشائرها مساندتها ودعمها للقوات الأمنية واستعدادها لمسك الارض بعد تحريرها من سيطرة "داعش".
وقالت العشائر في بيان صحافي اليوم، "في الوقت الذي تهاجم فيه القوات المسلحة البطلة وقوات الحشد الشعبي من على مشارف مدينة تكريت بعد الانتصارات التي سطرتها في مناطق الدور والبوعجيل والعلم نعلن بأن ابناء العراق في هذه الملحمة التاريخية من خلال منتسبيهم في القوات المسلحة من جيش وشرطة وحشد شعبي وجميع ابناء تكريت وعشائرها يقفون على اهبة الاستعداد لمسك الارض الفوري بعد التحرير".
100 خبير عسكري إيراني يشاركون في معارك صلاح الدين
كشف المشرف على الحشد الشعبي للمتطوعين لقتال تنظيم "داعش" هادي العامري اليوم عن وجود نحو 100 خبير عسكري إيراني يشاركون القوات العراقية في معارك صلاح الدين.
وقال العامري، وهو قائد منظمة بدر الشيعية، إن "هناك خبراء عسكريين من الجارة إيران موجودين معنا في حربنا ضد داعش بمحافظة صلاح الدين من جميع المحاور".. مبيناً أن "هؤلاء الإيرانيين لديهم الخبرة العسكرية الكافية لاسيما بعد مشاركتهم في الحروب بسوريا ولبنان والشيشان، ونكن لهم كل التقدير والاحترام، وهؤلاء هم اصحاب فضل علينا لأنهم يعطوننا خبراتهم في الحروب ضد داعش بلا مقابل".
وأضاف العامري في تصريح لوكالة "المدى بريس" الثلاثاء أن "عدداً من السياسيين في العراق يقبلون الأيادي لكي يأتي مستشارون اميركيون مقابل مبالغ مالية".. مشيراً إلى أن "نحو 100 مستشار إيراني شاركوا في المعارك ضد تنظيم داعش بمحافظة ديإلى وصلاح الدين، وهم مستمرون معنا بدون مقابل".
وبشأن المطالبات بإقالته من البرلمان بسبب غيابه عن جلساته، دعا العامري "المطالبين إلى المجيء لساحات المعركة للتعرف على من يقاتل من العراقيين ضد داعش".. وقال انه اذا كان "القانون يعتبر انه بعد مدة سبعة أشهر على عدم أدائي اليمين الدستورية غياباً، يسمح باستبدالي، فأنا على استعداد لتقديم استقالتي وترشيح بديل لي من منظمة بدر". وأعرب عن "استغرابه من عدم استبدال البرلمان في الدورة السابقة نواباً لم يحضروا أية جلسة خلال السنوات الأربع الماضية".
وأضاف العامري "أنا أدافع عن بلدي في ساحات المعركة وأقول لهم انني لن أترك ساحات المعركة حتى تحرير آخر شبر من العراق من دنس داعش وسأقدم استقالتي إذا كان القانون يسمح بذلك، وأود أن أقول بأني لم أتسلم راتباً كعضو مجلس نواب حتى الآن، ولاتوجد لديّ حماية مخصصة من قبل مجلس النواب".
ويعد العامري مشرفاً مباشراً على الحشد الشعبي في العراق، وقاد معارك الحشد ضد تنظيم داعش منذ بداية المعارك في محافظتي ديإلى وصلاح الدين وتوعد التنظيم بالقضاء عليه كلياً في جميع المناطق التي سيطر عليها بعد احتلال مدينة الموصل الشمالية في حزيران (يونيو) عام 2014.
يذكر أن القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر باشروا منذ الاول من الشهر الحالي بعملية أمنية واسعة لتطهير محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت من تنظيم داعش، الذي استولى عليها في 11 حزيران الماضي.
886 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع