التكسي النهري الذي تم افتتاحه اليوم
المدى برس/ بغداد:أعلن وزير النقل، باقر الزبيدي، اليوم الاثنين، عن اطلاق أول رحلة تجريبية لـ"التكسي النهري" لتغطية خمس محطات رئيسة من وسط العاصمة إلى شماليها، متمنياً أن يتطور المشروع للنقل بين المحافظات ليصبح دجلة "موازياً للنيل والبسفور" في نقل المواطنين والأحمال المتوسطة، في حين بينت شركة النقل البحري أن المشروع يضم 16 زورقاً سيزداد عددها لثلاثين قريباً، مؤكدة أنها ستفتتح خدمة مماثلة في البصرة قريباً.
وقال الزبيدي، في حديث إلى (المدى برس)، من على متن قارب (حافلة نقل نهرية)، خلال اطلاق أول رحلة تجريبية لـ"التكسي النهري"، إن "الرحلة التجريبية الأولى للتكسي النهري انطلقت اليوم، من منطقة الجادرية، وسط بغداد، إلى منطقة الكريعات، شمالي العاصمة"، مشيراً إلى أن "الرحلات التجريبية ستستمر لحين قيام الشركة الخاصة التي رست عليها مناقصة تشغيله مهامها".
وأضاف الوزير، أن "رحلة التكسي النهري ستمر عبر خمس محطات في المناطق الرئيسة من بغداد، هي الجادرية، الباب الشرقي، الباب المعظم، الأعظمية والكاظمية، حيث ستنفذ قريباً من قبل إحدى الشركات"، مبيناً أن "المحطات ستكون مجهزة بالمطاعم وألعاب الأطفال والمقاهي ودور الاستراحة".
وأوضح الزبيدي، أن "المدة الزمنية القصوى لإيصال الركاب من محطة الانطلاق في الجادرية، إلى الكاظمية، ستكون 25 دقيقة، في حين يحتاج النقل البري لأكثر من ساعة ونصف لقطعها"، لافتاً إلى أن "المشروع سيخدم شريحة الطلاب والموظفين من خلال تسهيل انتقالهم إلى مقار دوامهم".
وذكر الوزير، أن "المشروع جاء بعد إنجاز الوزارة مشاريع تكسي بغداد وتكسي البصرة"، آملاً أن "تصل السيارات الخاصة بالمشروعين خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتسهيل ايصال المواطنين من بيوتهم إلى مطاري بغداد والبصرة الدوليين مباشرة".
وتمنى الزبيدي، أن "يتطور مشروع التكسي النهري للتنقل بين المحافظات كما كان عليه الحال سابقاً"، وأن "يصبح نهر دجلة موازياً للنيل في مصر، أو مضيق البسفور في تركيا، من خلال نقل المواطنين والأحمال المتوسطة".
من جهته قال المدير العام للنقل البحري، رعد الزبيدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مشروع التكسي النهري سيسهم بتخفيف الزخم في شوارع بغداد، فضلاً عن جوانبه الترفيهية السياحية"، مبيناً أن "سعر التذكرة للشخص الواحد سيكون ألف دينار".
وأوضح المدير العام، أن "لدى الشركة 16 زورقاً حالياً سيرتفع عددها قريباً إلى 30، وهي بسعات تتراوح بين 30- 40 راكباً، وتضم أماكن للأشخاص المهمين VIP، وتبلغ سرعتها 24 عقدة أي ما يقارب 40 كم في الساعة، ومجهزة بمحركات يابانية من أفضل الأنواع"، مؤكداً أن "الجزر الموجودة في دجلة لن تعيق حركة تلك الزوارق بعد أن تم معالجتها من خلال وضع علامات تحذيرية دالة، فضلاً عن تعهد وزارة الموارد المائية بتعميق النهر مما يتيح النقل ليلاً ونهاراً بحماية الشرطة النهرية وقيادة عمليات بغداد والشرطة الاتحادية".
وتابع رعد الزبيدي، أن "لدى الشركة خطة لنقل تجربة التكسي النهري إلى محافظة البصرة حيث جهزت المراسي الموجودة هناك حالياً"، مستطرداً أن "مشروع التكسي النهري في البصرة سينطلق من التنومة مروراً بالعشار والخالدية والخصيب لنقل المسافرين والبضائع المتوسطة".
وانطلقت الرحلة التجريبية الأولى للتكسي النهري، بمشاركة وزير النقل وعدد من الوكلاء والمديرين العامين والموظفين في الوزارة، فضلاً عن الإعلاميين، وقد شهدت الرحلة بعض الصعوبات نتيجة الجزر والعوالق والنفايات الموجود في دجلة، مما جعل الزورق يتحرك ببطء وحذر شديدين.
وكانت وزارة النقل العراقية أعلنت في (الـ23 من نيسان 2014 المنصرم)، عن افتتاح مرسى الجادرية، وسط بغداد، كمرحلة أولى من مشروع (التكسي النهري)، مبينة أن المشروع الذي كلف 20 مليار دينار، يتضمن إقامة 15 محطة انتظار تبدأ من شمالي العاصمة مروراً بعدة مناطق وسطها وجنوبيها، للتخفيف من أزمة النقل، في حين ذكرت الشركة المستثمرة للمرسى، أنه يتضمن مطاعم وكافتيريات عالمية ومحلية، ويستوعب 2000 شخص يومياً.
ويعاني نهرا دجلة والفرات، من إهمال بجوانب الكري والتنظيف منذ زمن النظام السابق إلى الآن، برغم ان وزارة الموارد المائية تعمل على تنظيم نهر دجلة الذي يمر بمنتصف بغداد، إلا أنه ما يزال يعاني من الإهمال وقلة مناسيب المياه ما أدى الى عرقلة سير القوارب متوسطة الحجم فيه.
ويعد التاكسي النهري من اقدم وسائط النقل الداخلية في بغداد، حيث كان الكثير من سكان العاصمة ينتقلون بين مناطقها المحاذية لنهر دجلة، إضافة الى انتقالهم من جانبي الكرخ والرصافة عبر زوارق صغيرة (بلام) في بدايات القرن الماضي، بسبب قلة الجسور التي تربط جانبي الكرخ والرصافة، والمنطقة الوحيدة التي يستعمل فيها التاكسي النهري بشكل خاص في المنطقة التي تربط شارع المتنبي بجانب الكرخ (ساحة الشهداء) بسبب الزحام المروري الذي تشهده هذه المنطقة يوميا.
يذكر أن النقل النهري كان معروفاً في العراق، إذ وافق السلطان العثماني في عام 1834، على تسيير باخرتين بريطانيتين في نهري دجلة والفرات لخدمات المقيمية البريطانية ببغداد، وبعد بضعة أشهر أرسلت لندن الباخرتين وأسمتهما باسمي نهري العراق، وانتدبت احد الضباط الانكليز، هو فرانس جيسني، لبحث موضوع الملاحة في نهري دجلة والفرات، غير أن عاصفة هوجاء في أعالي الفرات، قرب عانة، بمحافظة الأنبار، أودت بإحدى السفينتين ليتوقف العمل بالمشروع .
680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع