خنازير "ضخمة" تهاجم "خيري" في الديوانية وسكانها يشكلون قوة للخلاص منها

          

خنازير متوحشة تهاجم المواطنين بمنازلهم في الديوانية ومطالب بالتحرك الفوري للقضاء عليها


المدى برس / الديوانية:ضاق أبو أحمد، (42 سنة)، وأخوته وجيرانه ذرعاً من مضايقات الخنازير في منطقتهم، فقرروا الخروج مسلحين بحثاً عنها، للانتقام مما فعلت، بهجومها على رجلين وطفلة في أحداث متفرقة، وآخر قبل يومين كان ضحيته شقيقه الأصغر رحمن.

ويقول أبو أحمد، في حديث الى (المدى برس)، إن "منطقة خيري القريبة من الإسكان الصناعي، (تبعد 7 كم جنوبي مدينة الديوانية)، شهدت في المدة الأخيرة انتشار ظاهرة قطعان الخنازير البرية، بشكل مرعب ولافت للنظر، مبيناً أن " الجميع يعلم أن الخنازير تخرج في البرية بنهاية اليوم هرباً من البشر، لكنها باتت تتجول بين المنازل في وضح النهار، من دون خوف أو خشية بل صارت هي من تبادر الى الهجوم على الإنسان".

ويوضح أبو احمد أن "الخنازير هاجمت قبل أسابيع، أحد المواطنين في حقله أثناء سقيه محاصيله، وسببت له أضراراً جسدية بالغة فقد على أثرها ساقه، وبعد أيام تسببت في بتر ذراع مواطن آخر، بعدها هاجمت فتاة قرب منزلها ولولا عناية الله وخروج شقيق الفتاة مسلحاً لكانت قتلتها، متابعاً "قبل يومين خرج أخي من المنزل ليبحث عن بقرة تأخرت عن القطيع، وبعد قليل سمعنا صوت الكلاب وإطلاقات نارية، وحين اتجهنا الى المكان وجدنا أخي يعرج بمشيته ويستند على كتف أحد الجيران، فعرفنا انه تعرض الى هجوم من الخنازير".

ويتابع أبو أحمد "جيراننا تمكن من إصابة الخنزير المهاجم بعدة رصاصات لكنها لم تكن كافية لقتله، بيد أن أحد المزارعين وعند سماعه للصراخ ونباح الكلاب والعيارات النارية، تأهب من مكانه وكمن الى الخنزير وتمكن من قتله".

ويستدرك المواطن أن "ثلاث عمليات أجريت لساق أخي الشمال يوم أمس الأول، وأخرجناه اليوم من المستشفى، فجمعت أخوتي وأقاربي والجيران وطلبت منهم شن حملة على الخنازير لتطهير المنطقة بعد أن يئسنا من إيجاد المعنيين حلاً، يخلصنا من خنازير النهار".

ويبدو أن الغفلة وعدم تصديق خروج الخنازير نهاراً، كانا سببين لأن يكون رحمن، ضحيتها وقاب قوسين أو أدنى من الموت.

ويروي المواطن رحمن حاتم (23 سنة)، في حديث الى (المدى برس)، قصته، بالقول "خرجت عصراً من المنزل الى الحقل، لأبحث عن إحدى البقرات التي تأخرت عن القطيع، وسلكت طريقي المعتاد، غير مصدق لوجود الخنازير في النهار، وفجأة شعرت بشيء رفعني عن الأرض، وأخذ يدفعني ركضاً الى شجرة (سيسبان)، في منتصف الطريق، كنت أشعر بشيء يخترق فخذي بشراسة، أيقنت وقتها أن الهجوم خير وسيلة للدفاع لاتحاشى مهاجمي الذي لم أدرك أنه خنزير كبير بأنياب مخيفة، إلا بعد أن دفعته بقوة والتفت لأرى ما يهاجمني".

ويقول رحمن، إن "صراعاً ضارياً دار بيننا، أستمر لنحو عشر دقائق، فكرت للحظة أنها قد تكون الدقائق الأخيرة في حياتي أن استسلمت، وخطرت لي فكرة الاستغاثة بكلابي، ناديتها فهبت مسرعة لنجدتي، لكنها لم تكن كافية لخلاصي، فاستغثت بأعلى صوتي عسى أن يسمع أخوتي الصراخ، لكن أحد الجيران كان أقرب لي من أهلي، فهب مسرعاً ببندقيته، وصوب على الخنزير وأطلق من بعيد رصاصة أصابته لكنها لم تكن كافية لقتله".

ويوضح المواطن، أن "الجار استمر بإطلاق الرصاص، لكن الخنزير غرز أنيابه في عضلة ساقي وأخذ يلتهمها، حتى وصل جاري قريباً مني وأصابه برصاصة ثانية فتركني وهرب باتجاه (مبزل)، يغطيه القصب"، ويشير إلى أن "الكلاب لاحقته وعدت مع جاري الى المنزل حاملاً معي ألم الجرح الذي أظهرت الأشعة أنه كان على بعد سنتمتر واحد عن العظم، فأخذني إخوتي الى المستشفى، وقرر الطبيب إجراء عمليات عدة".

ويؤكد سكنة منطقة (خيري)، أن الخنازير باتت تدخل بيوتهم في جميع الأوقات، والفزع صار هاجس النساء والأطفال، داعين الحكومة المحلية الى اتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذهم من الخطر اليومي الذي يحيط بهم.

ويقول المواطن حيدر صاحب (36 سنة)، في حديث الى (المدى برس)، إن "الخنازير لم تكتف بحرماننا النوم ليلاً، بل تعدت لتهجم على من يغفل عنها نهاراً، وقبل يومين سمعت جارنا رحمن، يستنجد بعد أن باغته أحد الخنازير الكبيرة من خلفه، فأخذت بندقيتي وأطلقت عليه رصاصة من بندقيتي، لكنه لم يبال بها، بل على العكس اشتد بهجومه، فركضت لأنقذ رحمن وأطلقت عليه رصاصة ثانية أصابته أيضاً، وبين رصاصاتي ودفاع الكلاب عن صاحبها، قرر أن يترك رحمن ويهرب، فكمن له أحد الجيران وأطلق عليه رصاصة أردته قتيلاً فتخلصنا من واحد منها".

ويضيف صاحب، أن"بعض الجيران لا يمتلك سلاحاً في بيته، الأمر الذي يضطره الى البقاء محبوساً في منزله ليلاً، فيما يتجول الخنزير براحته يعبث بما يجده"، ويلفت إلى أن "أهل القرية قرروا الخروج بحثاً عن الخنازير في ملاجئها، بعد أن نفد صبرنا، وتمكنا من قتل أحدها بأول أيام الحملة، وتفاجئنا مما شاهدنا، فلم نر بحياتنا خنزيراً بهذا الحجم، لم يمت إلا بخمس رصاصات".

ويدعو المواطن، "الحكومة المحلية والجهات المختصة في الديوانية (يبعد مركزها 180 كم جنوب بغداد)، الى إنقاذنا وإيجاد حل لمعاناتنا اليومية".

وعلى بعد مئات الأمتار، كان الموت وشيكاً من فتاة تعرضت الى هجوم الخنازير قبل أيام قليلة، ولولا وجود شقيقها على مقربة من باب المنزل لكانت رقماً يضاف الى ضحاياها في الطب العدلي.

ويروي المواطن، حسين علي محراث، قصة شقيقته التي تعرضت الى هجمة خنزير، ويقول في حديث الى (المدى برس)، إن "شقيقتي كانت تروم الذهاب الى بيتي، وعند مرورها بالبستان، هجم عليها خنزير كبير، فاستصرختنا وهب الجميع لنجدتها، وأخذنا نطلق نيران بنادقنا في الهواء، فتركها الخنزير وهرب مخلفاً عدة إصابات بليغة في يدها ومناطق متفرقة من جسمها، فنقلناها الى المستشفى".

ويوضح محراث، أن "محاولات عدة للتخلص من قطعان الخنازير باءت بالفشل، فلم ينفع معها استخدام أنواع السموم وخلطها مع الشعير أو فضلات الطعام"، ويلفت إلى أن "أعداد الخنازير في السابق كانت قليلة جداً ونادراً نرى أحدها قرب المناطق المأهولة، لكنها اليوم باتت تأتينا في وضح النهار، وتجبر الكثير من الأسر على البقاء في منازلها".

ويؤكد المواطن على أن "أهالي القرية باتوا يرافقون أبناءهم إلى المدارس مسلحين، ويعودون لاصطحابهم بعد انتهاء الدوام خوفاً عليهم من الخنازير".

ويعد الخنزير العراقي البرّي، أحد الحيوانات الوحشية المفترسة والقوية، له جسد ورأس ضخمان وقوائم قصيرة نسبياً، وفراء يزداد سماكة في فصل الشتاء، لونه بين الرمادي الداكن إلى الأسود والبنيّ، ويختلف حجم الخنزير البرّي، فالإناث البالغة من العمر أكثر من خمس سنوات يبلغ طولها 135سم، وتزن بين (55 و 70 كغم)، بينما تصل الذكور البالغة في طولها إلى ما بين 140 و 150سم، وتزن ما بين (80 و 90 كغم).

يميز الخنزير البرّي زوج من الأنياب على فكيه، يستخدمها كوسيلة للهجوم والدفاع، وتستمر بالنمو طيلة حياته، يبلغ طول الأنياب السفليّة في الذكور نحو 20سم، ونادراً ما يظهر منها أكثر من 10 سم خارج الفم، وقد تبلغ 30 سنتيمتراً في حالات استثنائيّة، أما الأنياب العلويّة فهي تميل الى الأعلى عند الذكور، ويقوم الذكر على الدوام بشحذها على بعضها لإبقائها حادّة عند الأطراف.

وتعد الخنازير من الحيوانات ليليّة النشاط، حيث تبحث عن طعامها بين المغرب والفجر، وتنتشر الخنازير في المناطق المحاذية لنهر الفرات، وتلجأ الى المناطق ذات الكثافة بالقصب والبردي والنباتات الكثيفة، وتبحث عن الأراضي الرطبة، وتتحرك الخنازير على شكل قطيع بين (11 الى 15)، ويحرث الخنزير الأرض بمساعدة أنيابه، والسبب في انتشار الخنازير بالعراق تحريم وحظر ذبحه أو تناول لحمه.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

950 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع